[align=justify]بداية اشير إلى ما ذكره الأخ الكريم أحمد الشمري ما أنه قد تعلم استخدام برنامج ArcGIS من كتب الشركة المنتجة وهو الأسلوب السليم والمعمول به في عدد كبير من الجامعات في العالم، وهو يعكس مقولة "ما نتعلمه بصعوبة ننساه بصعوبة" فليس من تعب في القراءة وفتح القاموس عشرات المرات والتجربة والخطأ كمن أمسكت يده يتنقر بها على فأرة الكومبيوتر، شتان شتان بين الثريا والثرى. لكن في حديث الأخ الشمري نقطة أخرى يجب أن أشير إليها وهو الحديث الذي دار بينه وبين زميله مهندس المجاري وما أسفر عنه من تطوير الأداة التي أصبحوا يستخدمونها في دائرة المجاري، وهو ما يصطلح عليه علمياً بأسم "تحليل النظام System Analysis" وهو موضوع يتم دراسته في معظم أقسام علوم وهندسة البرمجيات، لكن الأخ أحمد قد تعرف على هذا الطريق بنفسه بينما لو كان تلقى تعليماً نظامياً كفؤاً في حقل نظم المعلومات الجغرافية - وهو ما لا ينقص من قدر الأخ الحبيب مقدار ذرة - لكن وفر الوقت والجهد الذي استلزم منه ان يتعرف على تحيل النظم.
الفكرة أننا نحتاج أن نعترف بأننا طلبة علم أي يلزمنا الأجتهاد ومن كمال الإجتهاد أن نعي تجارب من سبقونا في هذا الحقل لا أن نتجاهلها ونتعامل معها بكبر وصلف. رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي - قبل زمن أمراء الشعر بالتصويت الهاتفي - موصيا طلاب جامعة القاهرة في حفل أفتتاحها
[align=center]وخذوا العلم عن أعلامه ... وأطلبوا الحكمة عند الحكماء[/align]
وفي هذا المعرض أحب أن أذكر كيف تم إنشاء قسم الهندسة النووية بجامعة الأسكندرية حيث تم أنشاءه في نهاية الخمسينات حيث ذدر قرار من جمال عبد الناصر بأنشاء القسم وذلك عام 1955 لكن العالم - وللأسف الشديد لا يحضرني أسمه - الذي كلف بأنشاء القسم رفض أن يتم إعلان بداية الدراسة في القسم حتي ينتهي من إعداد هيئة تدريس مناسبة وطلب مقابلة الرئيس لمناقشة القرار وبالفعل أقتنع الرئيس بفكرة الرجل وهي أيفاد عدد من المبعوثين إلى الخارج لدراسة علوم الهندسة النووية حتي يصبحوا مؤهلين لتدريس هذه العلوم المتقدمة وقتها لأبناء مصر ويصبحوا نواة لهيئة تدريس عريضة يتم تكوينها من الطلاب الخريجيين المتفوقين فيما بعد، وقد كان. وظل قسم الهندسة النووية بجامعة الأسكندرية من أكثر القسام كفاءة وإنتاجية علمية حتى بداية الثمانينات بالرغم من ضعف الإمكانيات المادية في البداية وتخلي الدولة عنه حالياً.
فلنتخيل أننا سوف نعيد إنشاء هذا القسم اليوم، عندئذ سيجتمع كل من هب ودب، كل من فشل أن يكون أستاذاً في حقل تخصصه أو لديه طموح لكرسي رئاسة قسم ويكونون جيش مرتزقة يقومون بالسطو على القسم، أما الأستاذ الفاضل صاحب الفكر الخاص بتدريب علماء في الخارج فغالباً ما سوف يكون مصيرة النبذ والطرد من القسم وربما وشو به عند السلطة هذا طبعاً إذا لم يعقدوا له محكمة تفتيش ويحرقونه بتهم الهرطقة. ولسوف نجد المقررات التي تدرس في القسم هي هندسة النسيج النووية والهندسة الأنشائية النووية والهندسة البحرية النووية والملوخية النووية وهلم جرا.
بهذه العقلية يتم تأسيس أقسام نظم المعلومات الجغرافيا في معظم الحالات، وأحسب أن عندي من شهادات العدول في هذا الأمر ما يمنحني الثقة في أن أقول أن هذا الأسلوب هو ديدن العالم العربي الكئيب.
وعودة إلى مساهمة أخي المهندس أحمد الشمري، أوافقك أن الخبرات العلمية لا تتوقف على جنسية دون أخرى أو عنصر دون آخر، لكنها في رأيي تتوقف على المنظومة التعليمية التي تنتج هذه الخبرات، وخير مثال على هذا الهند وكل من يعمل في دول مجلس التعاون الخليجي في حقل نظم المعلومات عامة ونظم المعلومات الجغرافية خاصة يحتك بهم ولا يجد بد من إحترامهم والتسليم بأنهم خبراء حقيقيين.
وتعليقاً على منهج الدراسة في جامعة كوينز لاند الذي أورده أستاذنا العزيز الدكتور جمعة داوود فأحب أن أشير إلى أن دراسة نظم المعلومات الجغرافية في الخارج تندرج تحت مقاربتين:
المقاربة الأولى الدراسة التطبيقية لنظم المعلومات الجغرافية حيث يدرس الطالب أساسيات نظم المعلومات الجغرافية والأستشعار من بعد ونظام التوقيع العالمي مع بعض المواد المتعلقة بتقيات الحوسبة بالإضافة إلى عدد من المقررات الأخرى التي يختار منها الطالب حتى يشكل المسار التطبيقي الذي سوف يحصل على درجته العلمية فيه فإن كان يريد أن يتخصص في حقل نظم المعلومات الجغرافية البيئية فإنه سوف يختار مقررات البيئة أما إذا أراد أن يتخصص في التخطيط العمراني فسوف يختار مقررات التخطيط العمراني وهذه المقاربة معمول بها في كثير من الأحوال في أقسام الجغرافيا والتخطيط وما إلى ذلك وخير مثال على هذه المقاربة هو الجامعة التي أوردها أستاذنا الفاضل جمعة داوود.
المقاربة الثانية هذ الدراسة التخصصية حيث يدرس الطالب نظم المعلومات الجغرافية كفرع من فروع الحاسب لذلك يهتم إلى جوار دراسة البرامج بدراسة الخوارزمايت التي جرى تطوير هذه البرامج إستناداً إليها ويدرس تقنيات حاسوبية أخرى مثل البرمجة وقواعد البيانات ومناهج تحليل وتصميم النظم والشبكات والبرمجة الموجهة للكائنات وغيرها من العنواين وخريجي هذا المسار هم من يأتون إلى دول مجلس التعاون الخليجي من الهند ليشغلوا المواقع المختلفة. وواحد من أحسن الأمثلة على هذه المقاربة هو بكالوريوس و دبلوم نظم المعلومات الجغرافية الذي تمنحهما جامعة ملبورن وللأطلاع عليه راجع المواقع:
https://app.portal.unimelb.edu.au/CS...ew/2008/356-AA
https://app.portal.unimelb.edu.au/CS...ew/2008/727-AA
الأخت هند الجلات
تقولين
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند الجلات مشاهدة المشاركة
[align=justify]لم أكن أتوقع بأني سأتراجع عن عدم العودة ولكن تجري الرياح بما تشتهي السفنِ (بتصريف) . [/align]
واقول لك
[align=center]قف دون رأيك في الحياة مدافعاً ... إن الحياة عقيدة وجهاد[/align]
أما الأخت شيرين مسلم
فلن أقول لك كالعزيزة ندى واقول لك أنك لا زلت صغيرة - بالمناسبة نشر فرديدرك جاوس بحثه الذي أسس عليه التوزيع الطبيعي Normal Distribution وهو دون الحادية والعشرين - لكن الأيام تجري أسرع مما تتخيلي، ولست أعرف بما أنصحك إلا أن أقول لك أن التعلم يحتاج إرادة والأستمرار في التعلم هو أيضاً إرادة وقدرة على القتال.[/align]