المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصر تطلق قمر صناعي للاستشعار عن بعد



جمعة داود
02-11-2007, 11:03 AM
بعد أن توقف برنامج الفضاء المصري لمدة‏40‏ عاما بالتمام‏,‏ وبالتحديد في‏1967,‏ ينطلق في مارس المقبل أول قمر صناعي مصري بتعاون دولي‏,‏ بهدف دراسة جيولوجيا الصحراء والبيئة‏,‏ وتحديد مواقع التنمية المهمة في مصر‏,‏ ودراسة منابع النيل وبقية الأغراض السلمية‏,‏ وهو من نوقع المايكرو‏,‏ حيث يبلغ وزنه نحو‏150‏ كيلو جراما وبه‏2‏ كاميرا‏,‏ الأولي بالضوء العادي‏,‏ والثانية بالأشعة تحت الحمراء‏.‏

الدكتور بهي الدين عرجون مدير برنامج الفضاء المصري يؤكد أن تكلفة القمر بلغت‏6‏ ملايين دولار‏,‏ بينما تبلغ تكلفة البرنامج كله نحو‏21‏ مليون دولار‏,‏ وتبلغ قوة التمييز الذي تمثل قدراته الأساسية في التميز عن بعد‏8‏ أمتار‏,‏ مما يؤكد أن استخدامه للأغراض السلمية والعلمية فقط‏,‏ في حين أن إسرائيل لديها أقمار صناعية موجهة للتجسس وقوتها أقل من المتر‏,‏ أي أنها تميز أي حجم في هذه المساحة‏,‏ فتميز عربات ودبابات وأسلحة‏,‏ وهي بالطبع لا تخضع لإشراف دولي أو مركز الفضاء العالمي التابع للأمم المتحدة‏,‏ مما يؤكد كذب الادعاءات الإسرائيلية ـ أخيرا ـ بأن القمر الصناعي المصري يهدف إلي التجسس خاصة علي إسرائيل‏,‏ بينما يؤكد مكتب الأمم المتحدة في فيينا أنه خاضع للقانون الدولي لاستخدام الفضاء ويقع تحت رقابة الأمم المتحدة‏.‏

ويوضح عرجون أن مصر اتجهت إلي تصنيع وإطلاق هذا القمر بخبرات دولة أوكرانيا‏,‏ لما لها من نشاط طويل سابق في هذا المجال باعتبار انها كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق‏,‏ ليكون لمصر قمر صناعي لأول مرة باسمها من بين نحو‏10‏ آلاف قمر تدور حول الأرض‏,‏ ولأن معظم الدول لها أقمار تجسس فهي لا تبلغ بالطبع هيئة الفضاء الدولية بأية معلومة عنها‏,‏ غير أن القمر المصري صغير جدا بالنسبة للأقمار الأخري‏,‏ فهناك أقمار وزن الواحد منها يتعدي الألف كيلو ومنها ما يكون وزنه ما بين‏200‏ ـ‏700‏ كيلو وهو ميني قمر‏,‏ لكن ما يميز القمر المصري‏,‏ بالتعاون مع دولة أوكرانيا‏,‏ أننا اشترطنا عليها تعليم علمائنا عمليا لصناعة الأقمار واشتراكهم في مراحل التصنيع حتي تكون لدي مصر كوادر متخصصة‏,‏ ونمتلك إرادتنا في صناعة الأقمار الصناعية‏.‏

وأضاف أن لدينا تجارب قاسية في الاعتماد علي الآخرين بالكامل في تلقي المعلومات‏,‏ فبعض الدول تعطينا المعلومات حسب ظروفها معنا وتحجب عنا بعضها لمصلحتها لنكون تابعين دائما لها‏,‏ فنجد مثلا خطورة ذلك في موقف أمريكا من الحرب العراقية ـ الإيرانية‏,‏ حيث كانت أمريكا تمد العراق بكل المعلومات عن الجيش الإيراني حتي يمكن للجيش العراقي أن يدمر إمكانات خصمه‏,‏ وذلك الحال في حربنا مع إسرائيل في حرب‏1967,‏ حيث أمدت أمريكا إسرائيل بمعلومات دقيقة عن تحركات الجيشين الثاني والثالث وحددت لإسرائيل خط دخول بينهما وحدثت الثغرة‏.‏

وأضاف الدكتور عرجون أن هذه الأقمار السلمية تستخدم في تحديد الموارد المعدنية والمائية‏,‏ ورصد الظواهر المختلفة مثل التصحر وتلوث الشواطئ‏,‏ وحصر الأرض الزراعية ومراقبة العشوائيات‏,‏ والتخطيط العمراني حتي في ظروف الأزمات مثل الزلازل وكل ما يفيد في خطط التنمية للدولة وهي تقنية لا يمكن الاستغناء عنها في التخطيط‏,‏ خاصة لمصر التي تتميز بطبيعة أرضها المناسبة للاستخدامات الفضائية لوجود مساحات واسعة من الصحراء لا يمكن الوصول إليها ببعثات أرضية‏,‏ فيمكن اكتشافها والتعرف علي إمكاناتها بواسطة الأقمار الصناعية‏.‏

وأشار إلي أن من مميزات القمر الصناعي المصري أن مداره‏700‏ كيلو متر ارتفاعا حول الأرض‏,‏ ويدور حول الكرة الأرضية مرة كل‏90‏ دقيقة وبمعدل‏16‏ مرة يوميا‏,‏ ونتيجة لدوران الأرض فإن القمر يكون فوق منطقة الاتصال بالمحطات الأرضية‏4‏ مرات‏,‏ اثنتان ليلا‏,‏ والأخريان نهارا‏,‏ ويستطيع أن يصور مصر كلها خلال شهرين بدقة ما بين‏8‏ ـ‏10‏ أمتار‏,‏ وأنه بالفعل تم تجهيز القمر للانطلاق بمعاونة أوكرانيا من قاعدة بايكونور في كازاخستان بواسطة قاذف فضائي روسي ـ أوكراني‏,‏ حيث استغرق تصميم وبناء واختيار القمر مدة‏5‏ سنوات بدءا من أكتوبر‏2001,‏ وشارك في تصميمه وبنائه واختباره عدد من المهندسين والخبراء المصريين في مختلف التخصصات لاكتساب الخبرة وهو الهدف الأساسي من البرنامج المصري‏.‏

وقال‏:‏ إن برنامج الفضاء المصري هو برنامج قومي لدخول مصر عالم الفضاء واكتساب القدرات العلمية والتقنية وبناء الكوادر العلمية حتي تتمكن مستقبلا من تصميم وتصنيع أقمار صناعية وإقامة معامل لاختبار الأقمار ومحطات تحكم واستقبال‏,‏ وبناء كوادر في مختلف التخصصات‏,‏ حيث ننتهي من إطلاق القمر الحالي ثم يليه قمر آخر بدأ العمل فيه حاليا بخبرات مكتسبة من القمر الأول وبنسبة مشاركة مصرية عالية بتعاون الجامعات بأقسامها العلمية‏,‏ والمراكز البحثية وإيفاد مبعوثين للتدريب في البلدان المتقدمة فضائيا مثل إيطاليا لتدخل مصر مجال صناعة الفضاء بخطوات جادة‏,‏ التي منها أن توفر مصر تكلفة الصور الفضائية التي كنا نتلقاها عن الآخرين‏,‏ مع تحقيق تنمية شاملة بحصر كردونات المدن والقري‏,‏ والمباني علي الأرض الزراعية‏,‏ واستكشاف المناطق الجديدة الملائمة للتوسع الزراعي والصناعي‏,‏ ومناطق التربة المناسبة للزراعة والمياه‏,‏ لذلك يوفر عائدا اقتصاديا عالميا بالمقارنة بالتكلفة فضلا عن رفع مستويات التقنية العالمية‏,‏ ودفع بعض الصناعات التكنولوجية القائمة‏,‏ ودعم البحث العلمي مثل الإلكترونيات والبصريات والمستشعرات والاتصالات وغيرها‏,‏ حتي تصل مصر لمستوي علمي وتقني مرتفع‏.‏

وينبه الدكتور مسلم شلتوت أستاذ علوم الشمس والفضاء وعضو لجنة الفضاء المصرية إلي أنه يجب ألا ننسي انتظارنا عائد اقتصادي كبير وقيمة عالية لاستخدامات الإمكانات المصرية ومواردنا للأفضل‏,‏ نفق الأزهر مثلا كانت تكلفته نحو مليار جنيه‏,‏ وأن برنامج الفضاء تكلفته محددة بالنسبة له وهذا ما نشط الكوادر العلمية منذ عام‏1998‏ بتحفيز وزير الدولة للبحث العلمي وكان وقتها الدكتور مفيد شهاب‏,‏ لأننا نأخرنا جدا في هذا المجال ولابد أن نبدأ فيه فورا مثل موضوع الطاقة الذرية‏,‏ حيث تشكلت لجنة عليا للقمر الصناعي بتعاون أكاديمية البحث العلمي ومن خلال هيئة الاستشعار عن بعد‏,‏ لنقطع حالة التوقف التي أثرت علي مستوانا الدولي في هذا المجال‏.‏

وأضاف أن المبدأ العام أن يكون لنا مثل أي دولة في العالم دور في مجالات الاتصال والأقمار الصناعية للدراسات العلمية ولدراسة المناخ وتحديد الإحداثيات‏,‏ فهناك دول كثيرة بدأت ترتاد الفضاء كانت في مراحل متأخرة بالنسبة لنا ولكن المهم أن نبدأ لذلك أسمينا القمر مصرسات‏,‏ وهو باكورة الأقمار الصناعية فيصور الفضاء من خلال تلسكوب وكاميرا تصور الأرض‏,‏ لكنه حسب المدار والارتفاع‏,‏ فتصوير الصحراء يكون من مسافة غير مرتفعة ويكون التصوير بالأشعة تحت الحمراء‏.‏

وكان من المفترض إطلاق القمر في أكتوبر عام‏2003,‏ وتأخر للأسف لأسباب مالية سددناها علي أقساط وعلينا ألا نتأخر ثانية لأن الدول حققت أشواطا كبيرة وتخصصت بعضها في إحدي مكونات الأقمار الصناعية‏,‏ وبلغت بعضها من التقدم إلي أن طلابا منها يصنعون القمر الصناعي الصغير ويطلقه الطالب علي سبيل التجربة والتعلم‏,‏ ويحتاج هذا الإطلاق إلي عملية رياضية صعبة‏.‏ وهذا حفز مصر لتكون لجنة من المعاهد العاملة في المجال وهيئة الاستشعار عن بعد والمركز القومي للبحوث‏,‏ وأكاديمية البحث العلمي ومركز بحوث الفلزات‏,‏ وإرسال‏60‏ مبعوثا إلي أوكرانيا للمشاركة في المشروع المشترك والتعلم‏,‏ وقد رفضنا عرض إيطاليا بتصنيع القمر الصناعي لنا دون تدريب للعلماء المصريين‏,‏ لأن الفكرة الأساسية هي تدريب الكوادر العلمية المصرية في هذا التخصص‏.‏

وأضاف أن مزايا القمر الصناعي المصري كثيرة إذ أنه سيدرس كل شيء عن طبيعة مصر جيولوجيا ومناخيا خاصة المناطق الصحراوية والتربية والماء والهواء والحياة البرية والحيوانية والنباتية‏.‏

وبهذا يسهل التخطيط للتنمية تخطيطا دقيقا وسليما‏,‏ وفي الوقت نفسه يوفر لنا القمر مختلف المعلومات المهمة دون وصاية من أحد عليها‏,‏ وبهذا يمكن أن تدخل بقوة في مجال استغلال المعلومات لتنمية ملايين الأفدنة بالصحراء دون أن يتدخل أحد حجبا أو تأثيرا‏.‏

وأضاف د‏.‏ شلتوت أنه يجب علينا أن ندرك أننا كنا أصحاب السبق في برامج الفضاء قبل إسرائيل بكثير فتكنولوجيا البرنامج الفضائي لمصر كان علي مستوي الصين والهند والبرازيل والصين‏,‏ والآن نجد الصين بها أكثر من‏20‏ قمرا صناعيا منها أقمار البث التليفزيوني‏,‏ وكذلك فإن إسرائيل لديها قمر للإعلان باسم‏(‏ عاموس‏),‏ ولدينا نايل سات الذي صنعته وأطلقته فرنسا‏,‏ وكنا علي مستوي عال جدا إلا أن برنامج الفضاء المصري توقف فجأة في عام‏1967‏ وكان قد بدأ في عام‏1960,‏ وكان يعمل به نحو‏30‏ عالما مصريا من أرقي المستويات العالمية‏,‏ فاضطروا بعد ذلك للهجرة للعمل بالخارج والإقامة وتركوا مصر بعد أن أنفقت عليهم مصر كل إمكاناتها المادية والعلمية التي ضاعت هباء مع توقف البرنامج وتوقف مشروع صواريخ القاهر والظافر‏,‏ وقالوا وقتها إن المشروع توقف لضغوط أمريكية أو من الاتحاد السوفيتي الذي خدعنا في حرب‏1967‏ وأمدنا بمعلومات عن أن هناك تحرك عسكري إسرائيل مكثف علي الجبهة السورية وجر الجبهة العربية لمعركة محددة لصالح إسرائيل وكانت الهزيمة لأننا لم نرصد القوات الأخري‏,‏ في الوقت الذي كانت فيه أمريكا تعطي إسرائيل معلومات مفصلة عن قواتنا وتحركاتنا وإمكاناتنا المختلفة لتكون حساباتها سليمة دقيقة مع غيبة ذلك عن الجانب العربي‏,‏ الذي كانت جبهاته مكشوفة تماما للطرف الآخر‏,‏ من حيث مواقع كتائب الصواريخ المضادة للطائرات أو المطارات‏..‏ هذه التجربة المريرة تجعلنا أكثر حرصضا علي برنامج فضائي‏,‏ وتصنيع أقمار صناعية وصواريخ لدفعها‏,‏ وهذا يحتاج إلي موقف جاد من الجانبين السياسي والعلمي‏.‏

وقال‏:‏ إن الأهمية في المشروع إنه يكشف لنا عن موقفنا العالمي السياسي إذ أنه لا يعقل أن تستمر مصر خارج البرامج الفضائية الدولية‏,‏ وهناك من لم يكن لهم وزن علمي وسبقونا‏,‏ ويكفي المقولة التي تؤكد أن من ليس له محل قدم في الفضاء ليس له مكان علي الأرض‏,‏ فانتصار أمريكا علي العراق كان بسبب الأقمار الصناعية سواء في الاستطلاع أو قراءة التكتيك العسكري أو استخدام الصواريخ الموجهة‏,‏ وسياسيا بأن القمر الصناعي فيه استقلالية سياسية وكسر لحالة الهيبة لدي المجتمع المصري إزاء هذا المجال‏,‏ وجاء بعد ضغط العلماء‏,‏ ليبدأ التخطيط للبرنامج منذ عام‏1998,‏ وعقب دورات وورش عمل أكدت ضرورة وجود برنامج فضاء مصري تبنته د‏.‏ فينيس كامل جودة‏,‏ واتفق الجميع علي أن نبدأ بأي قمر من خلال لجنة الاستراتيجيات‏..‏ فهل نبدأ بجهود ذاتية من حيث انتهينا قبلها بـ‏30‏ عاما أن نقفز من خلال تكنولوجيا متطورة مع وجود صعوبات تضعها الدول المتقدمة حتي في قامة دراسة الدكتوراه في هذا التخصص حتي انتهينا للاتفاق مع أوكرانيا لإطلاق ميكروستالايت إذ أنه من الغريب أن تسبقنا دول عربية في هذا المجال‏,‏ فقد دخلت الجزائر ببرنامج منذ‏2001‏ وأطلقت أول قمر صناعي لها في‏2001‏ وأطلقت حتي الآن‏3‏ أقمار بعنوان جيرسات‏,‏ وهم يطلقونها من دولة صديقة ولديها فرصة نقل الخبرة العلمية وتكوين كوادر‏,‏ ولديهم المؤسسة الوطنية للإعلام وتكنولوجيا الفضاء‏.‏

وأضاف أن السعودية أطلقت أيضا‏3‏ أقمار صناعية منها ميكروستالايت تستخدم في عمليات مراقبة الحج ودواعي الأمن‏,‏ وتم تصنيعها بالتعاون مع جهات أجنبية وكانت صناعتها بالرياض بمعهد بحوث الفضاء بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم‏..‏ وفي الوقت نفسه توافر لدي إسرائيل المزيد من الأقمار الصناعية لمختلف الأغراض حتي توجيه الصواريخ لأن لديها ما يزيد علي‏200‏ رأس نووي‏,‏ وأصبحت لديها تكنولوجيا إسقاط الأقمار الصناعية أو التجسس علي القمر الصناعي أو التشويش عليه أو تعطيله‏,‏ وتمتلك تكنولوجيا في هذا المجال تفوق إمكانات أمريكا ولديها إمكانات متقدمة في تصنيع الأقمار‏.‏

ويذكر الدكتور شلتوت أن برنامج جوجل‏googleearth‏ علي النت يمكن من خلاله متابعة المواقع من القمر الصناعي حتي إنه أمكنه رؤية سطح منزله ومدرسة المستقبل التي بجانبه‏,‏ وعن طريق القمر أمكن تحديد كثير من الآثار التي أشرفت علي الدمار‏,‏ ومن خلاله أمكن تحديد أماكن قوات المقاومة بالعراق خاصة بالبصرة التي تناوش القوات البريطانية‏,‏ وأن مصر تدخل البرنامج الآن بنحو‏30‏ عاما سيتضاعفون بالتأكيد في بضع سنين‏.‏



المصدر: جريدة الاهرام http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=inve1.htm&DID=9124

حمود العنزي
02-18-2007, 02:39 PM
قرار طموحة وخطوة جريئة ، واول الغيث قطرة