مرة أخرى لموضوع الأمانة العلمية والأسماء المستعارة
أشكركم أخواني على تفاعلكم،
وفي الحقيقة أردت أن أذكر نفسي قبلكم بهذا الموضوع. فالواقع أن لنا معشر المسلمين قدم سبق في موضوع الأمانة العلمية فالكتب القديمة للمسلمين أبهرت الغرب في عصر النهضة في دقتها وحواشيها ومنهجيتها خاصة العلمية منها، لقد قدمت فكراً وحضارة وقدمت جرعة تربوية في كيفية حفظ حقوق السابقين، ولكم ألا تندهشوا إذا علمتم كيفية تم ضبط كتب الحديث الشريف عندنا! فهل تعلموا أنه لولا علم الجرح والتعديل وأمانة الناقلين والكاتيين لما وثقنا فيما أنتقل ألينا؟! هذا كله يدل على طريقتنا نحن المسلمين في التثبت والعدل. قمية العالم وطالب العلم تزيد عندما يقول لا أعلم، أو قال هذا ما أعلم أو فلان قال ورأي هكذا. الحقيقة من فرط حبنا لبعض المعلومات والأفكار تجعلنا نتداولها ونزيد فيها، ولكن عندما نبدأ نكتب أو نحاضر خاصة للدراسات العليا نبين المراجع، وعندما نكتب بحوثاً نحدد بالضبط كيفية كتابة الفكرة ومرجعها. وعليه أهيب بطلاب الدراسات العليا أن يتقنوا كيفية الرجوع إلى المراجع وكيفية الإقتباس، وهذا بحد ذاته من أهم التمارين أثناء البحث. سرقة البرامج وفكها وبيعها موضوع أيضاً يندرج تحت الأمانة، ولو أن الواحد يستغرب من وجود مجلد خاص ضمن ملفات البرنامج يعلمك بالتفصيل كيفية فك البرنامج؟! هذه لم أفهمها!! وبشكل عام فالأفضل في الموقع هذا الا يأتي سؤال يقول كيف أفتح البرنامج كذا أو كذا!
ومن بعض الأمثلة:
1- مشرف يسرق عمل طالبته بعد أن أنهى تعاقده مع الجامعة!
2- أستاذ يسرق فكرة عمل في بحث لزميل له مبتعث وينشرها في ورقة بإسمه!
3-طالب يكتب صفحات طويلة في بحثه دون إشارة لمرجع واحد!
4- طالبة تأخذ عمل أستاذتها وتنشره في كتاب!
وغيرها من القصص التي تعرفونها. والأدهى أن يأتيك واحد وبتبجح يقول: أنا لم أرجع إلى أي مرجع!
ولعل ما تقوم به مراكز النسخ في نسخ الكتب كاملة لهو عين السرقة التي يعاقب عليها في الدنيا والآخرة.
أنا يهمني على الأقل أنه إذا كتبنا نذكر المرجع.
بالنسبة للأسماء المستعارة فليس ضرورياً أن يقال أن فلان المرمز له بكذا أصبح باسمه الصريح الآن. لا، فقط أن يدخل مرة أخرى بإسمه، وليكن مطمئن لن يعرفه أحد ولن يتحرش به أحد فكما قلت هذا مكان علمي.
لولا أهمية الموضوع لما تطرقت إليه مرة ثانية، ولن أزيد، وأسأل الله الكريم أن ينفعني به أولاً ويجعله حجة لي لا حجة على، وأن ينفعكم بما قلت وأستغفر الله والله أعلم.
ودمتم أمناء
عودة إلى الأمانة العلميّة
[align=justify] وعدت في المشاركة الثالثة أن أعود إلى هذا الموضوع لتساؤلات وملاحظات طرحها الأستاذ حمود العنزي، وإن كان في التعليقات والإضافات الماضية ما يكفي ويزيد؛ ولنفي بالوعد، أقول:
1. الكتاب ملك من يقتنيه؛ ولكن الأفكار والمعلومات التي فيه هي ملك مؤلفها، وملك من أثبتهم المؤلف في كتابه ضمن مراجعه التي استقى معلوماته منها بشرط الدِّقة والأمانة.
2. إعادة طبع الكتاب لا يعني تضييع حقوق مؤلفه؛ فلا يصح إدعاء تأليفه من أحد؛ وإنما يحق لغير المؤلف إعادة طباعتة إذا أذن المؤلف بذلك. وهذا هو ما فعل الشيخ العثيمين رحمه الله. فلو رأى كتابه عليه اسم شخص آخر، لما أقرَّه على ذلك، ولو عفا عنه.
3. كثرة المذكرات والنسخ والتصوير ليس بظاهرة صحية إذ يعتريها ما يعتريها من تجاوزات. وينبغي تشجيع الطلاب على العودة إلى الكتب مباشرة، وتحفيزهم على حملها معهم، والتَّعلم منها في قاعة المحاضرة.
3. التجاوز في حق البرامج كالتجاوز في حق الكتب سواء بسواء، فما لم تأذن به الشركة المصنّعة من إقتناء فهو ممنوع دون ريب. وهي إن جعلت للناس وسيلة للتجاوز فربما أنها تريد جذبهم إليها ولو عن طريق السرقة بادئ الأمر حتى لا يكون لهم منها غنى بعد ذلك.
4. مشكلة الأسماء ستُحل بالتدريج، فالصريحة منها تشجّع المرء على الأخذ والعطاء مع أصحابها، أما المستعارة فهي كالحاجز بينه وبينهم. ونحن ما أتينا هنا إلا لنتعلّم ما نجهل، ونعلّم ما نعرف، فالخطأ وارد من كلِّ مشارك ولا تثريب على أحد. وقد رأينا كيف بادر خمسة أو أكثر من أعضاء النادي فغيروا أسماءهم المستعارة أو الرّمزية إلى أسمائهم الصريحة، فرُفع الحرج، وتعارف النّاس، وأصبح بينهم وشائج علمية جيدة. ويمكن لإدارة النادي أن تضع جملة في نوط التسجيل تشجّع بها المهتمين على تفضيل الاسم الحقيقي عند طلب العضوية، لنرقى كلنا بمهنة نظم المعلومات الجغرافية، وبالمهتمين بها، بأسرع وقت ممكن.
هذا ما أردت توضيحه، وصلى الله على معلم البشرية محمد بن عبدالله وآله وصحبه وسلّم.
ظافر بن علي القرني
الجمعة 20/12/1426هـ [/align]