[align=justify]إذا قد أتفقنا يا أستاذنا الدكتور داوود.
فالمركز نسبي وليس مطلق، وهذا هو مربط الفرس ولب مشكلتي وليس مشكلة نقل الإحداثيات إلى مكة أو غيرها من المدن، فأنا ليس لدي مشكلة في أن يمر خط الطول الأساس بمكة، فلقد سبقنا أجدادنا الجغرافيين المسلمين بهذا العمل عندما كانوا يحكمون الدنيا وينظر أميرهم للسحاب قيقول أمطري أني تمطري يأتين خراجك، أما اليوم فدعوة المعجزة العلمية الإسلامية التي يرفعها البعض من حين إلى آخر - فيكتشفون فجأة أن مكة هي مركز الأرض، أو أن الآية التي ذكر فيها الحديد في سورة الحديد يوافق ترتيبها الرقم الذري للحديد - هي مشكلتي الحقيقية؟ فأشعر أن قومي أستمرؤوا الكسل والتخلف العلمي وتركوا الأمم الأخرى تسبقهم، ثم كلما أتت أمة بإنجاز سارعوا للسطو عليه بأسم الإعجاز العلمي في القرآن أو الإعجاز العلمي الأسلامي أو أياً كان المسمى، وكأنهم يقولون ما بالنا دعهم يبذلون جهدهم ويضيعون وقتهم وثرواتهم ونحن سوف نجد صك ملكية رباني لهذه المنجزات.
ليست خطوط الطول مشكلتي أبداً ولكن هذا الأستنطاع - وأنت مصري مثلي وسوف تفهم معنى هذه الكلمة أما أخوننا من الأقطار العربية الأخرى فعذراً فلا أجد مكافئ لهذه الكلمة في الفصحى ولا أجد خيراً منها للتعبير عما أريد في هذا الموضع - من قومي هو مشكلتي.
وعذراً للجميع إن أطلت [/align]
[align=justify]آسف لو عدت للكتابة في ذات الموضوع ثانية، لكن حتى لا أكون إيجابي وأكتفي بالنقد فحسب، أعتقد أننا من الممكن أن نعيد صياغة فكرة اخينا أدهم في إطار علمي موضوعي يفيد الأمة في سعيها الإنمائي. فمن المعروف أن كثير من الدول والتجمعات الدولية لديها نظام إحداثي وطني أو محلي خاص بها، بحيث يتم تقليل أخطاء التشوه في الخرائط وما إلي ذلك، فمصر لديها نظام مركاتور المصري وكذلك العربية السعودية، والدول ذات المساحات الشاسعة - مثل الصين وروسيا وأمريكا وكندا - بالذات تحتاج مثل هذا العمل حيث أن الخريط الدقيفة متطلب رئيس في عملية التنمية. لذلك فإقتراح الأخ أدهم يمكن صياغته في ضرورة إعداد إسقاط وشبكة إحداثية أقليمية لبلدان الجامعة العربية مبدئياً يكون مركزه مكة - حتى لا نختلف ويقول قائل دمشق أولى أو بغداد أفضل أو المصريون يريدون فرض القاهرة على العرب وما إلى ذلك من إبداعاتنا العربية. وفي هذه الصيغة منفعة تتمثل بأن النظام الإحداثي مكون رئيس من مكونات البنية المكانية التحتية للدول وقج سبقنا - كالعادة - الإتحاد الأوربي فأنشأ شبكة إحداثية تخصه ككجزء من الأعمال الهادفة إلى إنشاء بنية تحتية مكانية موحدة للإتحاد الأوربي.
وأخيراً، لن أدع الحماسة تحملني على أجنحة الوهم فاذكر نفسي بقول عبد الرحمن الكواكبي "أتفق العرب على أن لا يتفقوا".[/align]
فلنكمل هذا الحوار الممتع:
نعم أصبح انشاء مرجع جيوديسي و نظام اسقاط خرائط موحد مطلبا أساسيا للكيانات التي تسعي (فعلا و ليس قولا) نحو الوحدة. لان توحيد المرجع ونظام الاسقاط يؤدي لتطوير خرائط موحدة ستستخدم في جميع المشروعات الانشائية و التنموية بين مناطق أو بلاد هذا الكيان. فتم فعلا انشاء المرجع الاوروبي والجيويد الاوروبي. بل حتي أفريقيا وأمريكا اللاتينية (!) بدأت فعلا و منذ سنوات في دراسات فعلية لانشاء مرجع وخرائط موحدة. تقريبا معظم مناطق العالم أخذت هذا الاتجاه منذ سنوات ومن يريد التفاصيل سيجدها علي موقع الاتحاد العالمي للمساحة FIG والاتحاد العالمي للجيوديسيا IAG...... وللاسف لا يوجد مجرد تفكير - حتي - في انشاء مرجع ونظام احداثيات عربي !!!! ولن أعلق علي السبب فالجميع يعرف مدي التعاون بين الدول العربية !
أما أحدث خبر - في هذا المجال - فهو الاعلان عن انعقاد أول مؤتمر للجنة العربية لمهندسي المساحة في بيروت في الفترة 29 يونية - 1 يوليه 2009م بعنوان "نحو خريطة عربية موحدة للعالم العربي". وصراحة لا أعرف هل العنوان حقيقي فعلا وهذا هو محور المؤتمر القادم أم أنه مجرد عنوان جميل فقط لا غير ! ولا يوجد أي تفاصيل أخري عن هذا المؤتمر - وموعده بعد شهرين فقط من الان - خلافا للعرف العلمي للمؤتمرات ! وهذه المعلومات من موقع الاتحاد العالمي لمهندسي المساحة في الرابط:
http://www.fig.net/events/events2009.htm
وأتمني - من الله عز و جل - أن يخيب ظني في هذا المؤتمر ! ويكون فعلا بداية حقيقية لفكرة توحيد نظم الخرائط في الدول العربية.
هذا والله أعلي و أعلم
السلام عليكم
أشكر الأخوة الأفاضل و اساتذتنا الكرام د. جمعة و د. وسام.
و حقيقة لقد أعاد لي هذا النقاش الإحساس بالحيوية و بداية لن أضيف كثيراُ و لكن أود التنبيه على أن مشكلتنا ليس إعتبار مكة مركز الأرض أم لا و لكن مشكلتنا في همتنا التي أصبحت -للأسف- متدنية و كذلك استسلامنا التام لأعدائنا و عدم وجود معالم واضحة للتقدم أو حتى التفاهم و الاتفاق بين العرب (المسلمين) و أنا لا أكتب ذلك لتثبيط الهمم أكثر و لكن لكي نستفيق و نعلم مشكلتنا الحقيقية ثم نبدأ في خطوات العلاج على وفق خطة مدروسة تراعي إمكاناتنا الحقيقية و هدفنا المنشود. و عندها فقط يمكن أن يكون لنا كلمة ليس فقط في مشكلة خط الطول الاساسي و لكن في أمور كثيرة أخرى.
و أرجو ألا يكون تركيزنا في الموضوع هو النواحي العلمية فقط كما أرجو ألا يكون الموضوع حماسة فقط تخبو بعد فترة!
و الله أسأل أن يبصرنا بعيوبنا و أن يعيننا سبحانه على التغلب عليها
و الله أعلى و أعلم
د. أشرف القطب موسى
أستاذ مشارك المساحة
إستشاري المساحة الجيوديسية
أمانة جدة