النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    تقنية نظم المعلومات الجغرافية من تحديات الألفية الجديدة

    [align=center]تقنية نظم المعلومات الجغرافية من تحديات الألفية الجديدة[/align]

    يدور الحديث اليوم عن تقنية المعلومات وثورة الاتصالات وتطورها المتزايد ، وما تبعها من تطورات أدى إلى بناء العديد من قواعد البيانات لاستقبال ذلك لكم الهائل من المعلومات ، كما تم البناء للعديد من البرامج الحاسوبية ذات القدرة الهائلة في التعامل مع ذلك الرصيد المعلوماتي الهائل المخزن على قواعد البيانات . وقد تمكنت تلك البرامج من السيطرة ، والتحكم على خزن المعلومات ، واسترجاعها ، وتصنيفها ، وتبسيطها ، وتقسيمها إلى مجموعات بناء على معطيات رياضية مختارة ، بالإضافة إلى قدرتها على تصدير ، واستقبال العديد من البيانات والمعلومات بلغات رياضية مختلفة ، أمكن معها سهولة التعامل مع هذه البيانات وتحويلها إلى قواعد يمكن قراءتها على برامج متعددة مستخدمين ما يعرف باسم Data conversions وبهذه التقنية أصبح تبادل المعلومات والاستفادة منه على الكثير من البرامج أمراً ميسوراً .

    ومع بزوغ هذه الألفية بزغت نظم جديدة تسمى " نظم المعلومات الجغرافية " وسأقدم من خلال هذه الورقة مسمى أرجو أن يتبناه المتخصصون في رؤيتهم لنظم المعلومات الجغرافية ، هذا المصطلح الجديد هو " الجغرافيا الإلكترونية " . تلك الوسيلة التي تستخدم الخريطة كساحة لرؤية وعرض الظواهر الجغرافية الطبيعية والبشرية بناء على مقاييس مختارة مع الاستفادة من قواعد البيانات والثورة المعلوماتية وثورة الاتصالات التي ساهمت جميعاً في الإسراع بتبادل المعلومات دون التأثر بالمسافات التي تتواجد بها تلك المعلومات ورؤيتها على الخرائط الإلكترونية بناء على ربط كل ظاهرة بالمكان الذي تتواجد فيه ، وتحديد نوع العلاقات المكانية للظاهرة الممثلة على برامج نظم المعلومات الجغرافية . ولتطبيق تلك التقنيات المتقدمة والاستفادة منها في رؤية الظواهر الطبيعية والبشرية ، فإن الضرورة تقتضي إعداد الآتي :

    1) إعداد خرائط أساس للمدن على مستوى الوحدة السكنية والطرق والشكل الطوبوغرافي للمدينة ونوع التربة والغطاء النباتي واستخدام الأرض التركيب الجيولوجي وغيرها من المعلومات التابعة للرموز التي تحتويها خريطة الأساس . وبمعنى آخر ، ما هى المقاييس المناسبة لعرض الظواهر بشكل واضح .

    2) إعداد خرائط أساس على مستوى المحافظة وأخرى على مستوى المنطقة وثالثة على مستوى الدولة . ويعود السبب في ذلك النوع من التصنيف إلى أن كل مستوى له مساحة يغطيها من الأرض ويمثل على مساحة محددة من مساحة خريطة الأساس تختلف عن المساحة المقابلة لها على الأرض ، وبالتالي ، فإن المعلومات التي يفترض أن تظهر في كل خريطة يجب أن تكون خاضعة للمعايير الجغرافية والخرائطية الخاصة ببناء الخرائط وتمثيل الظواهر الجغرافية عليها ، والتي يفترض أن تكون محددة بناء على المواصفات الخاصة بظهور المعلومات الجغرافية بنوع من التفصيل الذي يختلف بناء على اختلاف المقياس . أي أن تغير المقياس سيكون سبباً في تغير الدقة التفصيلية للمعلومات التي يجب أن تظهر على الخريطة ذات المقياس المحدد . هذا النوع من الاختلاف في تمثيل الظواهر الطبيعية والبشرية على الخرائط الرقمية ، يعطينا إمكانية التحكم في كم الظاهرة المراد تمثيلها على خريطة الأساس ومقدار التفاصيل التي يسمح بها المقياس أملاً في تحقيق القدر الأعلى من توصيل المعلومة إلى المستخدمين والابتعاد عن تزاحم المعلومات عند العرض بطريقة تؤثر على قدرة المستخدم في رؤية المعلومة ذات العلاقة بالهدف من تطبيق نظم المعلومات الجغرافية . ولذلك يجب المحافظة على تطبيق الأسس الخرائطية المعتمدة في تمثيل الظواهر الجغرافية الطبيعية والبشرية عند تمثيلها على الخرائط .

    3) يقتضي الأمر أن تربط تلك المستويات من الخرائط بمعلومات ميدانية و مكتبية و مساحية ونتائج لتطبيقات أو دراسات تعكس النشاطات التجارية والخدماتية المتعددة وغيرها من الظواهر التي تحتويها خريطة الأساس . أو بمعنى آخر ، بناء قاعدة بيانات مخطط لها تخدم كل المستخدمين على اختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم . عندها تصبح خريطة الأساس في تلك الحالة جزء أساسي من المعلومات في قاعدة البيانات وتكون بذلك وسيلة العرض للظاهرة الجغرافية والمرجع الوحيد لجميع المستخدمين ، على أن وتكون قاعدة البيانات مصممة لتحقيق الأهداف وتلبية طلبات كل المستخدمين كل في مجاله . ومن خلال توحيد مصطلحات وأهداف قواعد البيانات وخرائط الأساس اللازمة لعرض الظواهر الجغرافية الطبيعة والبشرية وربطها مكانياً بالرموز النقطية والخطية والمساحية على الخريطة ، نكون قادرين على رؤية جميع أنواع الظواهر التي تحتويها قواعد البيانات على خرائط الإلكترونية وربط كل ظاهرة بالمكان الذي تتواجد فيه في الطبيعة وإعطاء المستخدم إمكانية رؤية ومتابعة ودراسة أي ظاهرة جغرافية . وبهذا تصبح نظم المعلومات الجغرافية ، ضرورة ملحة على مستوى المؤسسات الحكومية والخاصة والمراكز التعليمية وجميع قطاعات الدولة دون استثناء لأنها ستقدم في شكل رقمي نافذة لرؤية أي ظاهرة على مستوى الوحدة السكنية أو الحي أو المدينة أو الطرق أو على مستوى "الوطن " ، وتصبح تلك التقنية الملاذ العلمي التقني الذي يسمح لكل متخصص من التعامل مع نظم المعلومات الجغرافية في الجانب المرتبط بتخصص المستخدم . وبتوحيد قواعد البيانات لكل المستخدمين ، يمكن متابعة قواعد البيانات الخاصة بالظواهر الجغرافية ، وتحديثها مع توحيد خرائط الأساس لكل المستخدمين وتمكين الجميع من متابعة المعلومات كل في تخصصه أو اهتمامه . وبما أننا نتعامل تحت قاعدة بيانات موحدة وخرائط أساس متفق عليها ، فإن إمكانية تبادل المعلومات بين مختلف التخصصات يصبح أمراً سهلاً وتصبح بذلك وسيلة جيدة لرؤية ما يجري على الأرض في شكل رقمي على خرائط الأساس والمعرضة على شاشة بمقياس مناسب يسمح برؤية أي ظاهرة جغرافية ، ومتابعتها ، ودراستها ، واستخدامها بناء على العناصر التي تحتويها خريطة الأساس والمقياس المختار لعرض الظاهرة . وعن طريق الاستفادة من البيانات ، يمكن دراسة أي ظاهرة ورؤية العلاقات التي تتطلبها الدراسة وتقديم تقارير فعلية مدعمة بالخرائط المرمزة التي تعرض الظاهرة وتقدم النتائج بأسلوب خرائطي مميز يربط كل ظاهرة بالمكان الذي تتواجد فيه ومن ثم ، المساعدة في تقديم الحقائق التي يمكن على ضوءها اتخاذ أو صنع القرار المبني على رؤية العلاقات المكانية للظواهر الجغرافية المرصودة في قواعد البيانات والممثلة على الخرائط الرقمية .

    فإذا تصورنا أن مدينة ما أو دولة ما قد تبنت نظم المعلومات الجغرافية بكل التفاصيل التي تم الحديث عنها أو بما له علاقة مما لم يتم الحديث عنه ، من إعداد للعناصر المطلوبة والمتفق عليها بين كل القطاعات المستفيدة ، وتحديد أنواع الخرائط اللازمة لقواعد البيانات ، وتحديد مستوى رؤية المعلومة على خرائط الأساس ، واختيار أنواع من الخرائط على مستوى الطرق ، والأحياء ، والمساكن ، والارتفاعات ، والأودية ، وكذلك الخرائط التي يمكن بواسطتها رؤية كل الخدمات من ماء ، وكهرباء ، وصرف صحي ، وتلفونات ، وأنواع التربة ، والتركيب الجيولوجي ، والغطاء النباتي ، وغيرها من المعلومات ذات العلاقة، فإن إمكانية متابعة الظواهر المختلفة ، يصبح أمراً ميسوراً . وفي اعتقادي أنه قد آن الأوان لتبني نظم المعلومات الجغرافية مع التركيز على الجغرافية ، لأنها في اعتقادي نقطة الملتقى لكل التخصصات والمؤسسات الحكومية والخاصة وبواسطتها يمكن أن نطبق مصطلح جديد أسمه " الجغرافيا الإلكترونية " .

    وختاماً أقول أن تلك الآمال التي تم استعراضها والحديث عنها ، يقابلها مجموعة من التحديات ، منها ما له علاقة بضرورة الاتفاق على المصطلحات المستخدمة في كل جوانب نظم المعلومات الجغرافية والمعنى الواضح لها . ومنها ما له علاقة بضرورة الاتفاق على العناصر التي يجب أن تحتويها قواعد البيانات وبناء مكونات قاعدة البيانات ، ومنها ما له علاقة بضرورة توفير وتبني خرائط أساس معروفة ذات مقاييس مختلفة يمكن أن تخدم الجميع . وهناك تحديات لها علاقة بالعملية التقنية لأن ذلك الطموح يتبعه ضرورة تتركز في التخاطب وتحديد أنواع البرامج ذات العلاقة والأجهزة المناسبة لها . ومع ذلك أقول أن نظم المعلومات الجغرافية أو " الجغرافيا الإلكترونية " عندما يتم تجهيزها بناء على الرؤية المقدمة وفتح الباب لعمليات التغيير والتحديث ، فإن نظم المعلومات الجغرافية ستكون باكورة الآمال والتحدي لهذه الألفية .



    [align=center]الدكتور / ناصر بن محمد بن سلمى
    أستاذ الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية المشارك
    جامعة الملك سعود – كلية الآداب – قسم الجغرافيا [/align]
    اللـهم إجعـلني خيـراً مما يظنونـ ..واغفـر لـيــ مالا يعلمون
    تلاوة القران الكريم
    http://www.tvquran.com/
    موقع الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
    http://www.rasoulallah.net/

    http://gisibrahim.blogspot.com/

    ibrahimgis2005@yahoo.com

    فيس بوك
    http://www.facebook.com/photo.php?fb...#!/ibrahim.gis
  2. #2

    رد : تقنية نظم المعلومات الجغرافية من تحديات الألفية الجديدة

    السلام عليكم
    مقال وعمل جيد
    ارجوا لكم من الله التوفيق

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •