المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : برمجيات الخرائط الإلكترونية



ابراهيم عبد الفتاح ابومريم
08-08-2009, 12:42 PM
لكل صفحة على الانترنت موقع خاص يمثلها الرمز الشهير URL، لكن أن يكون لكل موقع جغرافي صفحة ويب خاصة ذات روابط متعددة، فإنها خطوة ستجعل الإبحار على صفحات الانترنت أكثر غنىً ودراية، وتجعل من الأوقات حبلى بالمناسبات على شتى الصعد التعليمية والمالية. ما يعني أن المستخدمين سيتصفحون أرضاً افتراضية يتجولون فيها بكل ببساطة متناهية.

ولنفرض جدلاً أنك من محبي فنان الإبداع بول سيزان، وألهمك فضولك للذهاب إلى مدينة ويندي بغية رؤية روائعه الفنية في المتحف الفني في شيكاغو. بيد أنك ستصطدم بعقبة أنك لم تزر مدينة شيكاغو بتاتاً فضلاً عن عدم معرفتك لمكان أقامتك المزمع أو أين ستتناول طعامك. ماذا تفعل؟!!!

لا تقلق، فبمجرد أن تطلق برمجية "جوجل إيرث" على جهاز الحاسوب، وتكتب في صندوق البحث Search "المتحف الفني في شيكاغو"، سرعان ما تظهر قائمة تقليدية من نتائج البحث وفي مقدمتها ما تبحث عنه.

بيد أن لُب الموضوع يكمن في ما سيحدث في منتصف شاشة جوجل، إذ تقوم كاميرا جوجل الافتراضية بتسليط الضوء على "صور أقمار صناعية لوسط مدينة شيكاغو" وبمجرد النقر بالماوس على أولى نتائج البحث على يسار المتصفح، فإن بالوناً حوارياً سيسلط الضوء على "الصورة محل البحث"، تقوم بعدها بتصفحها ليتم تحديد بناية المتحف الفني مع شوارعه الخاصة وعناوينه المختلفة، فضلاً عن عناوينه الإلكترونية وكافة الاتجاهات والمسارب التي تقود إليه.

على أنك تخطط لاستئجار سيارة سياحية من مطار أوهاري الدولي للذهاب إلى المتحف، قم بالنقر بالماوس على رابط Directions، وبمجرد دخولك إليه فإن الكاميرا الافتراضية لجوجل سرعان ما تأخذك رويداً رويداً ليظهر خط ملون يرسم طريق المتحف، خطوة بخطوة على يسار الشاشة.

ثم إنك تود قيادة مركبتك السياحية لمسافات داخل مدينة شيكاغو، قم بالنقر بالماوس على زر العرض Play لعرض صور متحركة، تقوم حينها كاميرا جوجل بالانقضاض على اتجاهات الشوارع الرئيسة، وكافة الحواجز المرورية على كامل الطريق بطريقة سهلة قد تستغرق في مجموعها زهاء 27 كيلومتراً.

بيد أنك ما زلت بحاجة إلى نُزل تقيم فيه، انقر على زر Lodging في صندوق الأوامر، ستظهر لك ملفات الخرائط وتفضيلاتها، وستلاحظ عن كثب فندق "كروان بلازا" في محيط المتحف الفني، وستدلك بالونات الحوار الخاصة على موقع الفندق على خريطة جوجل مع روابط خاصة بغية تصفحها تحوي إيجازات من أدلاء سياحيين لأفضل المواقع التي يمكن أن تحجز غرفة فيها.

ثم انقر على Building لتختار مكاناً تتناول فيه طعامك، لتحصل على مشهد ثلاثي الأبعاد لمسطح مدينة شيكاغو يحوي من بينها "مطعم سيرز تور" على بعد 8 تقاطعات من الفندق الذي ستقيم.

ولتتعرف على المنطقة التي تحيط بالمعهد الفني، قم بمغادرة "جوجل إريث" لوهلة واذهب إلى موقع geobloggers.com إذ يتيح لك استخدام خرائط جوجل للبحث عن أشهر موقع للصور التشاركية ويدعى Flicker يحوي صوراً بمعلومات طولية وعرضية.

أخيراً، ترغب من باب طمأنة نفسك التعرف على أن المنطقة التي تقيم فيها آمنة أثناء الليل، تغادر "جوجل إريث" وتذهب لزيارة الموقع chicagocrime.com، وهو موقع مجاني يستخدم خرائط جوجل للاستدلال على مواقع الجرائم التي أوردتها إدارة شرطة شيكاغو. لتكون قد أتممت رحلة تهيؤك لمعاينة روائع سيزاني مع مشاهد بحرية في شيكاغو ستبقى عالقة في ذهنك إلى الأبد.



قراءة وكتابة الخرائط الإلكترونية


لا يخفى على أحد أن رحلة كهذه تتطلب حجزاً عبر شركة سياحية تقوم بتزويد المسافرين بأفضل الطرق عبر خريطة يدوية، أو كتيب إرشادي خاص، إلى أن التجول أصبح بعد منتصف عام 1990 أكثر سرعة ومتعة، بالنظر إلى التحول المدهش في الاستخدام الالكتروني، وزيادة المواقع الخرائطية المتخصصة في هذا المجال كموقع MapQuest.com.

كما أن إطلاق أداة جغرافية تصفحية مثل خرائط "جوجل إريث" في حزيران/ يونيو الماضي، ومن خلال رسوم ثلاثية الأبعاد قابلة للحركة، فضلاً عن مواقع شاملة ذات قدرات تشغيلية متميزة، أضحت معه عمليات التجوال أشبه بلعبة طفل صغير لكثير من المبرمجين على هذا الصعيد.

يقول المدير العام في مجموعة جوجل الإقليمية جون هانكن "جوجل إريث أشبه ما تكون كمتصفحٍ للإرض". كيف وقد أجهد هانكن نفسه كثيراً في تطوير برمجية "جوجل إريث" لا سيما للمهندسين في وزارة الدفاع الأمريكية ومستثمرين كبار.

ثم ما لبثت أن قامت ميكروسوفت وقدمت محرك بحثها عن الخرائط وأطلقت عليه اسم Virtual Earth يعرض صوراً لأقمار صناعية قابلة للتصفح والتقريب، وبقوائم بحث تفاعلية من ضمنها الخاصة بجوجل إريث، ووصلت لجمهور أعرض من جوجل نفسه، نظراً إلى عدم حاجة المستخدمين لتنزيلها بشكل مستقل على جهاز الحاسوب بعكس ما تطلبه جوجل.

ودخلت ياهو اللعبة كذلك، وقدمت العام الفائت خرائط تتيح للمستخدمين التزود بكافة مواقع الكوفي شوب التي تحوي نقاط خدمة الإنترنت اللاسلكي Wi Fi. وأسهمت الشركات في مجموعها وبرمجيات خرائطها في تغيير طريقة تفكير العديدين للعالم الرقمي.

فعلى سبيل المثال، فإن مستخدمي الهواتف الذكية ذات شرائح شركة Global System الأمريكية سيكونون قادرين وبطريقة آلية على سرد قصص إلكترونية، وتصفح صور وملفات، فضلاً عن قدرتهم على تصفح إعلانات وقوائم تسوق، وأماكن ترفيه وتسليه ومخرجات أعمال أخرى.

كما سيكون بمقدور المستخدمين تحميل أي نصوص خاصة كالصور والبيانات للويب وتجميعها على موقع إلكترونية محدد، يقول هانكن "أثبت التاريخ أن الخرائط مجرد متحف قراءة فقط"، فيما أشار مؤلف كتاب Hack Mapping، ستشويلر إيري، إلى أن "الخرائط صممت من قبل جغرافيين معلوماتيين مهرة، ليتصفحها مستخدمون ذوي مقدرة وخبرة عملية لمعالجة وإدارة كميات ضخمة من البيانات. لا شك أن الخرائط ستغدو متاحف ووسائط قراءة وكتابة رقمية، ما يعني تغييراً في طريقة التفاعل معها وتأثيرها المباشر على مفاصل الحياة المعتادة".

وليس أدل على ذلك من قيام أكثر من 500 مطوّر ومبرمج، وآخرون مختصون من شركات جغرافية رقمية كمعهد سان ديغو للأبحاث، بقضاء يومين كاملين للتعرف على آخر ما توصل له المخترعون حول الخرائط الإلكترونية، خرجوا على إثرها بنتائج أوصت تحويل الجغرافيا الرقمية على الانترنت إلى تقنية مبسطة، بمجرد النقر مثلاً على إعلان معين لشراء منزل محدد في بقعة ما.

ويرى مراقبون تقنيون أن هذا التحول سيأخذ وقتاً ليس بالقصير في ضوء تحفظ وتشدد الحكومات الأجنبية عبر قوانين صارمة بشأن بيانات الخرائط والمسؤولية المترتبة عليها والتعامل معها لأسباب أمنية واستراتيجية.


خرائط إلكترونية مطورة


ما أن قامت وزارة الدفاع الأمريكية عام 1978 بإطلاق أول قمر صناعي في منظومة المواقع الفضائية، حتى حددت الوقت المستغرق الذي يتطلبه وصول إشارات القمر الإذاعية إلى الأرض.

وكان الهدف من ذلك تمكين أسطول غواصات الولايات المتحدة النووية من تحديد مواقعها خلال دقائق عديدة، بعد تلقيها معلومات خارجية عبر أنظمتها التلقائية في حالة اضطراها لتنفيذ ضرباب مباشرة لأهداف عدوانية.

ثم ما لبثت أن استقطبت الخرائط الإلكترونية قاعدة كبيرة من متسلقي ومتزلجي الجبال، ومهندسين مدنيين، بغية إلقاء نظرة أعمق على الخرائط التي كانت الطريقة الطبيعية للحصول على بيانات جغرافية جديدة يمكن تجميعها خلال وحدات عالمية.

واستحوذ موقع MapQuest.com منذ إطلاقه عام 1996 على فضاء الخرائط بجدارة فائقة، وكتب آخرون من مطوري الانترنت برامج عديدة أتاحت نسخ خرائط المواقع الإلكترونية لإعادة عرضها على محتويات أخرى، لكنهم لم يستطيعوا من برمجة عمليات معقدة كتخصيص بيانات شخصية على خرائط الموقع الإلكترونية.

كما احتاج المطورون إلى حواسيب ذات سرعة وتخزين عاليين لإدارة الخرائط، ولتنفيذ مجموعة من بيانات بسعة تتعدى الجيجابايت، فضلاً عن عمليات حسابية تحويلية معقدة تسمح بإمكانية العرض والتلاعب بخرائط رقمية مختارة.

وأنهك المطورون أنفسهم كثيراً للحصول على ملفات تشاركية معتمدة على برمجيات ذات "مصدر مفتوح قابل للتطوير" توازياً مع إدراك سليم لإمكانيات الانترنت الحقيقية على هذا المجال، كاختراق جدران شركات جغرافية تقليدية مثل شركة ESRI، التي ركزت منتوجاتها على قطاع الخدمات المالية، والتخطيط الإقليمي والمدني، وأغراض الدفاع. وأكدوا على أهمية بناء خرائط رقمية لنقل بيانات حساسة ومهمة.

وتحقيقاً لهذا الغرض، توصلت شركات متخصصة في هذا المجال معهد ماساستوش التقني إلى اتفاقية ذات معايير أساسية حول برمجيات خرائط باستخدام لغة البرمجية XML، التي تتيح ربط وثائق المواقع الجغرافية الإلكترونية بإتقان، وتسمح بتصفح الخرائط والبرمجية بكل راحة ويسر.

وحاول المبرمجون كذلك إقناع مالكي قواعد البيانات الرقمية الضخمة، وأصحاب حقوق الملكية لها على الانترنت لتنفيذ عمليات دخول آمنة لقواعد البيانات تعود بمردودات مالية عديدة.

واحتلت شركة أمازون قصب السبق حين وضعت الفكرة ضمن حيز التطبيق وأطلقت في عام 2003 تطبيقات برمجية تسمح للمبرمجين التنقل بين قواعد بيانات خاصة، وسحب أي معلومات منها، وتقديمها على مواقع إلكترونية بأي وضعية يختارونها، على أن تعود أي عمليات شرائية لحساب شركة أمازون.

إلى أن تفّجر الأمر حين انطلقت الشرارة الأولى التي فجرتها شركة جوجل بإطلاقها في الثامن من شباط/ فبراير من العام الحالي 2005 لخرائط جوجل على الويب، رسمت بما لا يدع مجالاً للشك أن جوجل ستذهب بعيداً صوب مواقع ويب أكثر تفاعلية. وكانت صور الأقمار الصناعية عالية الوضوح، ومقدرة المستخدمين على سحب الخريطة لأي اتجاه دون الحاجة لانتظار تحميل الصفحة الرئيسة للبرمجية إحدى محسنات الأداة إضافة لبالونات الحوار المظللة التي تؤشر على مواقع البحث المحلية لأي موقع ما، كان جوجل أطلق عليها اسم Info Windows بحركة جميلة متناسقة.

وكان لاستخدام لغة البرمجية Java Script الدور الفاعل في رسم ملامح الأداة التفاعلية، والتي أتاحت للمبرمجين على كتابة نصوصهم الخاصة والتلاعب بها بأسلوب مريح، وصنعت محتويات خاصة بها.

وهكذا، بدأ المبرمجون وكرد فعل على ثورة الإبداع الخرائطية ببناء خدمات وبنى تحتية لخرائط جوجل الإلكترونية، حيث أطلق خبير التصميم الهندسي الثلاثي الأبعاد بول راديماشر موقع Housingmaps.com سمح بتقديم قوائم حقيقية، فضلاً عن إعلانات واسعة الانتشار، لعناوين المنازل المدرجة والشقق السكنية العديدة طولياً وعرضياً. تماماً حال تصفحك بريد جوجل أو محرك البحث الخاص به، إذ تفاجئك مجموعة مختلفة من الإعلانات على جانب يمين صفحة البحث ترتبط بمساقات ونتائج البحث وأي خدمات يريد المتصفح البحث عنها.

أما ميكروسوفت والتي أطلقت برمجية Virtual Earth في نهاية تموز/ يوليو الفائت، فهي وأن لحقت متأخرة بعض الشيء بركب خرائط الويب، إلا إنها كانت معنية بها منذ العام 1990، وعرضت بشأن ذلك تطبيقات تشاركية تجارية مثل Map Point لرسم مسارب العمال المتنقلين والموزعين داخل الولايات المتحدة، إضافة إلى برمجية التخطيط المتنقل للزبائن Microsoft Streets and Trips، ونجحت نجاحاً ملفتاً بالنظر إلى عرضها صوراً لمشاهد فضائية شبيهة بالخاصة بجوجل، وعرضت إمكانية إضافة ملحوظة معينة وإلصاقها على أي موقع على الخريطة التي يرغب المستخدم بتصفحها.

على أن النقر على المأوس سيتيح للمستخدم كذلك إرسال بريد إلكتروني خاص بمحتويات الملحوظة أنفة الذكر للأصدقاء أو للنشر العام على صفحات التشارك على مساحات ميكروسوفت وغيرها.

فيما سمحت برمجية Google Earth Plus الخاصة بالمشتركين بتحميل ومشاهدة بيانات تم جمعها من محطات جغرافية عديدة، تتيح للمستخدم إمكانية التعرف على المكان الذي يتواجد فيه كذلك.

منقول

سالم العمري
08-08-2009, 11:31 PM
بارك الله فيك وفي كاتب المقال