الرئيسية

قطر: إطار موحد للاستفادة من نظم المعلومات الجغرافية في مشاريع المونديال

أكد سعادة الشيخ حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني رئيس جهاز الإحصاء أن الجهود مستمرة في دولة قطر لإشراك جميع المعنيين لوضع إطار موحد للاستفادة من نظم المعلومات الجغرافية في ضوء المشاريع الكبيرة التي ستشهدها الدولة ومنها مشاريع كأس العالم 2022 .

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده سعادة رئيس جهاز الإحصاء مع السيد بول شانج المستشار الأول في الأمم المتحدة والمنسق للمؤتمر الثاني رفيع المستوى لنظم المعلومات الجغرافية والمكانية الذي عقد بمركز قطر الوطني للمؤتمرات.

وقال سعادة الشيخ حمد بن جبر آل ثاني " لدينا تنسيق كبير مع وزارة البلدية والتخطيط العمراني في عدة مشاريع وهناك توجه لاشراك جميع المعنيين في الدولة لوضع إطار موحد لتعزيز الاستفادة من نظم المعلومات بشكل أكبر في كافة المشاريع ومختلف الخدمات" .

وأوضح أن هناك الكثير من الجهات الحكومية لديها تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية ، وهذا ما يعكسه المعرض المصاحب،، وقال " سنتعاون مع مختلف الجهات في الدولة لخلق تصور موحد لخدمة نظم المعلومات الجغرافية وذلك من خلال وزارة البلدية والتخطيط العمراني" .

وتابع سعادته "الدولة لديها مشاريع وخطط وبرامج يجب أن تنفذ بدقة وهذا لن يتم مالم تكن هناك معلومات دقيقة وأدلة ثابتة توفرها نظم المعلومات الجغرافية" .

وأكد أن المؤتمر الثاني رفيع المستوى لنظم المعلومات الجغرافية والمكانية الذي بدأ بالدوحة أمس يسعى للخروج بخارطة طريق تكون مرجعية لتطوير نظم المعلومات الجغرافية والمكانية لدول المنطقة والعالم .

ولفت إلى أن المؤتمر يعقد في مرحلة مهمة تمر بها المنطقة "حيث تشهد دول المنطقة وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي تطورات تنموية متسارعة " .

وأكد سعادة رئيس جهاز الإحصاء أهمية التنسيق والتعاون بين دول مجلس التعاون في مجال تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية.. وقال "إن هذا التعاون سيكون مثمرا خاصة بعد انشاء المركز الاحصائي الخليجي ".

وأضاف "نأمل أن تشهد السنوات المقبلة تنسيقا كبيرا بين هذه الدول في مجال نظم المعلومات الجغرافية تحت مظلة هذا المركز" .

وحول التجارب الدولية في مجال تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية التي عرضت خلال اليوم الأول للمؤتمر أوضح أن تلك التجارب ومنها: الإنجليزية والبلجيكية ، كشفت عن أهمية نظم المعلومات في خدمة مختلف القطاعات كالمرور والأمن والمواصلات والاتصالات والتخطيط واستضافة الاحداث الرياضية الكبيرة وغيرها .

وأكد سعادته أن التجارب التي عرضت أو التي ستعرض في المؤتمر تدعم توجهات دولة قطر من خلال الاستفادة من خبرات الآخرين في هذا المجال.

ولفت سعادة الشيخ حمد بن جبر آل ثاني إلى أن جهاز الإحصاء يعنى بنظم المعلومات الجغرافية والمكانية ويخدم ما يسمى اليوم بالمعلومات الكبيرة وتسهيل الاستفادة منها .

وعن المخرجات المتوقعة من المؤتمر أكد سعادته حرص الجهات المنظمة ( جهاز الاحصاء ووزارة البلدية والتخطيط وشعبة الإحصاء في الأمم المتحدة) على الخروج بتوصيات ونتائج تليق بهذا المؤتمر الدولي الكبير وتكون عند مستوى هذه الاستضافة.. مشددا على أن الأهم من ذلك كله هو تفعيل ما يخرج به المؤتمر وتجسيدها على أرض الواقع .

من جانبه، نوه السيد بول شانج بالجهود القطرية لتطوير نظم المعلومات الجغرافية، والتي انتظمت بشكل مؤسسي منذ عقدين من الزمان،، وقال "إن لدى دولة قطر باعا طويلا في مجال نظم المعلومات الجغرافية وتمتلك خبرة متميزة على هذا الصعيد" .

وأشار السيد بول إلى أن ما يميز التجربة القطرية هو النمو المتسارع والكبير في مختلف المجالات مما أعطى فرصة لنظم المعلومات الجغرافية والمكانية لمواكبة ذلك .

وتوقع أن تشهد قطر تطورات كبيرة ومتسارعة أيضا خلال السنوات المقبلة وصولا إلى 2022 تاريخ المونديال ..وقال "ربما خلال السنوات الخمس المقبلة ستتغير قطر كثيرا في ضوء المشاريع الجديدة لهذا الحدث العالمي /كأس العالم /".

ونبه المستشار في الأمم المتحدة إلى أن المعلومات الجغرافية والمكانية تمثل أساسا مهما لهذه المشاريع واستضافة المونديال بشكل عام .

وحول الأسباب التي دعت الأمم المتحدة إلى الاهتمام بنظم المعلومات الجغرافية وعقد المؤتمرات واللقاءات الخاصة بذلك أكد السيد بول شانج أن المنظمة الدولية أدركت أهمية هذه النظم كمحرك رئيسي للتنمية الاقتصادية على مستوى العالم .

وقال "ارتأينا توحيد الجهود العالمية وتعزيز التعاون والتنسيق بين دول العالم أجمع في هذا المجال وقبل التوصل إلى فكرة المؤتمر العالمي لنظم المعلومات كانت الجهود مبعثرة ومشتتة".

وأضاف أن "هذا المؤتمر مبادرة جديدة من مجلس الشؤون الاقتصادية والاجتماعية الذي قرر إنشاء لجنة متخصصة تعنى بترتيبات مؤتمر عالمي لنظم المعلومات وتم ذلك فعلا عندما عقد المؤتمر الأول رفيع المستوى في العاصمة الكورية سول في اكتوبر 2011 " .

وتابع " قبل هذا التاريخ كانت تقام مؤتمرات إقليمية بشأن نظم المعلومات ولكن الجديد في هذا المؤتمر أنه عالمي يجمع كافة الدول الأعضاء تحت مظلة واحدة ".

ولفت إلى أن مؤتمر الأول خرج بـ/إعلان سول/ الذي أكد على أهمية نظم المعلومات المكانية والجغرافية وضرورة أن يجتمع العالم بأسره لبحث هذا الموضوع .

وشدد السيد بول في الإطار ذاته على أهمية استضافة منطقة الشرق الأوسط لهذا المؤتمر الدولي من خلال دولة قطر .

وعن أهمية المؤتمر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على وجه الخصوص أوضح السيد بول تشانج أن المؤتمر يمثل فرصة لتعزيز جهود دول المجلس التي تنفق أموالا طائلة لبناء تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية إدراكا منها بأن هذه التطبيقات والنظم من أهم أسس التنمية السليمة .

وأشار إلى أن الأمم المتحدة لديها نهج يتمثل في إنشاء مجموعات إقليمية في مختلف القارات ..منبها إلى أن منطقة الشرق الأوسط تفتقر إلى مثل هذه المجموعة المعنية بتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية والمكانية .

وأفاد بأنه تم بحث هذا الموضوع في لقاء خاص عقد الخميس الماضي مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا /الاسكوا/.

وألمح السيد بول تشانج إلى بعض المخرجات المتوقعة لمؤتمر الدوحة ومنها التأكيد على ضرورة إنشاء هيئة وطنية تختص بتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية والمكانية في كل دولة لتتولى تنسيق المشاريع والأعمال التي تقوم بها مختلف الجهات وتكون ممثلة للدولة على المستوى العالمي.

كما أشار إلى أن إعلان الدوحة الذي سيصدر غدا في ختام المؤتمر سيتضمن توصيات ومقترحات عملية تعزز التوجه الدولي في هذا المجال.. معربا عن الأمل في أن يساهم المؤتمر في خلق ثقافة عالمية حول أهمية المعلومات الجغرافية وتطبيقاتها في صناعة مستقبل اقتصادي مستدام.

وقال إن اقتصاد المستقبل سيقوم على ما يسمى اليوم بـ (PPP) ومفهومها التحديد الدقيق لأي موقع يتم البحث عنه .."فنظام الجي بي اس الحالي تصل دقته في تحديد المواقع إلى 20 مترا ولكننا نسعى الى نظام عالمي لتحديد نقاط الاسناد بصورة أكثر دقة" .. وأوضح أن مؤتمر ريو + 20 - الذي عقد في البرازيل العام الماضي والمعني بالتنمية المستدامة تم التأكيد فيه على أهمية المعلومات الجغرافية والمكانية في خطط وبرامج التنمية المستدامة فضلا عن التعامل الأمثل مع الأزمات والكوارث للحد من آثارها.

كما خرج المؤتمر، وفقا للسيد بول، بما يسمى " بالخريطة العالمية للتنمية المستدامة " وهو موضوع ستتم مناقشته في هذا المؤتمر بعمق كونه مرتبطا أساسا بنظم المعلومات الجغرافية وتطبيقاتها" .

وفي رده على سؤال حول الدور الكبير للقطاع الخاص في مجال تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية نبه السيد بول تشانج المستشار الأول في الأمم المتحدة إلى خطورة السماح للشركات العملاقة بالتحكم والسيطرة على نظم المعلومات الجغرافية.. وقال " القطاع الخاص هو المنتج الرئيسي لأجهزة المعلومات الجغرافية والمكانية وله دور كبير في إثراء هذه المنظومة ولكن علينا أن نعي خطورة السماح لشركة خاصة عملاقة التحكم والسيطرة على نظم المعلومات الحغرافية وتطبيقاتها".

وأضاف السيد بول" في الماضي لم تكن الدول منظمة بشكل جيد ولذلك ظهر دور القطاع الخاص بشكل أكبر في هذا المجال ".

وأكد حرص الأمم المتحدة على المشاركة الفعالة للدول وأن تكون هي صاحبة الريادة والمنتجة للمعلومات المكانية والجغرافية . كما شدد على أهمية تنظيم العلاقة بين القطاع الخاص والحكومات فيما يتعلق بتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية.. مشيرا في هذا السياق إلى أن الأحد الماضي شهد لقاء هاما بين ممثلي الحكومات وعدد من الشركات الرائدة في هذا المجال تم فيه بحث كيفية تنظيم العلاقة بين الجانبين وارساء علاقات الدعم والتفاهم بين الطرفين .

وعن الدول المستضيفة للمؤتمر المقبل أوضح أن هناك الكثير من العروض لاستضافة المؤتمر في نسخته الثالثة لكن لم يتم حتى الآن تحديد الدولة المستضيفة.. وقال نسعى إلى أن ينظم في إقليم آخر حتى تعم الفائدة مختلف اقاليم العالم . وأعرب عن سروره بمستوى تمثيل الدول في مؤتمر الدوحة.. واعتبره مؤشرا على مدى الاهتمام العالمي بموضوع نظم المعلومات الجغرافية والمكانية ..وقال "حضر الكثير من الوزراء للمشاركة وهذا مؤشر على مدى اهتمام العالم بنظم المعلومات الجغرافية والمكانية وهذا هو النهج المستقبلي للعالم".

وأكد في ختام المؤتمر الصحفي حرص المنظمة الدولية على أن تكون البيانات والمعلومات الجغرافية والمكانية متاحة للجميع ومتوفرة لكل فرد على الأجهزة المحمولة في مختلف مناطق العالم .

old_id: 
627
news_image: