[align=justify]إشارة إلى مشاركة المهندس بهاء وفقه الله، أود أن أبين أن المتخصص في نظم المعلومات الجغرافية قد يكون أحد ثلاثة:

1- محلل نظم معلومات جغرافية
2- مطور نظم معلومات جغرافية
3- منظّر نظم معلومات جغرافية

الأهم في كل مجالات التطبيق والتخصص هذه هو معرفة أدوات النظم كما يجب في المكان التطبيقي المناسب وفي الزمن المناسب وللظواهر المناسبة وللمشلكة أو المهمة المطلوبة. فالنظم للمحلل بمثابة أداة قد يستخدمها الجغرافي وغيره طالما أن البيانات بيانات مكانية، وقد يطور في هذه الأداة وقد لايطور حسب الحاجة، المهم إننا لا نستطيع أن نقول عنه لست متخصص، بل نقول له أنت متخصص في تطبيق النظم في هذا المجال. وتتفاوت طبعاً درجة التخصص من شخص إلى آخر. وعليه فإنه عندما يقول لنا شخص أنه متخصص في التطبيق والتحليل، نقول ماهي خبرتك ومدى المامك بأدوات هذه النظم. وكذا الحال في التطوير والتنظير. بالطبع نجد أن هناك من يدعي معرفة نظام أو آخر ويقول أنا متخصص وعندي بحث أو عمل واحد أو أكثر، المهم العبرة بمدى نشاطه العملي والبحثي اليومي وكفاءة هذا النشاط.

ما يهمني هنا هو أن أبين اننا لابد أن نعرف أدوات أي نظام ونستخدمها بكفاءه، وفي نظم المعلومات الجغرافية الكثير جداً من الأدوات التي لابد معرفتها ليحسن اختيارها في مجال التطبيق أو التطوير أو صياغة النظريات الجديدة واختبارها. ونظم المعلومات الجغرافية لاتقوم بعمل برامج معالجة النصوص ولا بعمل برامج الاحصاء، ولا يتوقع منها ذلك بالضرورة. ففي الجغرافيا يمكن نمذجة العديد جداً من الظواهر عبر سلسلة زمنية بأدوات نمذجية ديناميكية ومحاكاة مثل Cellular Automata في برنامج IDRISI، وغيرها. فالجغرافي يتوقع منه أن يفهم مشكلته قيد البحث والادوات التي تساعده ويقدم بحثاً أو عملاً رصيناً، وعليه نقول له أنت متخصص في التحليل أو التطبيق. وكذا الحال بالنسبة للمطور سواء كان في الجغرافيا أو في علوم الحاسب، فنقول له أنت متخصص في تطوير التقنية أو مطور نظم. في حين أن المنظر يتوقع أن يفهم طبيعة مشاكل التطبيق أو التطوير كي يستطيع أن يستخدم النظام لصياغة فكرة جديدة أو نظرية جديدة قد تنقل النظام أو في أحد أجزاءه نقلة نوعية كبيرة. لذا فإن استخدام نظم المعلومات الجغرافية للتحليل لايجب أن يعيب أحدا، انما العيب في عدم الاستخدام الأمثل.

وبتطبيق تقنية الأهداف الموجهة في تمثيل ونمذجة الظواهر الجغرافية ونجاح النظم في عملية التبادل التشغيلي البيني Interoperability من خلال استخدام نموذج المكونات الهدفية COM يمكن تطويع النظم بحث تخرج في شكل واجهات عربية تطبيقية تفاعلية. والطريق للمهتمين العرب في ذلك أصبح يسيراً،لكن المشكلة الحالية هو قلة الاستخدام والمعرفة بما يمكن أن تقدمه هذه النظم, ومما يثلج الصدر مثلاً أن أعداد زوار هذا النادي في زيادة ليؤكد زيادة في التعلم والتطبيق وهذا ما يهمنا في بادىء الأمر. وكل المطلوب هو التطبيق ثم التطبيق، وليس البحث فقط عن مصادر والاكتفاء بالقراءة. وللعلم فإن هناك مبدعون عرب لا نعرفهم في النادي لديهم خبرات كبيرة في التحليل والتطوير والتنظير، ويعملون بيننا وخارج الوطن العربي.

الشيء المهم الآخر هو، أنه لابد من معرفة حقيقة معروفة ولكن تغيب عنا أحياناً وهي أن أي عمل لكي يكون عملاً فعالاً سواء كان بحثاً أو تطبيقاً لابد من وجود تكامل علومي، وهذا مهم في تبني وتطبيق نظم المعلومات الجغرافية في أي مؤسسة. فالجغرافي لابد أن يكون معه المهندس والمبرمج والفني ...الخ، أثناء تنفيذ العمل، وهذا موجود في البلدان المتقدمة بل والشركات المطورة لهذه النظم.

أخيراً ملاحظة: وهي أن البعد الثالث الجغرافي يشير إلى الارتفاع في ظاهرة ما خاصة الظواهر السطحية المستمرة التي تتغير في هذا البعد، في حين أن البعد الرابع هو الزمن. والبعد الرابع محل جدل وتطوير ومع ذلك موجود في بعض الأنظمة، وتضمين هذا البعد في النظم يرتبط بقرينة التحليل، فالمشكلة الكبرى فيه هي أن سلوك الظاهرة الجغرافية ليس مثل سلوك الظاهرة الميكانيكي بحيث يتم حساب ونمذجة الزمن له بسهولة بهدف التنبؤ. فتلاحظ أن المشكلة هي مشكلة الفهم والتطبيق للظواهر الجغرافية نمذجتها والتي مازالت محل البحث في العالم وليس عندنا فقط.
[/align]