خرائط تظهر مناطق «الضجيج» بالألوان في ولاية ألمانية

[align=center]خرائط تظهر مناطق «الضجيج» بالألوان في ولاية ألمانية[/align]

[align=center]«أطلس» تحت تصرف السكان الراغبين في الهدوء[/align]

كولون(ألمانيا): ماجد الخطيب

أصبحت ولاية الراين الشمالي فيستفاليا (20 مليون نسمة) أول ولاية ألمانية تضع على الشبكة الإلكترونية «أطلس ضجيج» يظهر للمواطنين مناطق الضجيج والأخرى الهادئة. وتعتبر الراين الشمالي من أهم وأكبر الولايات الألمانية الـ16، إذ يسكنها نحو ربع سكان ألمانيا وتتركز فيها صناعة التعدين والفحم والمراكز التجارية والصناعية الأخرى. ويمكن للراغب في السكن في الولاية، من الآن فصاعدا، فتح صفحة «أطلس الضجيج» للتعرف على مناطق الضجيج التي ينبغي تجنبها. وبوسع المستخدم الآن استخدام «المكبرة» للدخول في كافة المدن والبحث فيها عن الأحياء الهادئة. ووضع خبراء البيئة والضجيج ومناطق الضجيج باللون الأحمر الذي يتدرج ليصبح أصفر في المناطق القليلة الضجيج ثم بالأزرق في المناطق الهادئة. وكانت مدينة كولون أول مدن نورد راين فيستفالن التي حولت مركزها إلى منطقة بيئية تمنع فيها دخول السيارات غير المفلترة، ويفترض أن تلحقها المدن الكبيرة الأخرى مثل دسلدورف وأيسن. وتعتبر مشكلة الضجيج في ولاية الراين الشمالي من أكبر المشاكل البيئية في ألمانيا. وأثبتت الاختبارات في المدن وقرب الشوارع والمطارات أن الضجيج قد تضاعف خلال العشرين سنة الماضية. وذكر وزير البيئة المحلي ايكهارد اوالنبيرغ أن الهدف من «أطلس الضجيج» هو حماية البشر من عواقب التعرض اليومي للضجيج. إذ تقدر دائرة البيئة الاتحادية أن ثلثي سكان الولاية يعانون من ضجيج الشوارع. وترتفع «مناسيب» الضجيج في بعض المدن الكبرى لتغرق 16% من سكانها بضجيج عال ستكون له عواقبه الصحية اللاحقة خلال بضع سنوات. وأشار الوزير إلى أن الخرائط تظهر مناطق الضجيج بالأحمر خلال النهار وخلال الليل أيضا، كما تظهر الفرق بين ضجيج الطيران، بين ليل ونهار، في المناطق القريبة من المطارات الكبيرة في كولون ودسلدورف وايسن ودورتموند. كما يمكن للمواطن، بنقرة ماوس، الكشف عن معدل الضجيج في أكثر من 270 مدينة صغيرة وكبيرة في الولاية. ووعد الوزير بوضع «خارطة الضجيج» أمام أعين قطاع البناء عند بناء كل مبنى أو حي جديد. وذكرت الكة ماير، من لجنة حماية المواطن من الضجيج، أن الضجيج يهدد بأمراضه 4% من سكان مدن الولاية الذين يسكنون بالقرب من الطرقات السريعة وخطوط الطيران اليومية. وأشارت ماير إلى أن الحد الأقصى للضجيج، وهو 7 ديسبل (الديسبل هو وحدة قياس الضجيج) حسب قرارات الاتحاد الأوروبي، يجري تجاوزه في كافة مدن الولاية تقريبا.
واعتبرت الباحثة قرار الولاية، نشر «أطلس الضجيج» على الانترنت، خطوة أولى على طريق المدن الخالية من الضجيج التي يدعو الاتحاد الأوروبي لها.

وتشير دراسة أعدتها وزارة البيئة الألمانية عام 1999 الى أن 2000 ألماني يموت سنويا بسبب تعرضه للضجيج، عدا أمراض التوتر والشد النفسي وثقل السماع والطرش واضطراب النوم المصاحبة للجرعات العالية من الضجيج. ولا يقل خطر الضجيج المساعي على الصحة عن ضرر ضجيج النهار، وينجم في الأول الأساس عن حالة اضطراب النوم التي يسببها وما يصاحبها من أعراض ترتبط بالوضع النفسي والكآبة والإرهاق وضعف التركيز وأمراض القلب والدورة الدموية. وكشفت دراسات ألمانية جديدة أن التعرض إلى الضجيج بصورة مستمرة، كما يتعرض لذلك عمال المصانع، يزيد من مخاطر الإصابة بجلطة القلب ويضعف المناعة الجسدية. وأعلنت دائرة البيئة الاتحادية، حسب دراسة جديدة شملت 4115 مريضا من 32 عيادة ومستشفى، أن الضجيج يزيد من مخاطر جلطة القلب عند الرجال العاملين في الأماكن الضاجة بنسبة 30%. وتنخفض هذه المخاطر بشكل ملحوظ بين الرجال الذين يعملون في ظروف ضجيج متوسط من تردد 65 ديسبل. وتزداد مخاطر جلطة القلب على الجنسين حينما يتعرضون إلى ضجيج مسائي مستمر. وعلى هذا الأساس ترى الدراسة أن ضجيج الطيران المسائي أخطر بكثير من غيره على حياة المقيمين قرب المطارات.

نقلا عن جريدة الشرق الاوسط
الاربعـاء 03 ربيـع الثانـى 1429 هـ 9 ابريل 2008 العدد 10725

[align=center]http://www.gisclub.net/vb/images/upl...6b10ada4e2.gif[/align]