عرض للطباعة
[align=justify]السلام عليكم
دار نقاش مع مجموعة من الزملاء حول الخرائط السياحية هل هي خرائط طبوغرافية أم خريطة موضوعية وكالعادة اتفق المتناقشون ألا يتفقوا منهم من قال أنها طبوغرافية وآخرون قالوا أنما هي موضوعية، فأفتونا مأجورين حول نوع الخرائط السياحية.[/align]
لا أعرف كثيراً في موضوع الخرائط وليست من تخصصي ولكن
ما هي نوع البيانات السياحية التي على الخريطة
هل هي ظواهر طبيعية أم بيانات بشرية
المشهور ان الخرائط الطبوغرافية ذات علاقة بتضاريس سطح الأرض
الاخ حمود بعد التحية
اي الانواع تقصدون انت وزملاؤك؟ هل الخرائط السياحية التي تأتي على هيئة أدلة تجارية للسفر وتحديد معالم المدينة وبنيتها التحتية, أم تقصدون الخرائط التي تبين الظاهرة السياحية الطبيعية من اودية وجبال وخلافه؟ باعتقادي ان كل نوع يصنف حسب ما أُعد من أجله
من المعروف أن الخرائط الطبوغرافية تعد خرائط عامة فيها عدد من الظواهر الطبيعية والبشرية، وممثلة بتوازن حسب الأسس الخرائطية. أما عندما تكون الخريطة ذات موضوع محدد فتسمى خريطة موضوعية، ويكون الموضوع في المقدمة ويبرز بوضوح (Foreground Information) أما الخلفية (Background Information) فتشمل عدد محدود من الظواهر الطبيعية والبشرية العامة. أما المعلومات (الظواهر) التي ذات علاقة وثيقة بالموضوع فتكون بالطبع ممثلة بوضوح في المقدمة أو الواجهة. لذا فالخرائط السياحية تصنف ضمن الخرائط الموضوعية. (كتاب روبنسون وآخرون، وكتاب كيتس، موجود فيه هذه المعلومات ياحمود!)
الخرائط السياحية طبوغرافية وموضوعية :
بناء على التساؤل المقدم من الأخ حمود العنزي حول الخرائط السياحية ، أحببت أن أقدم هذه المعلومة من خلال مقدمة ضرورية عن أنواع الخرائط بصفة عامة وقد سبق لنا الحديث عنها في مشاركات سابقة من حيث المقياس . أما اليوم فسوف نستعرضها من حيث الموضوع لكي نتعرف على موقع الخرائط السياحية من بين هذه الأنواع من الخرائط . فنقول بسم الله :
تقسم الخرائط بصفة عامة بناء على الموضوع إلى أربعة أقسام هى الخرائط الجغرافية ، والخرائط الطبوغرافية ، والخرائط الموضوعية ، وخرائط المدن .
أما الخرائط الجغرافية فهى خرائط صغيرة المقياس قليلة التفاصيل تغطي مساحة كبيرة من الأرض كدولة أو قارة . وتستخدم عادة لبيان مواقع الظواهر الطبيعية والبشرية بشكل عام وإعطاء المستخدم نظرة عامة عن توزيع الظواهر الجغرافية من حيث الشكل والمكان .
أما الخرائط الطبوغرافية فهى خرائط كبيرة المقياس كثيرة التفاصيل تغطي مساحة صغيرة من الأرض على الخريطة وتحتوي على ظواهر طبيعية ( Physical Features ) كنقط الارتفاعات و خطوط الكنتور والأودية والروافد والسبخات وغيرها من الظواهر الطبيعية كما تحتوي على الظواهر وبشرية ( Man made Features ) مثل الطرق والمدن واستخدام الأرض وغيرها من المعالم التي صنعها الإنسان على الأرض .
أما الخرائط الموضوعية فتظهر على الخرائط الصغيرة والمتوسطة والكبيرة المقياس ، وتنقسم إلى قسمين الخرائط الموضوعية النوعية أو الأسمية ( ذات التمثيل الاسمي ) مثل ( الخرائط الجيولوجية ، والزراعية ، والغطاء النباتي ، واستخدام الأرض ألخ ) . هذه الخرائط تبين للمستخدم ظاهرة مختارة أو موضوع مختار ممثل على الخريطة ، ولكنها لا تبين أي نوع من الكم أو الرقم .
وهناك الخرائط الموضوعية الكمية التي تعتمد على الرقم الممثل على خرائط الأساس بالرموز النقطية والخطية والمساحة . وينقسم هذا النوع بدوره إلى قسمين هما الخرائط الموضوعية الكمية ذات الطابع البشري مثل (خرائط التوزيعات السكانية والخدمات والأعداد من حوادث ومستشفيات ومساكن وغيرها من البيانات البشرية وهناك الخرائط الموضوعية الكمية ذات الطابع الطبيعي مثل خرائط الطقس والمناخ كالحرارة والضغط والرطوبة والأمطار والسطوع وغيرها من الظواهر الطبيعية )
وهناك خرائط المدن وهى خرائط ذات مقياس رسم كبير أو متوسط تظهر عليها المساكن والشوارع والطرق وغيرها من المعالم التي تظهر على خرائط المدن .
وهنا نتساءل أين الخرائط السياحية من الموضوع ؟ وللإجابة على ذلك أقول تظهر المعالم السياحية على الخريطة الطبوغرافية مع غيرها من الظواهر الطبيعية والبشرية الأخرى . ولكن المستخدم لموضوع السياحة ينتقي من المعالم التي تحتويها الخريطة الطبوغرافية كل الظواهر ذات العلاقة بالسياحة كالمدن والحدائق والغابات والطرق الرئيسية والمتنزهات والمواقع السياحية الأخرى ثم يطلق على ذلك النوع من الخرائط ( الخرائط السياحية ) .
إذاً الخرائط السياحية هى في واقع الأمر خرائط طبوغرافية تحتوي على المعالم السياحية أكثر من غيرها من المعالم الطبيعية أو البشرية الأخرى التي تحتويها الخريطة الطبوغرافية . وهناك نوع آخر من الاستخدام السياحي يظهر على خرائط المدن ، حيث تستخدم خرائط المدن لبيان المعلم السياحية عليها مثل الفنادق ومواقع تأجير السيارات والحدائق داخل المدينة والملاهي والطرق وغيرها من المعالم السياحية .
إذاً ( الخرائط السياحية ) هنا هى في واقع الأمر خرائط مدن ممثل عليها المعالم السياحية أكثر من غيرها من المحتويات الأخرى على خريطة المدن.
وبذلك نقول أن الخرائط السياحية ليست تصنيفاً مستقلاً بذاته وإنما هى خرائط تندرج تحت تصنيف الخرائط الموضوعية التي تستخدم الخريطة الطبوغرافية تارة لعرض محتوياتها المنتقاة من بين مكونات الخريطة الطبوغرافية نفسها ، وتارة تستخدم خرائط المدن مع التركيز على المعالم ذات العلاقة بالسياحة
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
أ. د. / ناصر بن محمد بن سلمى
بالنسبة لمشاركة الدكتور ناصر، فأقول أنه من الواضح أن الخرائط السياحية ذات موضوع محدد لذا تندرج تحت تصنيف الخرائط الموضوعية. أما أن نقول أنها طبوغرافية وموضوعية فلا أعتقد أنه يوجد تصنيف بهذا الشكل، إذ أنه طالما صنفنا على أساس معين فنحن تبعاً فرّقنا. طبعا واضح أن الخريطة الطبوغرافية تضم معالم سياحية، والخريطة السياحية نضم معالم طبيعية و/أو بشرية. لكن نحن نتحدث عن: هل الخريطة السياحية طبوغرافية بالمعنى الذي توحيه طبوغرافية، أو خريطة موضوعية كما تدل عليه موضوعية؟ وعليه فالخريطة السياحية تعد خريطة موضوعية ضمن تصنيف أنواع الخرائط. والله أعلم
أساتذتي الأفاضل أزدادت الحيرة أكثر وأكثر أرجو منكم أن تجيبوا على سؤالي أو تساؤلي مشكورين لدي خريطة لمدينة المدينة المنورة (خرائط مدن) وعليها توزيع مكاني للآثار العثمانية (خرائط سياحية) ماذا أسمي هذه الخريطة طبوغرافية أو موضوعية
لم تتغير الرؤية
عزيزي د/ على الغامدي الموقر
هذه المعلومة نتاج خبرة 40 عاماً من القراءة البحث والتطبيق والتدريس والإشراف والمشاركة في المؤتمرات بالأبحاث المركزة على الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية ، وقد تعودت في إجاباتي أن أكون أكثر تفصيلاً وشمولية وألا أكون مجرداً في الإجابة من زاوية واحدة فقط ، ولذلك كنت حريصاً أن أقدم للقارئ الكريم تحليلاً مبنياً على أسلوب البناء لذلك النوع من الخرائط وبيان موقعها من الخرائط الأخرى فالخريطة السياحية لا يمكن أن تكون إلا على خريطة طبوغرافية أو خريطة مدن كما شرحت . وقد كان ملخص الشرح المذكور في مشاركتي كالتالي :
وبذلك نقول أن الخرائط السياحية ليست تصنيفاً مستقلاً بذاته وإنما هى خرائط تندرج تحت تصنيف الخرائط الموضوعية التي تستخدم الخريطة الطبوغرافية تارة لعرض محتوياتها المنتقاة من بين مكونات الخريطة الطبوغرافية نفسها ، وتارة تستخدم خرائط المدن مع التركيز على المعالم ذات العلاقة بالسياحة
وقد شاركني الدكتور / علي الرؤية على أنها خرائط موضوعية ولكنه اكتفى بالتجريد في الإجابة التي لم تتعدى سطراً واحداً قال فيه (وعليه فالخريطة السياحية تعد خريطة موضوعية ضمن تصنيف أنواع الخرائط.)
بينما آثرت أنا التفصيل والتحليل حتى يكون القارئ الكريم على معرفة تامة وواسعة بذلك النوع من الاستخدام للخرائط . والتعٌرف على موقعها بين أنواع الخرائط .
الأخت هنادي الحربي الإجابة على تساؤلك مكتوب بوضوح في المشاركة ويكفيك قراءة الملخص أو الخاتمة في هذه المشاركة لكي تعرفين بأن خريطتك هى خريطة موضوعية ( سياحية ) مبينة على خريطة مدن ، تماماً كما في الشرح المذكور في المداخلة .
والله الهادي إلى سواء السبيل
أ. د. / ناصر بن محمد بن سلمى
الأستاذة هنادي تحية وبعد
نعم، على أي حال، هناك تعاريف وتصنيفات عامة، وهذا معروف ومتفق عليه في المراجع. لكن بشكل عام ننظر أولاً في توازن تفاصيل الظواهر الممثلة على أي خريطة. فلنفرض أن لدينا خريطة لمدينة معينة بحيث وجدنا فعلاً أن هناك ظواهر عديدة ممثلة وبشكل متوازن في العدد وطريقة الترميز (أي لا يوجد إبراز لظاهرة أو ظواهر على حساب الأخرى)، فهنا نقول أنها خريطة مدن بغض النظر عما فيها من ظواهر طبيعية أو بشرية مثل الظواهر أو المعالم السياحية. فالتمثيل هنا يركز على الظواهر التي نتوقع أنها يجب أن تكون في خريطة هذه المدينة. أما لو ركزت هذه الخريطة على إبراز كل الظواهر التي عادة يحتاجها السائح سواء طرق مهمة أو مراكز ترفيه أو معالم أثرية أو مطاعم أو خدمات معينة، بحيث نجدها بارزة للقاريء فإننا نقول أنها خريطة سياحية، وفي الحقيقة، يستطيع القاريء أن يرى بوضوح وللوهلة الأولى أن الخريطة خريطة سياحية.
في قضية إبراز الظواهر، فقط أبين مثال واحد، وهو أن الطرق على سبيل المثال في الخريطة العامة كالطبوغرافية مثلاً، نجد أن ترميز الطريق متماثل ومتسق حجما مع مقياس الرسم (خاصة في المقاييس الكبيرة)، في حين نجد هذا الطريق نفسه في الخريطة السياحية أكبر حجماً وبلون بارز مقارنةً بالتمثيل في الخريطة الطبوغرافية.
مع الملاحظة، وهو اننا قد نجد بعض الجهات الغير متخصصة في انتاج الخرائط قد تنتج خريطة لا تلتزم بالانتاج الخرائطي حسب الأصول، وعلى ذلك لا نعرف أي نوع من الخرائط تصنف هذه الخريطة، على عكس الجهات المتخصصة والمعتمدة. مع ملاحظة أخرى وهي أن بعض خرائط المدن قد نجد فيها معالم سياحية عديدة حتى يخيل للقاريء أن كل ما يحتاجه السائح موجود فيها! لكن العبرة بتوازن المعلومات؛ فإذا وجدنا توازن في الظواهر عددا وتمثيلاً (ترميزاً) فإننا نقول هذه خريطة مدن، حتى لو استخدمنا هذه الخريطة لأغراض سياحية! لكن مرة أخرى ومن منظور خرائطي منهجي، إذا كان موضوع الخريطة بارز للقاريء مع وجود معلومات أخرى في الخلفية، فهذا واضح أن الخريطة خريطة موضوعية.
وحتى نزيد نسبة الإحتمالية في صعوبة التصنيف، قد يرى البعض أن خريطة المدن ما هي إلا خريطة ذات موضوع وهو موضوع المدن! لكن نقول خريطة المدن يمكن إدراجها ضمن تصنيف خاص قد يكون خرائط المدن أو الخرائط الحضرية (وهذا تصنيفي) وعليه فرقنا من البداية وصنفنا فقلنا خريطة مدن وعليه تختلف عن تلك الخرائط التي تختص بموضوع محدد جداً، فتمثل حسب الأسس الخرائطية المنهجية.
هذا والله أعلم
تعليق على تعليق
أولاً أحمد الله سبحانه وتعالى أن الدكتور على قد قبل القسم الأول من مشاركتي وهى أن الخرائط السياحية يمكن أن ترى على خريطة المدن وذلك من خلال مشاركته الموجهة للأخت هناء الحميدي . راجياً قبول إمكانية رؤيتها أيضاً على الخرائط الطبوغرافية .
ثانياً : أنا اختلف مع سعادة الدكتورعلى في كثير من النقاط الواردة في مشاركته الأخيرة الموجهة للأخت هناء الحميدي ومنها : يقول سعادته :
1) فلنفرض أن لدينا خريطة لمدينة معينة بحيث وجدنا فعلاً أن هناك ظواهر عديدة ممثلة وبشكل متوازن في العدد وطريقة الترميز (أي لا يوجد إبراز لظاهرة أو ظواهر على حساب الأخرى)، فهنا نقول أنها خريطة مدن
وأنا أقول:
من المستحيل أن يكون هناك ظواهر عديدة ممثلة بشكل متوازن في العدد وطريقة الترميز فخرائط المدن مثلاً تكثر بها الوحدات السكنية والطرق والخدمات وغيرها من الاستخدامات ولكن هذه الظواهر لا يمكن أن تكون بشكل متوازن في العدد وطريقة الترميز كما تقول .
2) وفي نفس المشاركة يقول سعادة الدكتور علي في رده على الأخت هناء الحميدي
في قضية إبراز الظواهر، فقط أبين مثال واحد، وهو أن الطرق على سبيل المثال في الخريطة العامة كالطبوغرافية مثلاً، نجد أن ترميز الطريق متماثل ومتسق حجما مع مقياس الرسم (خاصة في المقاييس الكبيرة)، في حين نجد هذا الطريق نفسه في الخريطة السياحية أكبر حجماً وبلون بارز مقارنةً بالتمثيل في الخريطة الطبوغرافية.
وأنا أقول :
من المستحيل أن يكون الطريق على الخريطة الطبوغرافية متماثلاً ومتسق حجماً مع مقياس الرسم وربما تقصد طولاً أو مسافة أما حجماً فأنا مختلف معك ذلك أن معظم رموز الخريطة الطبوغرافية عبارة عن تمثيل اسمي وبها نوع من المبالغة في بعض أحجام الرموز وربما يشكل حجم نقطة مسافة كبيرة على الطبيعة إذا أخضعناه للمقياس والكل يعرف ذلك .
3) كما يقول سعادته في نفس المشاركة :
لكن العبرة بتوازن المعلومات؛ فإذا وجدنا توازن في الظواهر عددا وتمثيلاً (ترميزاً) فإننا نقول هذه خريطة مدن، حتى لو استخدمنا هذه الخريطة لأغراض سياحية! لكن مرة أخرى ومن منظور خرائطي منهجي، إذا كان موضوع الخريطة بارز للقاريء مع وجود معلومات أخرى في الخلفية، فهذا واضح أن الخريطة خريطة موضوعية.
وأنا أقول :
مفهوم التوازن في علم الخرائط ليس توازناً في الظواهر عدداً وتمثيلاً كما تقول لكن التوازن ( Balance ) وهو أحد عناصر التمثيل ألخرائطي يعني أن الظواهر الجغرافية على الخريطة بالإضافة إلى أساسياتها لا بد وأن تكون موزعة على جميع أجزاء الخريطة بشكل متوازن حتى لا تكون المعلومات مكدسة في جانب وخالية في الجانب الآخر على الخريطة مما يؤدي إلى صعوبة المقدرة الإدراكية للرموز لدى المستخدم ، ولذلك يستعان بأساسيات الخريطة لعمل ذلك النوع من التوازن . أرجع إلى كتاب Robinson الطبعة الخامسة تحت عنوان ( Graphic Elements Of Map Design )
وختاماً أقول مهما أوتى الإنسان من المعرفة سواء أنا أم أنت أم غيرنا فلا زال جاهلاً بالكثير الكثير والعالم من يقبل تلك الحقيقة لا من يتعالى عليها
والله الهادي إلى سواء السبيل
أ. د. / ناصر بن محمد بن سلمى