ابراهيم عبد الفتاح ابومريم
04-05-2010, 02:49 PM
إسرائيل جارتنا ولا وجود لفلسطين*:
الوعي الغائب بين الطلبة والأساتذة
طارق الطاهر
http://www.gisclub.net/vb/images/uploads/3393_163754bb9ccc75e167.jpg
الغاء فلسطين والحجة*: الخريطة ليست مرجعاً*!!
يبدو أن الأمر لم يعد محسوما داخل مصر فيما يتعلق برؤيتنا لإسرائيل،* فمن الواضح أن المثقفين هم الذين مازالوا يرون أن الجارة التي تقع بجانب حدودنا الشرقية هي دولة* (فلسطين المحتلة*)،* أما أساتذة الجغرافيا داخل الجامعات المصرية فلهم رؤية أخري وهي أن جارتنا من هذه الحدود هي إسرائيل*.
* قد يري البعض أن إسرائيل دولة وهناك اعتراف سياسي بها،* بدليل معاهدة كامب ديفيد،* ولكن حتي هؤلاء لم يذهبوا إلي ما ذهب إليه د*. محمد صبري محسوب أستاذ الجغرافيا بآداب القاهرة،* حينما أشار إلي أن جارتنا في الحدود الشرقية هي إسرائيل وغزة كقطاع* غير منسوب لدولة بعينها،* حسب ما ورد في بحثه* ( التكوين الجغرافي للمجتمع المصري*) المنشور ضمن كتاب* ( المجتمع المصري*) تأليف مجموعة من أساتذة كلية الآداب،* حيث جاء في بحثه بالنص*: ( أما حدودنا الشرقية مع دولة إسرائيل وقطاع* غزة،* فتبدأ من رأس طابا علي خليج العقبة حتي الساحل المتوسطي وذلك لمسافة* 210* كيلو مترات،* وذلك عبر منطقة صحراوية متشابهة في ظروفها الطبيعية علي جانبي خط الحدود الذي ينطبق في قطاع منه مع خط طول* 34* شرقا*).
خطورة هذا الكتاب ليس فيما أورده د*. محسوب،* بل في المقدمة الحماسية التي كتبها د*. محمد حمدي إبراهيم بوصفه* ( مراجع الكتاب*)،* حيث أكد في مقدمته في عبارات لا تقبل النقاش أن ما ورد في هذا الكتاب هو* ( معلومات دقيقة*)،* فهل الدقة هو حذف فلسطين وإستبدالها بإسرائيل من علي الخريطة المنشورة في صفحة* 42* تحت عنوان* ( موقع مصر*).
الأدهي من ذلك الغرض من هذا الكتاب الذي حدده الدكتور المراجع بقوله*: ( لقد مر علينا حين من الدهر كان الناس جميعا في وطننا يشكون من تدني معرفة طلاب الجامعة بتاريخهم،* وينعون عليهم هذا القصور،* وتصورنا أن وجود مادة دراسية يكون قوامها كتاب مثل هذا،* قد تنبري لسد هذا الفراغ* وعلاج مثل هذا العيب،* وكان دافعا لنا بعد انقضاء سنوات طوال علي تجارب سابقة باءت كلها بالفشل،* لكي نكون مفعمين بالثقة في أنفسنا وفي أجيالنا الصاعدة*).
وعن منهج الأساتذة في تأليف هذا الكتاب،* يقول الأستاذ المراجع*: ( كنا نحرص كأساتذة* _* ما وسعتنا الطاقة البشرية*- علي أن نلتزم بالحياد والموضوعية،* دون أن ننساق إلي إعلاء الذات أو جلدها،* لأننا نربأ بأنفسنا أن نكون من الخاسرين الذين يميلون كل الميل مع الذاتية أو مع الهوي،* كذلك لم يفتقر أي منا إلي الشجاعة التي حدت بنا في كثير من الأحيان إلي النقد المتوازن للمثالب والعيوب الموجودة بين ظهرانينا،* والتي لا تخطئها العين،* ولا تغيب عن فطنة الأذكياء،* ولا ينكرها إلا المكابرون*)،* معني هذه الفقرة أن هناك وعيا كاملاً* بخطورة الخريطة التي وضعت إسم إسرائيل ومحت إسم فلسطين كدولة*!!
أخيرا تبقي ملحوظتان جديرتان بالتسجيل،* الأولي أن هذا الكتاب يضم أبحاثا من تخصصات الجغرافيا والتاريخ وعلم الاجتماع،* في حين أن التخصص الدقيق للمراجع هو أستاذ الدراسات اليونانية واللاتينية،* هل يتفق هذا الأمر مع كتاب علمي موجه لطلبة كلية الآداب في جميع التخصصات،أما الملحوظة الثانية فهي أن هذا الكتاب مقرر علي جميع طلبة الفرقة الأولي بآداب القاهرة،* فلماذا لم ينزعج أي طالب من الخريطة التي تضع إسرائيل بدلا من فلسطين،* ولماذا* _أيضا*- لم ينزعجوا من ذكر أن جارتنا إسرائيل وقطاع* غزة،* هذه الملاحظة تقود إلي موضوع أساسي خاص بطريقة التدريس داخل الجامعات المصرية،* التي تقوم علي التلقين*.
منقول من
أخبار الادب رقم العدد: 872 الأحد 4 ابريل 2010
http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/872/detailze9481.html?field=news&id=190
الوعي الغائب بين الطلبة والأساتذة
طارق الطاهر
http://www.gisclub.net/vb/images/uploads/3393_163754bb9ccc75e167.jpg
الغاء فلسطين والحجة*: الخريطة ليست مرجعاً*!!
يبدو أن الأمر لم يعد محسوما داخل مصر فيما يتعلق برؤيتنا لإسرائيل،* فمن الواضح أن المثقفين هم الذين مازالوا يرون أن الجارة التي تقع بجانب حدودنا الشرقية هي دولة* (فلسطين المحتلة*)،* أما أساتذة الجغرافيا داخل الجامعات المصرية فلهم رؤية أخري وهي أن جارتنا من هذه الحدود هي إسرائيل*.
* قد يري البعض أن إسرائيل دولة وهناك اعتراف سياسي بها،* بدليل معاهدة كامب ديفيد،* ولكن حتي هؤلاء لم يذهبوا إلي ما ذهب إليه د*. محمد صبري محسوب أستاذ الجغرافيا بآداب القاهرة،* حينما أشار إلي أن جارتنا في الحدود الشرقية هي إسرائيل وغزة كقطاع* غير منسوب لدولة بعينها،* حسب ما ورد في بحثه* ( التكوين الجغرافي للمجتمع المصري*) المنشور ضمن كتاب* ( المجتمع المصري*) تأليف مجموعة من أساتذة كلية الآداب،* حيث جاء في بحثه بالنص*: ( أما حدودنا الشرقية مع دولة إسرائيل وقطاع* غزة،* فتبدأ من رأس طابا علي خليج العقبة حتي الساحل المتوسطي وذلك لمسافة* 210* كيلو مترات،* وذلك عبر منطقة صحراوية متشابهة في ظروفها الطبيعية علي جانبي خط الحدود الذي ينطبق في قطاع منه مع خط طول* 34* شرقا*).
خطورة هذا الكتاب ليس فيما أورده د*. محسوب،* بل في المقدمة الحماسية التي كتبها د*. محمد حمدي إبراهيم بوصفه* ( مراجع الكتاب*)،* حيث أكد في مقدمته في عبارات لا تقبل النقاش أن ما ورد في هذا الكتاب هو* ( معلومات دقيقة*)،* فهل الدقة هو حذف فلسطين وإستبدالها بإسرائيل من علي الخريطة المنشورة في صفحة* 42* تحت عنوان* ( موقع مصر*).
الأدهي من ذلك الغرض من هذا الكتاب الذي حدده الدكتور المراجع بقوله*: ( لقد مر علينا حين من الدهر كان الناس جميعا في وطننا يشكون من تدني معرفة طلاب الجامعة بتاريخهم،* وينعون عليهم هذا القصور،* وتصورنا أن وجود مادة دراسية يكون قوامها كتاب مثل هذا،* قد تنبري لسد هذا الفراغ* وعلاج مثل هذا العيب،* وكان دافعا لنا بعد انقضاء سنوات طوال علي تجارب سابقة باءت كلها بالفشل،* لكي نكون مفعمين بالثقة في أنفسنا وفي أجيالنا الصاعدة*).
وعن منهج الأساتذة في تأليف هذا الكتاب،* يقول الأستاذ المراجع*: ( كنا نحرص كأساتذة* _* ما وسعتنا الطاقة البشرية*- علي أن نلتزم بالحياد والموضوعية،* دون أن ننساق إلي إعلاء الذات أو جلدها،* لأننا نربأ بأنفسنا أن نكون من الخاسرين الذين يميلون كل الميل مع الذاتية أو مع الهوي،* كذلك لم يفتقر أي منا إلي الشجاعة التي حدت بنا في كثير من الأحيان إلي النقد المتوازن للمثالب والعيوب الموجودة بين ظهرانينا،* والتي لا تخطئها العين،* ولا تغيب عن فطنة الأذكياء،* ولا ينكرها إلا المكابرون*)،* معني هذه الفقرة أن هناك وعيا كاملاً* بخطورة الخريطة التي وضعت إسم إسرائيل ومحت إسم فلسطين كدولة*!!
أخيرا تبقي ملحوظتان جديرتان بالتسجيل،* الأولي أن هذا الكتاب يضم أبحاثا من تخصصات الجغرافيا والتاريخ وعلم الاجتماع،* في حين أن التخصص الدقيق للمراجع هو أستاذ الدراسات اليونانية واللاتينية،* هل يتفق هذا الأمر مع كتاب علمي موجه لطلبة كلية الآداب في جميع التخصصات،أما الملحوظة الثانية فهي أن هذا الكتاب مقرر علي جميع طلبة الفرقة الأولي بآداب القاهرة،* فلماذا لم ينزعج أي طالب من الخريطة التي تضع إسرائيل بدلا من فلسطين،* ولماذا* _أيضا*- لم ينزعجوا من ذكر أن جارتنا إسرائيل وقطاع* غزة،* هذه الملاحظة تقود إلي موضوع أساسي خاص بطريقة التدريس داخل الجامعات المصرية،* التي تقوم علي التلقين*.
منقول من
أخبار الادب رقم العدد: 872 الأحد 4 ابريل 2010
http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/872/detailze9481.html?field=news&id=190