الخطة الدّراسية للهندسة المساحية في جامعة الملك سعود
[align=justify]أهلاً بالمهندس سلطان السبيعي وبأسئلته المهمة التي تدل على سعة أفقه وحرصه على زيادة الوعي المساحي الهندسي من قبل المهتمين بنظم المعلومات الجغرافية. وسأتناول اسئلته بحسب ترتيبها؛ وأولها خطة الهندسة المساحية في جامعة الملك سعود.
فأقول الخطة بصفة عامة، من وجهة نظري، بين الجيد والجيد جدًّا فلا ترقى إلى الممتاز ولا تهبط إلى السيء من الخطط. ولهذه المنزلة بين المنزلتين أسباب كثيرة أحاول أن أبينها أو أبين بعضها بقدر المستطاع.
وقبل أن نشرع في سرد بعض المؤثرات العامة على الخطط الدِّراسية ومنها خطة الهندسة المساحية، أشير إلى أن عدد ساعات الدِّراسة (أو وحداتها) تقلَّص كثيرًا منذ أن كنَّا طلاّبًا إلى اليوم؛ فنقص من مئتين وحدة أو يزيد إلى مئة وخمسة وسبعين وحدة، إلى مئة وستين وحدة. ولو كان الأمر بيدي لجعلتها مئة وخمسة وأربعين وحدة أو أقل بقليل ليس للمساحة فقط بل لكل التخصصات الهندسية. إذن الوحدات الدِّراسية لا زالت كثيرة رغم ما حصل لها من تقليل ملحوظ. هذا هو الأمر الأول وله أسبابه.
الأمر الثّاني، أن العربي بصفة عامة من أشد النَّاس تشبُّثًا بالماضي، وإن صح هذا التَّشبّث وحُمِد في جوانب معلومة من الحياة، فإنَّه في التقنيات التي نعيشها لا يصح. فقد ترانا رغم تعلقنا بما يستجد من تقنيات نحنُّ إلى القديم منها، ويعزّ علينا أن نحذفه من الخطة ... وهذا وفاء نادر حتى للجمادات أيها الفاضل.
الأمر الثالث أن الخطة المنهجيّة لا تقوم بأعضاء هيئة تدريس من حملة شهادات عليا، وبقررات دراسية كثيرة فحسب، بل يلزمها معامل مجهزةً تجهيزًا جيدًا، وقابلة للتَّجديد، ويلزمها مشغِّلون مهرة، ويلزمهامعيدون متميزون، وسكرتارية مدرَّبة وكلّ هذه شؤون أمَّا مفقودة أو شبه مفقودة في البرنامج. وفقد مثل هذه القدرات يشتّت الجهد الذي يبذله عضو هيئة التدريس، ويضعف مقدار التحصيل لدى الطالب دون ريب.
الأمر الرَّابع هو العنت العظيم والتأخير الكبير المصاحبان لمحاولة تجديد الخطة حيث تشتبك الأهواء مع القرارات وتظل في صراع دائم إلى أن تصبح الخطة المحدَّثة بحاجة إلى تحديث قبل أن تطبَّق. وهذه أمر علاجه متعذِر على المدى القريب.
الأمر الخامس هو انقطاع الإبتعاث لما يقارب عقدين من الزّمان وهذا أمر ينذر بخمود كثير من الأقسام العلميّة بعد سنوات قليلة كون تقاعد أعضاء هيئة التّدريس سينصب عليهم مرةً واحدة تقريبًا. هذا إذا سلموا من حوادث السيارات التي تتخطّف النّاس صباح مساء في شوارعنا العامرة.
ومع كثرة هذه المعوقات وخطورتها، فالخطة متماسكة إلى حدٍّ لا بأس به، وهي أفضل الموجود في دول الخليج العربي واليمن، وما تزال متطلِّعةً إلى الأفضل دائمًا.[/align]
لك وللقراء تحياتي وتقديري
ظافر بن علي القرني
السبت 8/11/1426هـ
هل يكفي مقررٌ واحد لنظم المعلومات الجغرافية
[size=2[align=justify]]سؤال المهندس سلطان الثاني يقول هل يكفي مقررٌ واحد لنظم المعلومات الجغرافية؟
الجواب: لا يكفي بأي حالٍ من الأحوال. ولو أخذت خطتنا في الهندسة المساحية بجامعة الملك سعود مثالاً، لوجدتنا نعطي كلَّ تخصص من المساحة الأرضية، والجيوديسيا، والمساحة التصويرية والاستشعار عن بعد، بين ثلاثة إلى خمسة مقررات ونعطي نظم المعلومات الجغرافية مقررًا واحدًا؛ وهذا حيفٌ عظيم.
ونحن متنبّهون لهذا؛ ولكن التَّعديل لا يحصل بيسر كما ذكرت في جواب الخطة الدّراسيّة السَّابق. ولو كان الأمر بيدي لجعلت أقل عدد ممكن من المقررات لهذه النظم في الخطة ثلاثة متتالية: أولها، مدخل شامل، وثانيها، عن قواعد المعلومات فيها، وثالثها تطبيق وممارسة على مشاريع مختارة.... ولا يُظن أن هذه كثيرة.[/align] [/size]
تحياتي
ظافر بن علي القرني
السبت 8/11/1426هـ
المفهوم النّظري والتطبيق العملي
[align=justify]سؤال المهندس سلطان الثّالث يقول: أنا حالياً أمتلك الكثير من المعلومات في نظم المعلومات الجغرافية,ولكن أكثرها بشكل نظري,كيف استطيع أن أطور نفسي بالتعامل مع هذا العلم ,وبرامج هذا العلم؟ وتعلمون بوجود ندرة في الدورات المقدمة لهذا التخصص..وأن وُجدت دائماً تكون مرتفعة الثمن؟
الجواب
إذا حصل المفهوم النظري السَّليم، كان من السهل بإذن الله الحصول على المعرفة التَّطبيقية لأسباب أشملها في التَّالي:
1. التّطوّر المستمر في البرامج التطبيقية والحرص من قبل مصنعيها على تيسيرها وجعلها ممكنة التّعلم ولو بجهد شخصي.
2. تداني هذه البرامج من بعضها بشكل كبير فإذا ما أصبحت ذا خبرة في واحدٍ منها أصبحت على مقربة من الثّاني بشكل تلقائي.... وسيزيد هذا التّداني في المستقبل القريب بشكل كبير.
3. ....
وعلى هذا أيّها المهندس الفاضل، يلزمك أمران مهمان هما: العلم والصبر؛ العلم بأنَّ هذه البرامج ليست معقدة كما يظهر من طريقة المتعاملين معها. و الصبر في تعلمها ولا يكون ذلك إلاَّ بالتجربة والمحاولة بعد المحاولة وتتبُّع خطوات العمل من دليل تلك البرامج، وسؤال من له خبرة سابقة فيها.
وإذا تيسرت دورات تطبيقية محضة فلا بأس بها، ولا تلزمك كثيرًا الدورات التي تنقسم إلى نصفين نظري وعملي كونك على معرفة جيدة بالجانب الأول منها.
ولو بقي المرء يأخذ دورات حتى تخرج الشمس من مغربها دون أن يمارس بيده ويخطئ ويصيب ما حصلت الخبرة التي ينشدها.
ولي في هذا الأمر تجربة تخبرنا عن قلة صبرنا لعلّي أعود إلى الموضوع فأذكرها[/align].
تحياتي لك وللأخوة الأعضاء وضيوف الموقع
ظافر بن علي القرني
السبت 8/11/1426هـ
الرَّد على سؤال الصقري حول العلم والتقنية
[align=justify]يقول الأستاذ الصقري: هل نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد أدوات بيد الباحث أم تخصص مستقل وعلم قائم بحد ذاته؟
الجواب:
السؤال سهلٌ صعبٌ لاختلاف مفاهيم النَّاس ورؤاهم. ويمكننا القول: هما علم لصاحب العلم، أدوات أو تقنية لصاحب التقنية حتى نرضي كلَّ الأطراف. وهذا ما قلته في ملتقى نظم المعلومات في الخبر الشهر الماضي. وعندي أن ما من علم إلاَّ وله تقنية، وما من تقنية إلاّ ولها علم. ولا بد أن نعلم أن العلم يحمل في أحشائه تقنية، والتقنية تحمل في أحشائها علمًا. وعلى هذا فالتقسيم لا يعني شيئًا في الحقيقة.... فهما لكل فردٍ يعمل فيهما علم وتقنية شاء أم أبى. ويبقى السؤال المنطقي هو: كم يأخذ هذا الفرد أو ذاك من علمها وتقنيتها. وقد سبق أن قلت شيئًا مثل هذا في موضوع طرح في هذا النَّادي إذا وجدته أشرت إليه.
آمل أن أكون اقتربت من الحقيقة.
تحياتي
ظافر بن علي القرني
الثلاثاء 11/11/1426هـ [/align]
تساؤلات المهندس فهد الأحمدي (1)
[align=justify]شكرًا للأستاذ فهد الأحمدي على تواصله مع هذا النادي "النواة" وعلى مشاركاته المركّزة المفيدة. ويسعدني أن نتحاور حول التّساؤلات التي ساقها، وأوّلها: "ما رأيك في دخول غير المختصين في العلوم الحديثة نسبيًّا (الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية) واستفادتهم منها في تخصصاتهم المختلفة كأدوات تساعدهم على إنجاز أعمالهم"؟
الجواب: لا أرى في دخول غير المختص في الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية إليها بأسًا إذا كان يعلم ما يريد، ويعلم كيف يحصل على ما يريد، بل إنَّني أرى الدخول إلى هذه التخصصات من غير المختصين فيها مؤشّر ذكاء وفطنة. ولهذا الرأي أسبابٌ، يكفينا منها هنا واحد نورده. أما ترانا نبحث في تخصصاتنا المتقاربة عن المعلومات المتناثرة في الطبيعة بمختلف أشكالها لنلمَّ بها ، ولنستخدمها في حلول ما ينجم من مشكلات، و في توفير ما يراد لنا توفيره من خدمات متنوَّعة كثيرة. أفليس من الحكمة أن نبحث عن تقنيات تمكننا من جلب هذ المعلومات إلى مكاتبنا لننظر إليها كلها في آن واحد، ونأخذ منها لبعضها، وننقحها، ونعالجها، ونستنتج منها ما نريد؛ فنكون بذلك وفرنا على أنفسنا كثيرًا من الجهد المبذول في الميدان، وكثيرًٍا من المال الذي ينفق في جمع معلومات يمكن الحصول عليها بتقنيات متقدّمة جيدة؟ أعلم أن العاقل لن يجيب بغير: "بلى إن من الحكمة فعل ذلك".
ويمكنني يا فهد أن أقول بطريقة أخرى: إن المرء إذا أتقن عملاً ما ظهرت له فيه ثغرات فيسعى إلى سدّ هذه الثغرات. وهذه السعي يقوده إلى تخصصات أخرى فلا تثريب عليه، وهو في سعيه مأجور بإذن الله، بل هذا الذي ينبغي عليه عمله، مادام يشعر أنَّه أهلٌ لذلك. ولا يفعل ذلك إلاَّ مبدع. أمَّا أن يحصر نفسه في مجال ضيّق ويرى أن حلول مشاكل النَّاس لا تكون إلاَّ من خلال هذا التخصص الذي حصر نفسه فيه، فهذا جهلٌ عميق.
إذا صح هذا يبقى تفاوت القدرات في الأخذ من هذه المعارف والتقنيات الجديدة؛ فواحد يوفقه الله إلى الدخول إليها من بابها، ويفلح في استثمار الوقت والمال في إتقان ما يمكنه إتقانه منها، ويبدع فيها إبداع أهلها المتخصصين وربما فاقهم. وواحدٌ يحوم حول الحمى ولمَّا يستطع دخوله بعد. وآخر لم يسمع في هذا الحمى ولا يريد أن يسمع به أصلاً.... وللنَّاس فيما يعشقون مذاهب.
هذا مدخل يقودنا إلى سؤالك الثاني بحول الله. دم بصحة وعافية ... والسلام عليكم.
ظافر بن علي القرني
الأربعاء 12/11/1426هـ[/align]