الفوائد المستقاة من سؤال طالب المساحة
[align=justify]الطالب الذي سأل السؤال هو طالبي، وقد أرشدته إلى النَّادي وإلى طرح أي سؤال به، لعله يجد من يرشده، ففعل. ولقد تفاجأت بخبر وجود المعامل مفتوحة للطالب، علمًا أنني أعلم غير ذلك. وقلت لعل في معامل الجغرافيا ما يثلج الصّدر. وعندما جدّ الجد بدأت الأسئلة تتساقط كما هي العادة: هل هو طالب ماجستير، قلت لا. قالوا : إذن مشكلة، فالمعامل لا تفتح بعد الدوام (2.5 مساء) إلاَّ لمن هم من الماجستير والدكتوراه. قلت وكذلك معاملنا على قلة ما فيها من عتاد لا يمكن للطالب أن يستخدمها بعد الدوام رغم سعة الوقت. فالطالب يكون مشغولاً بالمقررات في فترة الصباح، ويريد أن يرتاد المعمل في المساء فلا يجد من يعينه. والحقيقة أن نصف اليوم الدّراسي لدينا معطّل بسبب قلة جدوى المعامل، وقلة القائمين عليها، وقلة من يفهمون تقنياتها. والظاهر إن الحال واحد في كلّ المعامل وإن تخيلنا غير ذلك.
لقد استبشرت خيرًا من تفاعل الشباب مع الطالب، بأراء تنم عن وعي دون أي نوع من التجاوزات في حقوق الشركة المنتجة. فمنهم من أخبره أنَّه يمكنه الحصول على البرنامج بقيمة مخفّضة، ومنهم من أخبره بشراء مراجع تفيده وتحوي نسخة من البرنامج، وغير ذلك من الآراء. أمَّأ أن نقول له أن المعامل قائمة على قدم وساق، فهذا غير صحيح.
إن المعامل في الجامعات التي تعلمنا فيها مفتوحةً كلّ النهار ومعظم اللّيل، لمن أراد أن يرتادها، وفيها مسؤولون عارفون ببرامجها ومعداتها يعنونه متى ما جابه أيّ مشكلة؛ ولذلك يختلف تعليمهم عن تعليمنا.
بل إنّ الطالب من أي جامعة يستطيع أن يذهب إلى أي جامعة أخرى فيعمل في معاملها، ويطبع، وينسخ ويستفسر، ويجاب، ولا يقال له من أنت.
أيّها الفضلاء العلم لا يكون بالأماني.
ظافر بن علي القرني [/align]
الثلاثاء 21/2/1427هـ
تجاوب كريم من الدكتور علي
[align=justify]حياك الله أيّها الأخ العزيز الدكتور علي الغامدي.
شكرًا لك على إبداء الرَّغبة في المساعدة، والتكامل وهذا هو ما نحتاجه فعلاً. وكونك نشطًا، زادك الله صحةً وعافية، ويمكن للطالب أن يجدك للمساعدة، لا يعني أن أبواب المعامل مفتوحة في الجامعة لمن شاء من الطّلاب. وقد تفتح للطالب في أوقات الدّوام بخطاب كما تفضلت وأشرت.
وأنا لدي عقدة عنيفة من كتابة الخطابات. ولهذا سبب اسمح لي أن أخبرك بطرف منه. كنت في قريتي من أول من تعلّم القراءة والكتابة في المدارس الحكوميّة. وكان يأتي إليّ أهل القريّة لكتابة رسائل لذويهم الّذين هجروا القرية لطلب الوظائف. فكنت أكتب ما يملون عليّ مبتدئًا بعبارة مشتركة بينهم هي: "حضرة جناب المكرّم"، كنت أكتبها كما يقولونها، دون فهم لمعناها لعدم معرفتي بمعنى "حضرة" ومعنى "جناب". وكنت آمل أن أفهم معناهما لمَّا أكبر، ولكنّي كبرت وكبر الجهل بهما، بكلّ أسف. وحيث أن هذه العبارة لا تستخدم اليوم، فإنّي أجد صعوبةً بالغة في كتابة أيّ خطاب لو كان في حدود سطرين. وعلم الله أنني لا أقول هذا من باب الطّرفة، فكلّ طلاّبي يعلمون المعاناة الّتي ألقاها عند كتابة خطاب لأحدهم. وكم أقول للواحد منهم إن كتابة فصل من كتاب هي أسهل عندي من خطاب. وما دمنا في القرية فقد كان من أفصح من يطلبني الكتابة لهم امرأة لها ولدان مسافران عنها. فكانت تختم خطابها بقولها: "نصف الكتاب مثل المواجهة" والكتاب هو "الرّسالة" أو "الخطاب". وهي بعبارتها هذه تطلبهما أن يكتبا خطاباً لها، لأنَّ "نصف الرّسالة كالمواجهة" في نظرها.... وقد بقيت هذه العبارة عندي صحيحة، إلى أن دخلت في علم المسافات فعرفت أن قصدها أن تقول: "الكتاب مثل نصف المواجهة" أي أن الخطاب كالمواجهة غير المكتملة. لاحظ أن أهل قريتي لديهم حاسّة الاستشعار من بعد قبل العالم المتقدّم تقنيًّا.
أسف على هذا الاستطراد ... ولكنّي آمل أن تختفي "الخطابات" من حياتنا في هذه الأمور وغيرها مما ماثلها.
أيّها الزّميل الفاضل: لوما خشية الإطالة عليك لتحدّثت إليك عن المعامل التي رأيتها في بعض كليات مدينة كولومبس ولا أقول جامعاتها.. ولذكرت بعض الأشياء التي لفتت إنتباهي هناك .... ولا بدّ أنك رأيت مثلها أو أكثر منها.
أما العمل في مشاريع مشتركة، فهذا هو الواجب علينا، وأنا سعيد بالعمل معك فلن تكون نتائج العمل إلاَّ مثمرة، بحول الله. لعلنا نلتقي في ندوة الجغرافيا بعد أيام، ونتبادل وجهات النّظر.
ظافر بن علي القرني[/align]
الأربعاء 22/2/1427هـ
سأعود إلى الأستاذ الأحمدي والأستاذة عزيزة في أقرب فرصة ممكنة، بعون الله.