[align=justify] أولا بالنسبة لسؤال الاخ محسن:

سؤالك يا أخي الفاضل يتعلق بموضوع من أهم موضوعات تطبيقات تقنية GPS لكن يمكن اعادة صياغة السؤال بصورة أخري حتي يكون أقرب للفهم: هل الاحداثيات الافقية (خط الطول و خط العرض) المقاسة بأجهزة GPS يمكن توقيعها مباشرة علي الخرائط المعتمدة في كل دولة؟ اعادة الصياغة بهذه الصورة هي أساس المشكلة لان الزوايا و الانحرافات يتم حسابها من الاحداثيات ، فاذا كانت الاحداثيات دقيقة فستكون انحرافات الخطوط و الزوايا الافقية أيضا دقيقة في حالة توقيعها علي الخرائط:

من المعروف أن الاحداثيات الناتجة من نظام GPS يكون المرجع الجيوديسي لها هو النظام العالمي المعروف باسم WGS84 (المرجع الجيوديسي ببساطة هو Ellipsoid الشكل البيضاوي أو الاهليجي أو القطع الناقص الذي يمثل نموذج سطح الارض). بينما في معظم الحالات فأن لكل دولة نظام جيوديسي تم اعتماده كأساس للخرائط المساحية لهذه الدولة ، كمثال المرجع الجيوديسي للخرائط في مصر هو هيلمرت 1906 وأعتقد أن المرجع الجيوديسي لخرائط المملكة العربية السعودية هو عين العبد 1927. من هنا نتجت المشكلة التي ربما لا يعرف الكثيرين من مستخدمي GPS عنها وتسبب لهم العديد من المشكل عن توقيع قياسات GPS علي الخرائط المحلية ويجدون أن هذه الارصاد لا تقع في مكانها الصحيح.

حل هذه المشكلة بسيط ومعروف وهو تحويل الاحداثيات من نظام WGS84 العالمي الي المرجع المحلي لكل دولة قبل توقيع هذه الارصاد علي الخرائط. عملية التحويل هذه لها معادلات رياضية معروفة وتتكون من حساب 7 عناصر للتحويل ولذلك تسمي 7-Transformation Parameters. ويمكن حساب هذه العناصر اذا علمنا الاحداثيات علي المرجع WGS84 والاحداثيات علي المرجع الوطني لعدد 3 نقاط علي الاقل. ولغير المتخصصين توجد قيم تقريبية معلنة لعناصر التحويل من WGS84 الي معظم المراجع الجيوديسية المستخدمة لكل دول العالم تقريبا ، وهذه القيم التقريبية موجودة داخل معظم برامج حسابات GPS وكذلك داخل معظم برامج GIS مثل برنامج ArcGIS الشهير. أما اذا أردنا دقة عالية في حساب عناصر التحويل فيجب أن نقوم بهذه الحسابات بأنفسنا

أيضا يجب الاشارة الي عناصر التحويل هذه ليست ذات قيم كبيرة تؤثر بشدة علي الاحداثيات ، وكمثال في مصر فأن فرق الاحداثيات بين المرجع العالمي WGS84 والمرجع المصري يبلغ تقريبا 0.5 ثانية في دوائر العرض و 6 ثانية في خطوط الطول. أي أن هذه الفروقات لن تكون مؤثرة في التطبيقات التي لا تحتاج دقة عالية مثل أعمال الاستكشاف و الخرائط ذات مقياس الرسم الصغير ، بينما ستكون عملية تحويل الاحداثيات مهمة للتطبيقات المساحية و الجيوديسية التي تتطلب دقة عالية مثل انشاء شبكات الثوابت الارضية والمشروعات الهندسية.

أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت قليلا الان !!!

ثانيا بالنسبة لسؤال الاخ أحمد:

نعم أسلوبك في القياس بهذه الطريقة صحيح ولكن له بعض القيود أو المحاذير ، دعنا أولا نري ماذا حدث فعلا في طريقة الرصد التي نفذتها:

عندما وضعت الجهاز الثابت Static فوق نقطة معلومة المنسوب H1 فأن برنامج الحساب الموجود داخل الجهاز استطاع أن يحسب قيمة حيود الجيويد N = الفرق بين الارتفاع الجيوديسي h1 و المنسوب H طبقا للمعادلة المعروفة N = h1 - H1 وعند النقطة الجديدة التي عليها الجهاز المتحرك Rover استطاع البرنامج حساب قيمة منسوب هذه النقطة كالاتي H2 = h2 - N لكن هنا افترض البرنامج أن قيمة حيود الجيويد N واحدة أو ثابتة القيمة عند كلا النقطتين

هذا الافتراض غير صحيح بصفة عامة حيث أن قيمة حيود الجيويد تتغير من مكان لاخر ، لكن هذا التغير يكون بسيط جدا اذا كانت المسافة بين النقطتين صغيرة ، بينما لو زادت هذه المسافة فأن N ستتغير قيمتها وبالتالي لن يكون منسوب النقطة الثانية Rover دقيق جدا. لذلك نقول أننا يمكننا العمل بهذا الفرض (عدم تغير قيم N) في منطقة صغيرة نسبيا ، وهذه هي فعلا الحالة التي تحدثت عنها وكانت النتائج جيدة كما قلت.

[/align]