ابراهيم عبد الفتاح ابومريم
04-05-2010, 02:37 PM
فوضي الخرائط والمصطلحات في الجامعة*:
أستـاذ آداب القـاهرة ألغي فلسطـين لأن مساحة الخريطة صغيرة لا تسع دولتين*!
تحقيق*: منى نور[/size]
في العدد السابق نشرنا ملفا حول فوضي الخرائط والمصطلحات السياسية في مصر،* وركزنا تحديدا علي خريطة صادرة عن وزارة السياحة،* وكتابين،* كان أولهما* »الجغرافيا الاقتصادية بين النظرية والتطبيق*« للدكتور فتحي مصيلحي الذي تضمن جداول تدرج اسرائيل بين قائمة الدول العربية،* والكتاب الثاني هو* »المجتمع المصري*« من اعداد مجموعة من أساتذة آداب القاهرة بإشراف د.محمد حمدي ابراهيم وتضمن خريطة تضع اسرائيلي علي كامل تراب فلسطين*. وقد حاورنا في العدد السابق صاحب كتاب الجغرافيا الاقتصادية،* وفي هذا العدد نحاور أطراف كتاب* »المجتمع المصري*« سعيا الي الحقيقة وليس مزايدة علي أحد*.
*»أخبار الأدب*«
كتاب* »المجتمع المصري*« مقرر علي الفرقة الأولي بجميع الأقسام،* والخريطة التي تضع اسرائيل في الشمال الشرقي لمصر،* بلا ذكر لفلسطين وردت في الفصل الثاني وهو بعنوان* »التكوين الجغرافي للمجتمع المصري*« للدكتور محمد صبري محسوب أستاذ الجغرافيا بالكلية*.
توجهنا بأسئلتنا أولا الي مراجع الكتاب الأستاذ الدكتور محمد حمدي ابراهيم،* الذي قال إن هذه الخريطة ليست اعترافا،* ولكنهاحقيقة جغرافية بناء علي الواقع الراهن للمنطقة،* منذ عام *٨٤٩١ فصاعدا*.
ثم أوضح*: هناك مدرستان،* المدرسة القديمة وكانت تري عدم ادراج اسم اسرائيل في الخرائط،* وكان ذلك حتي عصر جمال عبدالناصر وبعد ذلك تغير الموقف السياسي وأصبحنا نري اسم اسرائيل وفلسطين معا،* بمعني أن هناك دولة لاسرائيل ودولة محتلة بفلسطين لا يمكن نسيانها*.
*- لكن الخريطة بها اسرائيل فقط؟ كيف تري ذلك،* وألا يمثل ذلك خطورة علي فكر الطلاب؟
يقول د.ابراهيم،* هذا أمر* غير مقصود،* قد يرجع الي* السهو،* ولا يمثل خطورة كما تقولين،* الخطورة ربما تكون التعمد وليس في السهو أو النسيان،* ومع ذلك ودرءا لهذا اللبس أنا أطالب المستخدمين للخرائط بتحري الدقة والحرص علي الاتيان بخريطة فيها اسم فلسطين،* كما نري ذلك في الخرائط العالمية،* التي بها اسرائيل وبجوارها قطاع* غزة والضفة الغربية*.
ونفي د.حمدي ابراهيم أن يدخل ذلك في قضايا التطبيع موضحا أن التطبيع ينصب علي التعامل مع الدولة ونظامها السياسي،* أمانحن كمصريين جميعا فنحن ضد التطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني بأي صورة من الصور*.
وأضاف د.ابراهيم*: قرأت المادة التي كتبها د.محمد صبري محسوب* - أستاذ الجغرافيا الطبيعية،* وكلها تتحدث عن مصر،* وليس بها أي حديث عن دولة اسرائيل علي الاطلاق،* فيما خلا الخريطة الجغرافية التي توضح موقع مصر ودول الجوار المحيطة*
وأكد د.ابراهيم،* نحن لا نقبل المزايدة علي وطنية أحد وأتهم الآخرين بأنهم* غير وطنيين،* فالوطنية مثل التدين،* وهي جزء من الايمان والشخصية*.
وأشار لا يجب أن نخلط بين التطبيع الذي هو مسلك فردي وبين الحقائق* العلمية واجبة الذكر*.
وأكد،* أن ما جاء بالكتاب مسائل علمية بحتة،* لم تدخل في مسألة التطبيع فالمطبعون معروفون،* والشعب كله يعرف ماذا يفعلون،* أما نحن كأساتذة جامعة،* رجال علم نتعامل مع الكتب والمراجع والحقائق المجردة والمنزهة عن أي هوي*.
غفلة* غير مقصودة
وعن رأيه فيما جاء بالكتاب بصفته أحد المشاركين في تأليفه،* يقول الدكتور محمد عفيفي،* أستاذ ورئيس قسم التاريخ بالكلية*: الموضوع الخاص بي في الكتاب عن* (نهضة مصر الحديثة*) ونشأة القومية المصرية،* وأنا أتصور أن الخريطة سيئة،* وأتصور أنها وضعت بغفلة* غير مقصودة*.
كأستاذ تاريخ كيف تري خطورة مثل هذه الخرائط؟
يقول د.عفيفي،* لابد أن نكون حريصين علي دقة الخرائط،* مثل حرصنا علي الوثائق التاريخية،* وهنا تكون الدقة مطلوبة في اختيار الخرائط*.
ويري د.عفيفي أن للخرائط أهمية قصوي لنا كمصريين،* خاصة حينما استعان بها د.يونان لبيب رزق في استعادة طابا،* كما يري أن كل أساتذة كلية الآداب يحترمون الحقوق العربية والتاريخية في فلسطين،* مشيرا الي أن ما حدث كان نتيجة* غفلة وليس نتيجة موقف مسبق أو محدد*.
مسألة حجم
وسألت صاحب الموضوع د.محمد صبري محسوب،* لماذا اسرائيل وليست فلسطين في تحديدك لحدود مصر أجاب*:
لم أحدد فلسطين ولا اسرائيل،* وليس لاسرائيل علاقة بالخريطة ولا بموضوع ومحتوي الكتاب،* فالكتاب يتحدث عن المجتمع المصري،* وهو ليس حجة علي وجود اسرائيل من عدمه،* فالخريطة تعني بمصر فقط ولم أذكر في الموضوع أي كلمة عن اسرائيل كما أن حدود مصر الشرقية سليمة علي الخريطة،* وليست محرفة،* وقد ذكرت في صـ*٦٤ من الكتاب أ ن حدود مصر الشرقية مع كل من اسرائيل وقطاع* غزة،* ولم أناقش حدود مصر مع اسرائيل أو* غيرها،* وحجم* الخريطة ومقاسها لا يسمح بتحديد قطاع* غزة أووضع المسمي عليها*.
ويري د.محسوب أن الخطأ ليس في خريطة تقديرية،* توضيحية،* وانما الخطأ* - من وجهة نظره* - في وضع أطلس لمصر،* وأكتب عليه كلمة اسرائيل،* أو عمل خريطة خاصة باسرائيل،* وأكد أن الخريطة التي بالكتاب ليست وثيقة،* خاصة أن الكتاب الذي وردت فيه ليس له رقم ايداع ولو كان له رقم ايداع لتم المحاسبة عليه،* فهو كتاب يدرس وليس مرجعا،* والخريطة التي فيه توضيحية تقريبية،* وأن ما جاء بالكتاب عبارة عن موضوع وليس بحثا أو مقالة،* كما أن الموضوع قد شمل خرائط أخري* (خريطة *٢ صـ*٨٤ عن تضاريس مصر ليست فيها اسرائيل،* وخريطة *٣ صـ*٥٥ للدلتا ولم تأت بالخريطة سيناء كلها بل *٢/٣،* هل معني ذلك أنني أعطيت الـ*١/٣ الباقي من سيناء لاسرائيل*. وأكد د.محسوب أن للخرائط علما كاملا له مصادره،* وعندنا شعبة كاملة* (شعبة الخرائط*) نقوم فيها بتدريسها،* وليس معني وجود اسرائيل علي الخريطة،* أن ذلك اعتراف مني بها،* ولكنه وضع سياسي رغم اعتراف دولتنا بها،* هناك فرق بين واقع موجود،* وشعوري تجاهه،* هل أنا مقربه به أم لا؟ واجابتي في ديوان شعر لي بعنوان* (مقاصد في قصائدي*) فيه قصيدتان،* الأولي* (غزة الكرامة*) والأخري* (اسرائيل عدونا*)،* وهذه القصائد منشورة في مجلة الدبلوماسي والديوان له رقم ايداع*.
كما أكد د.محسوب،* أنا لست معترفا باسرائيل،* وأنا ضد التطبيع مشيرا أيهما أكثر تأثيرا خريطة وضعت اسم اسرائيل فيها بشكل عرضي،* أم قصائد في ديوان شعر معاد لاسرائيل وهو ديوان له رقم ايداع وموثق*.
وأوضح د.محسوب،* أن الأطالس متغيرة فهي تجدد سنويا،* حسب أي تطور أو تغير سياسي في العالم،* مثلما حدث لدول آسيا الوسطي الاسلامية التي أصبح لها حدود واضحة* - بعد تفكك الاتحاد السوفيتي،* مطالبا بأن يكون التركيز علي الخرائط* (الأطالس*) الدولية لأنها مصدر المعلومة المطبوعة لدي شركات ومؤسسات عالمية أو قومية كبري يتم تداولها من قبل هذه المؤسسات في أسواق المكتبات أو المعارض الدولية،* نافيا الاعتماد علي الكتب الدراسية،* حيث أن خرائطها ليست مرجعية يعتمد عليها*.
أليس في ذلك خطورة علي تعليم الطلاب؟
ما قلته ليس له خطورة في تعليم طلابنا،* فهذا الجيل متفهم تماما الوضع السياسي الراهن،* وكيف أن اسرائيل كيان استيطاني قضيتنا معه ممتدة،* بدليل المظاهرات الطلابية التي تخرج بشكل دائم للدفاع عن* غزة والأقصي وأي قطعة من أرض فلسطين،* كما أن هذا الكتاب يدرس منذ *٦ سنوات علي جميع طلاب الفرقة الأولي ومراجع مراجعة نهائية ولم يقابل بأي اعتراض*.
مشيرا الي أن الاعتراض يجيء من انسان متخصص،* وموضحا أن العلم ليس به أي سياسة،* فنحن ندرس علما مجردا وليس سياسة*.
وفي نهاية الحوار معه تساءل د.محسوب،* لماذا لا نأخذ موقفا من كل دور النشر العالمية التي أصدرت جميع الأطالس وبها اسرائيل،* ونمتنع عن الاستعانة والاستشهاد بخرائطهم*!
وعن رأيه كأستاذ جامعي ومفكر،* فيما يتضمنه الكتاب الجامعي من معلومات وخرائط من هذا النوع،* وهل في جامعات الصعيد حالات مشابهة لذلك؟ يقول الدكتور نصار عبدالله*:
قرأت في العدد السابق لأخبار الأدب،* حوارا عما ورد في كتاب الدكتور فتحي مصيلحي،* ذلك الكتاب الذي أثار مشكلة في كلية الآداب جامعة حلوان،* فإن ما ورد في الكتاب شيء محزن،* لكنني لا أشكك في وطنية صاحبه إلي أن يثبت العكس،* وأرد الأمر* غالبا الي الاهمال وغياب الأمانة والدقة،* مشيرا الي أن أبسط مقتضيات البحث العلمي هي الالتزام الدقيق أو اخضاع المصطلحات التي يستخدمها الباحث للتصنيفات التي تتفق معها،* فلا يجوز أن أدرج كيان اسرائيلي* (أيا كان وضعه السياسي*) تحت عنوان الدول العربية،* وهذا يرجع اما الي أنه نقل أو أخذ الاحصاءات عن مصدر ما ملتزما بنفس التسميات التي اتخذها ذلك المصدر دون التفات الي السياق الجديد الذي يوظفها فيه،* وهذه مسألة شائعة بين صغار الباحثين الذين ينقلون نقلا أعمي من المصادر،* وأندهش أن يكون مثل هذا قد صدر من أستاذ كبير*.
وأكد د.نصار أنه لو كان الأستاذ يقظا أو منتبها،* أضعف الايمان أن يضع اسرائيل بين قوسين،* لأن اسرائيل بأكملها كيان بين قوسين،* لأنها الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها حدود منذ أن صدر لها قرار التقسيم عام *٧٤٩١ وحتي الآن،* وهي في كل يوم تبتلع أو تضيف أو تضم أرضا،* وان شاء الله ربما تفقد أرضا حين يعود الحق لأصحابه،* نحن لا نفقد الأمل*.
ويشير د.نصار الي أن هذا النوع من الأخطاء يهدد قيمة وطنية من خلال اهدار قيمة علمية،* دون أن ينتبه من صدر منه هذا الخطأ وفي حدود ما أعلم أن مثل هذه الوقائع* غير موجودة في جامعات الصعيد،* لكن هناك* بالقطع اهدارا* لقيم علمية كثيرة*.
منقول من
أخبار الادب رقم العدد: 872 الأحد 4 ابريل 2010
http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/872/detailzedfd0.html?field=news&id=189
أستـاذ آداب القـاهرة ألغي فلسطـين لأن مساحة الخريطة صغيرة لا تسع دولتين*!
تحقيق*: منى نور[/size]
في العدد السابق نشرنا ملفا حول فوضي الخرائط والمصطلحات السياسية في مصر،* وركزنا تحديدا علي خريطة صادرة عن وزارة السياحة،* وكتابين،* كان أولهما* »الجغرافيا الاقتصادية بين النظرية والتطبيق*« للدكتور فتحي مصيلحي الذي تضمن جداول تدرج اسرائيل بين قائمة الدول العربية،* والكتاب الثاني هو* »المجتمع المصري*« من اعداد مجموعة من أساتذة آداب القاهرة بإشراف د.محمد حمدي ابراهيم وتضمن خريطة تضع اسرائيلي علي كامل تراب فلسطين*. وقد حاورنا في العدد السابق صاحب كتاب الجغرافيا الاقتصادية،* وفي هذا العدد نحاور أطراف كتاب* »المجتمع المصري*« سعيا الي الحقيقة وليس مزايدة علي أحد*.
*»أخبار الأدب*«
كتاب* »المجتمع المصري*« مقرر علي الفرقة الأولي بجميع الأقسام،* والخريطة التي تضع اسرائيل في الشمال الشرقي لمصر،* بلا ذكر لفلسطين وردت في الفصل الثاني وهو بعنوان* »التكوين الجغرافي للمجتمع المصري*« للدكتور محمد صبري محسوب أستاذ الجغرافيا بالكلية*.
توجهنا بأسئلتنا أولا الي مراجع الكتاب الأستاذ الدكتور محمد حمدي ابراهيم،* الذي قال إن هذه الخريطة ليست اعترافا،* ولكنهاحقيقة جغرافية بناء علي الواقع الراهن للمنطقة،* منذ عام *٨٤٩١ فصاعدا*.
ثم أوضح*: هناك مدرستان،* المدرسة القديمة وكانت تري عدم ادراج اسم اسرائيل في الخرائط،* وكان ذلك حتي عصر جمال عبدالناصر وبعد ذلك تغير الموقف السياسي وأصبحنا نري اسم اسرائيل وفلسطين معا،* بمعني أن هناك دولة لاسرائيل ودولة محتلة بفلسطين لا يمكن نسيانها*.
*- لكن الخريطة بها اسرائيل فقط؟ كيف تري ذلك،* وألا يمثل ذلك خطورة علي فكر الطلاب؟
يقول د.ابراهيم،* هذا أمر* غير مقصود،* قد يرجع الي* السهو،* ولا يمثل خطورة كما تقولين،* الخطورة ربما تكون التعمد وليس في السهو أو النسيان،* ومع ذلك ودرءا لهذا اللبس أنا أطالب المستخدمين للخرائط بتحري الدقة والحرص علي الاتيان بخريطة فيها اسم فلسطين،* كما نري ذلك في الخرائط العالمية،* التي بها اسرائيل وبجوارها قطاع* غزة والضفة الغربية*.
ونفي د.حمدي ابراهيم أن يدخل ذلك في قضايا التطبيع موضحا أن التطبيع ينصب علي التعامل مع الدولة ونظامها السياسي،* أمانحن كمصريين جميعا فنحن ضد التطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني بأي صورة من الصور*.
وأضاف د.ابراهيم*: قرأت المادة التي كتبها د.محمد صبري محسوب* - أستاذ الجغرافيا الطبيعية،* وكلها تتحدث عن مصر،* وليس بها أي حديث عن دولة اسرائيل علي الاطلاق،* فيما خلا الخريطة الجغرافية التي توضح موقع مصر ودول الجوار المحيطة*
وأكد د.ابراهيم،* نحن لا نقبل المزايدة علي وطنية أحد وأتهم الآخرين بأنهم* غير وطنيين،* فالوطنية مثل التدين،* وهي جزء من الايمان والشخصية*.
وأشار لا يجب أن نخلط بين التطبيع الذي هو مسلك فردي وبين الحقائق* العلمية واجبة الذكر*.
وأكد،* أن ما جاء بالكتاب مسائل علمية بحتة،* لم تدخل في مسألة التطبيع فالمطبعون معروفون،* والشعب كله يعرف ماذا يفعلون،* أما نحن كأساتذة جامعة،* رجال علم نتعامل مع الكتب والمراجع والحقائق المجردة والمنزهة عن أي هوي*.
غفلة* غير مقصودة
وعن رأيه فيما جاء بالكتاب بصفته أحد المشاركين في تأليفه،* يقول الدكتور محمد عفيفي،* أستاذ ورئيس قسم التاريخ بالكلية*: الموضوع الخاص بي في الكتاب عن* (نهضة مصر الحديثة*) ونشأة القومية المصرية،* وأنا أتصور أن الخريطة سيئة،* وأتصور أنها وضعت بغفلة* غير مقصودة*.
كأستاذ تاريخ كيف تري خطورة مثل هذه الخرائط؟
يقول د.عفيفي،* لابد أن نكون حريصين علي دقة الخرائط،* مثل حرصنا علي الوثائق التاريخية،* وهنا تكون الدقة مطلوبة في اختيار الخرائط*.
ويري د.عفيفي أن للخرائط أهمية قصوي لنا كمصريين،* خاصة حينما استعان بها د.يونان لبيب رزق في استعادة طابا،* كما يري أن كل أساتذة كلية الآداب يحترمون الحقوق العربية والتاريخية في فلسطين،* مشيرا الي أن ما حدث كان نتيجة* غفلة وليس نتيجة موقف مسبق أو محدد*.
مسألة حجم
وسألت صاحب الموضوع د.محمد صبري محسوب،* لماذا اسرائيل وليست فلسطين في تحديدك لحدود مصر أجاب*:
لم أحدد فلسطين ولا اسرائيل،* وليس لاسرائيل علاقة بالخريطة ولا بموضوع ومحتوي الكتاب،* فالكتاب يتحدث عن المجتمع المصري،* وهو ليس حجة علي وجود اسرائيل من عدمه،* فالخريطة تعني بمصر فقط ولم أذكر في الموضوع أي كلمة عن اسرائيل كما أن حدود مصر الشرقية سليمة علي الخريطة،* وليست محرفة،* وقد ذكرت في صـ*٦٤ من الكتاب أ ن حدود مصر الشرقية مع كل من اسرائيل وقطاع* غزة،* ولم أناقش حدود مصر مع اسرائيل أو* غيرها،* وحجم* الخريطة ومقاسها لا يسمح بتحديد قطاع* غزة أووضع المسمي عليها*.
ويري د.محسوب أن الخطأ ليس في خريطة تقديرية،* توضيحية،* وانما الخطأ* - من وجهة نظره* - في وضع أطلس لمصر،* وأكتب عليه كلمة اسرائيل،* أو عمل خريطة خاصة باسرائيل،* وأكد أن الخريطة التي بالكتاب ليست وثيقة،* خاصة أن الكتاب الذي وردت فيه ليس له رقم ايداع ولو كان له رقم ايداع لتم المحاسبة عليه،* فهو كتاب يدرس وليس مرجعا،* والخريطة التي فيه توضيحية تقريبية،* وأن ما جاء بالكتاب عبارة عن موضوع وليس بحثا أو مقالة،* كما أن الموضوع قد شمل خرائط أخري* (خريطة *٢ صـ*٨٤ عن تضاريس مصر ليست فيها اسرائيل،* وخريطة *٣ صـ*٥٥ للدلتا ولم تأت بالخريطة سيناء كلها بل *٢/٣،* هل معني ذلك أنني أعطيت الـ*١/٣ الباقي من سيناء لاسرائيل*. وأكد د.محسوب أن للخرائط علما كاملا له مصادره،* وعندنا شعبة كاملة* (شعبة الخرائط*) نقوم فيها بتدريسها،* وليس معني وجود اسرائيل علي الخريطة،* أن ذلك اعتراف مني بها،* ولكنه وضع سياسي رغم اعتراف دولتنا بها،* هناك فرق بين واقع موجود،* وشعوري تجاهه،* هل أنا مقربه به أم لا؟ واجابتي في ديوان شعر لي بعنوان* (مقاصد في قصائدي*) فيه قصيدتان،* الأولي* (غزة الكرامة*) والأخري* (اسرائيل عدونا*)،* وهذه القصائد منشورة في مجلة الدبلوماسي والديوان له رقم ايداع*.
كما أكد د.محسوب،* أنا لست معترفا باسرائيل،* وأنا ضد التطبيع مشيرا أيهما أكثر تأثيرا خريطة وضعت اسم اسرائيل فيها بشكل عرضي،* أم قصائد في ديوان شعر معاد لاسرائيل وهو ديوان له رقم ايداع وموثق*.
وأوضح د.محسوب،* أن الأطالس متغيرة فهي تجدد سنويا،* حسب أي تطور أو تغير سياسي في العالم،* مثلما حدث لدول آسيا الوسطي الاسلامية التي أصبح لها حدود واضحة* - بعد تفكك الاتحاد السوفيتي،* مطالبا بأن يكون التركيز علي الخرائط* (الأطالس*) الدولية لأنها مصدر المعلومة المطبوعة لدي شركات ومؤسسات عالمية أو قومية كبري يتم تداولها من قبل هذه المؤسسات في أسواق المكتبات أو المعارض الدولية،* نافيا الاعتماد علي الكتب الدراسية،* حيث أن خرائطها ليست مرجعية يعتمد عليها*.
أليس في ذلك خطورة علي تعليم الطلاب؟
ما قلته ليس له خطورة في تعليم طلابنا،* فهذا الجيل متفهم تماما الوضع السياسي الراهن،* وكيف أن اسرائيل كيان استيطاني قضيتنا معه ممتدة،* بدليل المظاهرات الطلابية التي تخرج بشكل دائم للدفاع عن* غزة والأقصي وأي قطعة من أرض فلسطين،* كما أن هذا الكتاب يدرس منذ *٦ سنوات علي جميع طلاب الفرقة الأولي ومراجع مراجعة نهائية ولم يقابل بأي اعتراض*.
مشيرا الي أن الاعتراض يجيء من انسان متخصص،* وموضحا أن العلم ليس به أي سياسة،* فنحن ندرس علما مجردا وليس سياسة*.
وفي نهاية الحوار معه تساءل د.محسوب،* لماذا لا نأخذ موقفا من كل دور النشر العالمية التي أصدرت جميع الأطالس وبها اسرائيل،* ونمتنع عن الاستعانة والاستشهاد بخرائطهم*!
وعن رأيه كأستاذ جامعي ومفكر،* فيما يتضمنه الكتاب الجامعي من معلومات وخرائط من هذا النوع،* وهل في جامعات الصعيد حالات مشابهة لذلك؟ يقول الدكتور نصار عبدالله*:
قرأت في العدد السابق لأخبار الأدب،* حوارا عما ورد في كتاب الدكتور فتحي مصيلحي،* ذلك الكتاب الذي أثار مشكلة في كلية الآداب جامعة حلوان،* فإن ما ورد في الكتاب شيء محزن،* لكنني لا أشكك في وطنية صاحبه إلي أن يثبت العكس،* وأرد الأمر* غالبا الي الاهمال وغياب الأمانة والدقة،* مشيرا الي أن أبسط مقتضيات البحث العلمي هي الالتزام الدقيق أو اخضاع المصطلحات التي يستخدمها الباحث للتصنيفات التي تتفق معها،* فلا يجوز أن أدرج كيان اسرائيلي* (أيا كان وضعه السياسي*) تحت عنوان الدول العربية،* وهذا يرجع اما الي أنه نقل أو أخذ الاحصاءات عن مصدر ما ملتزما بنفس التسميات التي اتخذها ذلك المصدر دون التفات الي السياق الجديد الذي يوظفها فيه،* وهذه مسألة شائعة بين صغار الباحثين الذين ينقلون نقلا أعمي من المصادر،* وأندهش أن يكون مثل هذا قد صدر من أستاذ كبير*.
وأكد د.نصار أنه لو كان الأستاذ يقظا أو منتبها،* أضعف الايمان أن يضع اسرائيل بين قوسين،* لأن اسرائيل بأكملها كيان بين قوسين،* لأنها الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها حدود منذ أن صدر لها قرار التقسيم عام *٧٤٩١ وحتي الآن،* وهي في كل يوم تبتلع أو تضيف أو تضم أرضا،* وان شاء الله ربما تفقد أرضا حين يعود الحق لأصحابه،* نحن لا نفقد الأمل*.
ويشير د.نصار الي أن هذا النوع من الأخطاء يهدد قيمة وطنية من خلال اهدار قيمة علمية،* دون أن ينتبه من صدر منه هذا الخطأ وفي حدود ما أعلم أن مثل هذه الوقائع* غير موجودة في جامعات الصعيد،* لكن هناك* بالقطع اهدارا* لقيم علمية كثيرة*.
منقول من
أخبار الادب رقم العدد: 872 الأحد 4 ابريل 2010
http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/872/detailzedfd0.html?field=news&id=189