لمحة عن نظام المعلومات الجغرافية
في دولة الإمارات العربية المتحدة


إعداد: م. محمد حمود (mohamed.hammod@gmail.com) - 2009

(ملاحظة: المقال مع الصور بهيئة PDF هنا: http://www.2shared.com/file/8737207/...c/UAE_GIS.html)


مقدمة:
يُعرّف نظام المعلومات الجغرافية (Geographic Information System: GIS) بأنه نظام حاسوبي لجمع وإدارة ومعالجة وتحليل البيانات ذات الطبيعة المكانية. ويُقصد بكلمة مكانية (spatial) أن تصف هذه البيانات معالم (features) جغرافية على سطح الأرض، سواء أ كانت هذه المعالم طبيعية كالغابات والأنهار أم اصطناعية كالمباني والطرق والجسور والسدود.

لمحة تاريخية:
مع أن الخرائط العادية كانت تستخدم منذ آلاف السنين فإن نظام المعلومات الجغرافية الحديث الذي يستخدم الحاسوب ويربط الخرائط بالبيانات قد ظهر في أوائل ستينيات القرن الماضي وذلك على يد الدكتور روجر توملسون في كندا والذي قام بتصميم نظام لتخزين وتحليل الخرائط والبيانات الخاصة بقطع الأراضي واستخداماتها. ومنذ ذلك الوقت بدأت تظهر البرامج المتخصصة في هذا المجال مع تطور أجهزة الحاسوب وظهور الحاسوب الشخصي.

نظام المعلومات الجغرافية في دولة الإمارات العربية المتحدة:
بدأ استخدام نظام المعلومات الجغرافية في دولة الإمارات العربية المتحدة في تسعينيات القرن الماضي حيث استخدم في بلديات دبي وأبوظبي ثم انتشر استخدامه فأصبح موجوداً في الوقت الراهن في جميع إمارات الدولة وفي مختلف الدوائر الحكومية والشركات العقارية الكبيرة وغيرها، حيث يتم الاستفادة من هذا النظام بشكل كبير في مجالات عديدة. وأصبحت الخرائط الدقيقة والصور الجوية عالية الدقة متوفرة لمختلف مناطق الدولة.

تم تأسيس مركز دبي لنظم المعلومات الجغرافية (www.gis.gov.ae) في عام 2001 لكي ينسق جهود تطبيق نظام المعلومات الجغرافية وتبادل البيانات والخرائط بين مختلف الدوائر والهيئات في دبي، كما تم تأسيس مركز أبوظبي للنظم والمعلومات (http://adsic.abudhabi.ae) عام 2005، وتبع ذلك تأسيس مركز نظم المعلومات الجغرافية في الشارقة وبدء مشاريع مماثلة في عجمان ورأس الخيمة والفجيرة وأم القيوين.

ومن المؤسسات الرائدة في استخدام نظام المعلومات الجغرافية في الدولة نذكر بلديات دبي وأبوظبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة، بالإضافة إلى دائرة الأراضي في دبي وهيئات الماء والكهرباء وهيئة البيئة واتصالات. وقد حصلت معظم تلك المؤسسات على جوائز محلية وعالمية في هذا المجال، فقد حصل مركز أبوظبي للنظم والمعلومات مثلاً في يوليو عام 2009 على جائزة التميز في نظم المعلومات الجغرافية من معهد بحوث النظم البيئية في الولايات المتحدة (ESRI).

وعلى صعيد التعليم العالي وتأهيل الكوادر الوطنية فقد تم افتتاح برامج على مستوى البكالوريوس والماجستير في جامعة الإمارات في تخصص نظم المعلومات الجغرافية مما ساهم في رفد مؤسسات الدولة باحتياجاتها من الكوادر المؤهلة على تطبيق هذا النظام.

كما يتم تنظيم عدد من المؤتمرات المتخصصة في هذا المجال سنوياً في الدولة ومنها مؤتمر خرائط الشرق الأوسط (http://www.mapmiddleeast.org/) والذي عقدت الدورة الخامسة منه في مدينة أبوظبي في شهر أبريل لعام 2009 وشارك فيها عدد كبير من الخبراء العالميين والشركات المتخصصة التي قامت بعرض أحدث التقنيات والأجهزة والبرامج المستخدمة في هذا المجال.

هذا وقد دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة عصر الفضاء في شهر يوليو 2009 من خلال إطلاق القمر الاصطناعي "دبي سات1" المتخصص في الاستشعار عن بعد وإرسال الصور الفضائية التي تستخدم في إعداد الخرائط ودراسة الظواهر الطبيعية.

المجالات التي يستخدم فيها نظام المعلومات الجغرافية في دولة الإمارات:
يستخدم هذا النظام في أنظمة معلومات قطع الأراضي في البلديات ودوائر الأراضي حيث تتوفر خرائط وبيانات متكاملة لقطع الأراضي وأسماء الملاك والبيانات التخطيطية مثل استخدامات الأراضي والارتفاعات، كما تتوفر خرائط للشوارع والمباني والمعالم الهامة.
كما يستخدم أيضاً لعمل الخرائط والتحليلات المتعلقة بخطوط الخدمات كالماء والكهرباء والصرف الصحي والري والاتصالات.
كما يستخدم أيضاً في الدراسات البيئية والمائية وكذلك في أعمال الإنشاءات المدنية لمختلف المشاريع.
كما تتوفر أنظمة خاصة بالجمهور والسياح على شكل مواقع إنترنت تعرض خرائط تفاعلية يمكن من خلالها البحث عن أي معلم سياحي كالفنادق والمطاعم والمشافي وغيرها. ومثال ذلك موقع "مستكشف عجمان" (www.AjmanExplorer.ae).


الخاتمة:
قامت معظم المؤسسات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات بالاستفادة من تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في مختلف المجال، وهي تتبع أحدث الممارسات العالمية وتستخدم أحدث البرمجيات والأجهزة في هذا المجال على مستوى العالم.