صفحة 4 من 8 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 73
  1. #31

    تساؤلات الأستاذ فهد الأحمدي (2)

    [align=justify]يقول الأستاذ فهد في سؤاله الثاني: ما هي نصائحك وتوجيهاتك لغير المختصين في هذا المجال في حال رغبتهم الدخول فيه والاستفادة منه ؟

    الجواب: إذا كانت الهواية، وصحت العزيمة فخير ما يبدأ به هو دراسة ما أمكن من مقررات مقدمة في هذين العلمين. ومقرراتها بصفة عامة محدودة، ولا يتهاون في هذا حتّى لو لم يأخذ غير مقرر واحد في كلّ مجال. هذا الأمر من وجهة نظري مهمٌ جدًّا لبناء الأسس العلمية التي تبدأ بعدها نشاطات المتعلِّم في البروز. فتراه لا يترك فرصة علمية مواتية سواء كانت دورة أو ندوة أو مؤتمر أو تدريب دون أن يكون في أول الصفوف. وتراه يحرص على الاطلاع على ما يستجد أو بعض ما يستجد من معلومات في مجاله الجديد، يحرص على أن يتواءم عمله مع علمه الذي يريد أن يشرع فيه، ويحرص على أن يكون من حوله ممَّن يشاركه هذا الهمّ أو يؤيده على هذا التَّوجّه. إذا سعى إلى تحقيق هذه الأهداف بقدر ما يستطيع، أمكنه أن يسهم بكلِّ ما هو مفيد خصوصًا أن لديه روافد علمية أخرى جلبها من تخصصه أو تخصصاته السَّابقة.

    وأود أن أركّز قليلا على أمرين مهمين ممَّا سبق، هما: القراءة، والبيئة. فأحسن ما يكون من القراءة ما يعتمد على الكتب المعتمدة في التخصص. فإذا قلت: عليه أن يدرس مقررًا، فالمقصود أن يدرس كتابًا مختارًا على يد متخصص. ولا ريب أن من مشاكلنا الكبيرة في العلم والتعليم البعد عن الكتب واللجوء إلى غيرها من بدائل يشوبها ما يشوبها من نقص. إن أصل مرض التعليم لدينا - وهو مريضٌ فعلاً- يكمن في عدم معرفتنا قيمة الكتاب، وكيفية التعامل معه.

    أمَّا أثر البيئة المحيطة على المرء فخطيرٌ جدًّا. أما ترانا لا نجد من يجالس أهل الشرع إلاَّ متحدِّثًا، جلّ وقته، في مسائلهم الشّرعية، ولا نجد من يجالس أهل اللّغة إلا متكلّمًا في مسائلهم اللّغوية، ولا من يجالس أهل الجراحة في الطِّب إلاَّ متحدّثًا عن العمليات الجراحية، ولا من يجالس أهل الفن إلاَّ متحدِّثًا عن فنونهم ودنونهم؛ فبالمثل تقاس بقية الهموم الأخرى كافة. فيأخذ المرء من شرع الله ما لا تقوم الحياة إلاّ به، على أقل تقدير، وليركب في سفينة تخصصه، قائلاً: باسم الله مجراها ومرساها.

    للحديث صلة.

    لك وللقراء تحياتي

    ظافر بن علي القرني

    الخميس 13/11/1426هـ[/align]
  2. #32

    تساؤلات الأستاذ فهد الأحمدي (3)

    [align=justify]يقول الأستاذ فهد الأحمدي في سؤاله الثالث: ما هو تقييم الدكتور ظافر وملاحظاته -في هذه المرحلة الراهنة- على مشاركات وتجارب غير المختصين في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد من خلال اطلاعه على إنتاجهم العلمي.


    الجواب: من المعلوم أن نظم المعلومات الجغرافية ما أخذت في النهوض إلاَّ في الثمانينيات الميلادية من القرن المنصرم، ولو قلنا في النّصف الثاني منه لكان الكلام أكثر دقّة. وعلى هذا فكثيرٌ من المتخصصين المجيدين فيها اليوم في العالم كلّه تخرجوا في جامعاتهم قبل هذا التأريخ، أي أنَّهم لم يدرسوها دراسة متخصصة بمفهومنا السّائد، فيمكن أن يُقال لهم: "أنَّهم غير متخصصين"؛ ولكن الواقع يقول غير ذلك. فالمحك الحقيقي هو أمر غير التخصّص وسنأتي له بعد قليل في هذه الأسطر. نعم من النَّاس من دلف إلى نظم المعلومات الجغرافية من قرب، ومنهم من دلف إليها من بعد ... والميدان يسع الجميع والعبرة بما يُقدَّم لا بما يُقال.

    ونظم المعلومات الجغرافية ووقبلها الاستشعار عن بعد كالأخطبوط له في كلّ إتجاه ذراع، فلا يظن من مسك بذراع منه في البحر أن غيره ليس قابضًا على ذراعه الآخر وبقوة. ولا يتفاجأ أحدٌ من القابضين عليه إذا ما تفلَّت منه لخصائص غريبة في تكوينه.

    من هنا نقول إن المرء إذا استطاع أن يترقّى بنفسه في مدارج العلم بطرق منها ما ذُكر في إجابة السؤال السابق، كان من المتخصصين في علمه بقدر ما لديه من معرفة فيه.

    والمعيار الحقيقي هو المقدرة على الإبداع. والإبداع لا يحصر على المتخصصين في مجال ما، حسب مفهومنا للتَّخصّص، بل قد يأتي غير المتخصص بالعجب، ويبقى المتخصّص خامل الذكر. ولو كانت الإبداعات رهينة التخصص ما كنَّا ننعم بكثير من معطيات التّقنية اليوم. ولعلّك توافقني أن من وجدت لدية الرّغبة في حقل من حقول المعرفة، ثمَّ سعى إلى تنمية قدراته فيه ولو بجهد ذاتي، فاق من تخصَّص فيه وهو مدفوعٌ إليه من غيره. والشّواهد على ما تقدَّم من قول كثيرة قد لا يكون من المناسب الاستطراد فيها.

    وإذا كنت يا أخي فهد ترى نفسك من غير المتخصصين في مجال نظم المعلومات الجغرافية وروافدها، فإبداعاتك التي بدأت تدلف إلينا من هنا وهناك لا تؤيد هذا الإحساس؛ فسر على بركة الله في سبيل تقنية هي من أمتع التقنيات التي ابتكرها هذا العقل البشري المذهل الضعيف.


    إلى اللّقاء...

    ظافر بن علي القرني

    الخميس 13/11/1426هـ.[/align]
  3. #33
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    1,754

    أشكرك دكتور ظافر على تجاوبكم معنا وإجابتكم على تسؤلاتنا لدي العديد من الإسئلة أتمنى أن يتسع لها صدرك ووقتك. فأتنم من الخبرات الأكاديمية في بلدنا الحبيب نسال الله أن يبارك في جهودكم وينفع بكم .

    ألاحظ أن المستوى التحصيلي للطالب الجامعي في تدني مستمر بصفة عامة فالتحصيل العلمي للطلبة الذين تخرجوا قبل عشر سنوات أفضل (بصفة عامة) من خريجي هذه السنة مثلاً
    فإن كانت ملاحظتي صائبة - فمن خلال خبرتكم الأكاديمية
    1 - ما هي الأسباب المؤدية لذلك
    2 - وما هي توجيهاتكم والحلول التي تقترحونها لأبنائكم الطلاب

    لعل الله أن يكتب على أيديكم الدواء الناجع الذي يسترشد به أبناؤكم الطلاب.

    وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري وامتناني
  4. #34

    مرفوع بالضمة

    [align=justify]تفضل الأستاذ الأحمدي بسؤالين جديدين قصيرين، الإجابة عليهما هي من أصعب الإجابات وأطولها. وهذه الصعوبة لا تمنعنا من أن نجتهد، ويجتهد غيرنا في تقديم ما يراه مفيدًا عسى الله أن ينفع به. ولا يزعم أحدٌ أن فيما يقوله الحل النّاجع لمشكلة لا يزيدها كرّ الأعوام إلاَّ تعقيدًا، بكلّ أسف.

    يقول الأحمدي: "ألاحظ أن المستوى التحصيلي للطالب الجامعي في تدني مستمر بصفة عامة فالتحصيل العلمي للطلبة الذين تخرجوا قبل عشر سنوات أفضل (بصفة عامة) من خريجي هذه السنة مثلاً . فإن كانت ملاحظتي صائبة - فمن خلال خبرتكم الأكاديمية:

    1 - ما هي الأسباب المؤدية لذلك؟
    2 - وما هي توجيهاتكم والحلول التي تقترحونها لأبنائكم الطلاب؟

    نقول وبالله التوفيق: إن العقل البشري مهيأٌ للعلم تهيئةً عظيمةً من الله جلّ في علاه؛ فهو يوائم العلم والعلم يوائمه ولا ريب في ذلك. فالمشكلة، إذن، تقع منَّا نحن البشر في تصعيب مسائل العلم وتعقيدها، وجعلها أولى عقبات الحياة التي تقابل الإنسان بعد أن يبدأ بمعرفة اسمه. طرأت لي هذه المقدِّمة المهمة جدًّا وأنا أفكر في طريقة أتناول بها أسئلة الأستاذ فهد إذ الخيارات أمامي كثيرة. وما فتح لي هذا الباب منها إلاَّ سؤال طفلٍ صغير قد يكون في المستو ى الثالث أو الرابع الإبتدائي، حيث قال متوسِّمًا في الخير: ما معنى فعل مضارع مرفوع بالضمة؟. قلت: مضارع أظنّها تعني الحاضر الذي قد يمتد إلى المستقبل، وأمَّا الضمة فهي الواو المصغرة التي تكتب على آخر حرفٍ في الكلمة، وأما مرفوع فما أدري؛ ولكن قسها بمجرور وعلامة جره الكسرة، وبمنصوب وعلامة نصبه الفتحة. والظّاهر يا أيها الصغير: أنَّ العلماء المعنيين بهذه العلوم اتفقوا على هذه المصطلحات، فأخذت عنهم، وصارت متداولة مفهومة إلاَّ لي ولك.

    سكت المسكين من كثرة الكلام، وكأنَّه يقول الله يعينك على ما أنت فيه؛ ما دمت تعاني فأمري سهلٌ.

    ولقد سبق أن تعرَّضت لسؤال أشد من هذا، فقال لي أحد الصغار الذي قد يزيد بعام عن سابقه: "ما الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الرّبوبية؟ قلت: الإله واحد، والرَّب واحد، وله، جلَّ في علاه، أسماء وصفات أخبرنا بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلّم ولا فرق بينهما. قال: لا بينهما فرق. وفتح الكتاب، فقرأت الفرق وفهمته حال قراءته، ونسيته بعد أن أغلقت الكتاب بقليل. قلت للطّفل حاول أن تركّز عساك أن تفهم.

    المقصود أنّنا نصعِّب العلم، فنأتي ينتائج أبحاث لعلماء أجلاَّء قضوا فيها وقتًا طويلاً، ثمَّ نقذفها على هؤلاء الصّغار، فتبدأ بهم الإعاقة العلمية، ويدلفون الى الجامعة معاقون وإن رأيتهم أسوياء. للحديث صلة بعون الله.

    أ. د. ظافر بن علي القرني

    السبت 15/11/1426هـ[/align]


    [movek=left]سم سمةً في الأرض تحمد بها واحمد لمن أهدى ولو سمسمة[/movek]
  5. #35

    مرفوع بالضّمّة (2)

    [align=justify]هذه دلائل من الكتب التي نسمّيها أدبية. فإذا مأتينا إلى الكتب العلمية، زاد الأمر سوءًا؛ ولي في ذلك وقفات قد لا يكون هذا هو مكانها المناسب. وعلى هذا فكثيرٌ من معلومات الكتب المدرسية ما هي إلاَّ فوادح أولى تفدح عقل الطّالب قبل أن يشتدّ عوده. وإذا تبعثرت أفكاره وهو صغيرٌ فلا تأمّل منه أن يناسقها بشكلٍ جيد بعد أن يكبر لأنَّ العمر أقصر من أن يأذن له بذلك، ولأنَّ المهام تزيد أمامه فلا تمهله ليعود إلى ماضيه فيصححه. وكلنا يعلم أن الكتاب المدرسي هو أهم مقومات المنهج في التعليم. وإذا كان الخلل فيه كامنًا، رغم الاهتمام به، فمن باب أولى أن يطول كمون الخطأ في غيره من الوسائل التعليمية التي لا تحظى بمثل ما يحظى به من الاهتمام والمتابعة.

    هذا هو المنهج العبء رغم ما يزخر به من الجمال.

    أما المقوم الثّاني من مقومات التّعليم - من غير ترتيب - فهو الطالب. والطالب حاله غريب بين الماضي والحاضر. لقد كان في الماضي قابعًا تحت طائلة عنف الأستاذ في أغلب مدارسنا، وفي الحاضر استطاع أن يُدخل الأستاذ معه تحت هذه الطائلة؛ فهما يدوران في فلكها معًا. وهذا أمرٌ طبيعي كان لا بد من حدوثه؛ فلا يمكن أن يُمتهن الطّالب ولو بالإهمال لسنواتٍ طويلة، ثمّ لا يمتدّ هذا الإهمال إلى من حوله ولو بعد حين. أقول باختصار شديد: لم تكن العلاقة بين الطّالب ومدرسه سويَّة لا في الماضي ولا في الحاضر، ولعل علماء النَّفس الشرعيين أقدر على التَّدخل في هذه العلاقة وسبر أغوارها، والخروج لنا بوسيلة تجعلنا في حالةٍ وسط بين النّقيضين.

    ولو نظر نا في حياة أطفالنا من حولنا، لرأيناهم يعيشون حياة أطفال العالم كلِّها بتناقضاتها الكثيرة وهم لم يبرحوا بلدهم. فالطُّفل ينشأ وهو محاطٌ بألعاب جُلبت من جميع أقطار الأرض لا تفيده في شيء؛ أكثرها يعلمه العنف، والكلام البذيء، والسّخرية من النّاس، وهدر حقوقهم، والعبث بمقدراتهم. فكيف بالله نرجو من جيل هذه هي حياته أن يكون قابلاً للتّعلّم والتّعليم بعد سنواتٍ قليلة. ...... للحديث بقية.

    أ. د. ظافر بن علي القرني

    الأثنين 17/11/14268هـ[/align]
    [movek=left]

    سم سمةً في الأرض تُحمد بها واحمد لمن أهدى ولو سمسمة
    [/movek]
  6. #36

    مرفوع بالضمة (3)

    [align=justify]تكلمنا فيما مضى عن ركنين مهمين من أركان التّعليم هما الكتاب والطّالب. وقلنا في الثّاني منها، ما معناه، أن حياة الطالب مع مدرسته حياة يشوبها ما يشوبها من جهل، فالمدرسة أصبحت له ولمعلمه بمثابة السجن إن لم تكن أشد. والظّاهر أن الطّالب لا يعرف ما له وما عليه من حقوق، وربما جهل ذلك المعلم قبله.

    ونحن نطرح هنا رؤية عامة لا تلتفت إلى الاستثناءات القليلة، إذ أن هناك من المعلمين من هو على قدر عالٍ من المسؤولية، وهناك من الطّلاب الذي تتمنّى أن كلّ طلاّب المدارس مثله.

    والآن نواصل الحديث مركزين على الركن الثالث من أركان التعليم ألا وهو المعلم. لقد أصبحنا اليوم في وضع نتبادل فيه الاتهامات دون طرح الحلول النّاجعة؛ فترى أهل التعليم العام يحاولون أن يلقوا باللأئمة على الجامعات لضعف المعلمين، والجامعات بدورها تقول هذه بضاعتكم رُدت إليكم. ودون الخوض في هذا الجانب فهو لا يجدي، نقول إن المعلّم لا يرى في حياته ما يجعله يُحسّن من مستواه، فهو إن بذل وأعطى كان كمن لا يبذل ولا يعطي سواء بسواء. فما الفرق بين المعلم الذي يستطيع أن يقرأ بلغةٍ سليمة، والمعلم الذي لا يستطيع قراءة سطر من كتاب ولو بلغةٍ مكسّرة؟ وما الفرق بين المعلّم الذي يعرف يكتب، والذي لا يعرف؟ بل ما الفرق بين المعلّم الذي يستطيع أن يربّي والذي لا يستطيع ولا يريد أن يستطيع؟ وما الفرق بين المعلّم الذي يسعى لتطوير نفسه والذي لا يسعى؟ لا ريب أنَّهم إخوان في الله وفي المدرسة؛ ..... وهذا سحق للعملية التّعليميّة والتربوية ومحق لها لن تقوم بعده، مهما بُذلت الحلول التّجميلية التي لا تعالج القضية من أصلها.

    إذن لا بد أن تكون مكافأة النَّاس بحسب ما يبذلون بقدر المستطاع، وأقصد بالمكافأة الرَّاتب. وما يقال عن المدارس يقال عن غيرها من القطاعات الوظيفية الأخرى بما في ذلك الجامعات. بهذا يكون التّنافس الذي يقود إلى العطاء وإلى الرّقي بالأمة، وبغيره يبدو أننا نضرب في مهامه ليس بها أيات بينات يهتدي بها العابرون.

    تحياتي للجميع ، وما زال الحديث متّصلاا. [/align]



    أ. د. ظافر بن علي القرني

    الثلاثاء 18/11/1426هـ


    [movek=left]سِم سِمةً في الأرض تُحمد بها واحمد لمن أهدى ولو سِمسمةْ [/movek]
  7. #37

    مرفوع بالضّمّة (4)

    [align=justify]تكلمنا، من منظورٍ معين، عن مقومات التّعليم الثلاثة: الطالب والمدرّس والمنهج. وقصرنا النّقاش في المنهج على الكتاب لأنّه أهم مقوماته، ولم نتطرق للمنزل عند الحديث عن الطالب، ولا للمدرسة عند الحديث عن المدرس لكيلا يطول بنا المقام في هذا الموضوع المهم. ولا ريب أن كلاً منَّا يرى ما يعيشه منزله من بعثرة علمية، وما يعيشه مجتمعه منها؛ والسؤال الكبير الذي لا يخفى على متبصّر هو: "هل يعيش الطالب في بيئة صحية في منزله ومدرسته ومجتمعه؟" ونقصد بالبيئة الصّحية: البيئة الاجتماعية و البيئية الثقافية والبيئة النفسية ..... وغيرها. لعل الوقت أن يسعفنا فنناقش هذه في موقع آخر بإذن الله.


    أمّا إجابة السؤال الثاني الذي ينصب حول ما نقترحه لإصلاح الوضع، فلعل الكلمات الماضية حوت ما يمكن أن يعتبر مدخلاً لحلول جذرية ضرورية. فالمناهج يجب أن تراعي مستويات المتعلِّم وقدراته، وأن تكون منطلقةً من بيئته التي يعيشها. والطالب لا بد أن يعرف والداه كيف يربيانه تربية قويمة وذلك بالسؤال عن مقومات التربية القويمة في عصر أصبحت المعلومات متاحة حتّى للأمّي من النَّاس. والمعلِّم لا بد أن يسعى إلى تربية نفسه بعد أن رشد وأن يجعل نصب عينيه عقاب الله الشديد لمن خان الأمانة.

    ولنعلم إن الأمور إذا خلت من خوف الله ضاعت وتدهور المجتمع مهما سعى وبذل.

    وأختم هذه الكلمات القليلة بمقالة أظنها للجاحظ، حيث سئل لماذا تكتبون للنّاس ما لا يفهم ؟ قال: لأنّا نعمل لغير وجه الله.

    آثرت أن أبدأ بالطالب من صفوفه الأولى فسرعان ما ينتقل التلميذ من الصّف الأول الإبتدائي، إلى الصف الأول الجامعي خصوصًا في عصرنا هذا. وسأعود في المقالة الخامسة فأطرح بعض المقترحات التي قد تفيد الجامعة والطالب الجامعي والأستاذ في تحسين حال التعليم العالي والله تعالى أعلم.

    أ. د. ظافر بن علي القرني

    الأربعاء 19/11/1426هـ[/align]
  8. #38

    مرفوع بالضّمّة (5)

    [align=justify]الجامعة وما أدراك ما الجامعة؟

    يأتي الطالب إليها بعتادٍ قليلٍ من العلم المبعثر ، وبحيرة شديدة لما ذكر ولغير ما ذكر من أسباب، فلا يخرج منها، في الغالب، إلاَّ بحيرة أشدّ من حيرة الدّخول. ولكي لا نخوض في غير ما نعرف أقصر ملاحظاتي على الكليات التي تعتمد الكتاب الأجنبي لها مرجعًا. فأقول بكلِّ اختصار إن من الطّلاب العدد الكثير الذي يدخل الكلية ويتخرج منها بعد خمس سنوات على أقل تقدير وهو لم يقتن كتابًا واحدًا من كتب مقرراتها الكثيرة. وهذه أول ركائز الفشل الذريع التي يركزها أمامه في حياته أينما ذهب. ولعدم إقتناء الكتاب أسباب منها، كونه غير متوفّرٍ أصلاً في الجامعة رغم إن قائمة الكتب المرغوب فيها تتجدّد كلّ عام من قبل أعضاء هيئة التّدريس. وقد يكون متوفّرًا لكن في طبعاتٍ قديمة تجاوزها الزّمن. ومنها عدم رغبة الطّالب في الكتاب لشعوره أنَّه لن يعرف منه شيئًا لضعفه في لغته. ومنها غلاء الكتاب مع أن الطالب لا يدفع سوى نصف قيمته؛ لكنها قد تصل مئتين ريال أو تزيد عنها. وقد يستطيع الأستاذ أن يدفع الطّالب إلى شراء الكتاب إلاّ َإذا قال: لا أملك قيمته؛ فإذا قالها ساد الصّمت القاعة، وخرج الكتاب من مسيرة التّعليم. ومنها عدم تشجيع بعض الأساتذة للطّلاب على إقتناء الكتب ومحاولة العودة إليها في المذاكرة. وزد على الأساب ما شئت. وسواء كانت الأسباب وجيهة أم لا، فالتّعليم بلا كتاب ضربٌ من العبث.

    وقد يدخل الطّالب إلى الجامعة ويخرج منها وهو لم يدخل مكتبتها ليقرأ في كتابٍ أو مجلةٍ موضوعًا له صلة بتخصّصه. وقد يكون له العذر في ذلك لعدم وجود التشجيع من بعض المعلمين، ولأسبابٍ أخرى أطرحها في مكان آخر بحول الله. وسواء كان له عذر أم لم يكن له، فإنَّه عطّل وسيلةً مهمةً من وسائل التعليم، وعمّق خنادق الجهل في خلفيته العلمية وهو لا يدري.

    ويمكننا أن نلحق المعامل العلمية بالمكتبات من حيث عدم الجدوى لأسباب كثيرة؛ أهمها جهل الطّالب بالحاسب الآلي وعدم قدرته على البرمجة بأي لغةٍ رغم كثرتها؛ وعدم كفاية التقنيات الموجودة، وخلو كثيرٍ من المعامل من القادرين على تشغيلها وصيانتها. وإذا عطب المعمل فلن تُجدي النظريات مهما تساقطت على الطّالب من كلّ اتجاه.

    ومن الأسباب ركود مسيرة الإبتعاث منذ ما يقارب عقدين من الزّمن.

    ولو واصلت في سرد الأسباب لخرجت بكتاب يسر الشَّامتين، ولكن فيما حصل الكفاية.

    ومن المعلوم أن المشكلة إذا عُلمت سهل الحل، فلا داع لأن نقول الواجب أن نفعل كذا وأن نفعّل كذا ....

    شكرًا لك يا فهد الأحمدي على سؤالك الذي أثار بعض الشجون .... وأذكر أن في موقعي اٌلشّبكي بحثًا أو بحثين حول مشاكل تعريب العلوم أو التَّعليم ووسائله؛ قد يكون فيها بعض التفصيل في أسباب ناقشتها في أول هذه الرّدود.

    لك وللقراء جميعًا تحياتي

    أ. د. ظافر بن علي القرني


    الاثنين 24/11/1426هـ[/align]
    [movek=right]
    سِم سِمةً في الأرض تُحمد بها واحمد لمن أهدى ولو سمسمة [/movek]
  9. #39
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    1,754
    أشكرك دكتور ظافر على تجاوبك وإجاباتك الشافية الكافية التي تعكس عمق التفكير ومتانة الخبرة الأكاديمية والنظرة المعاصرة والواقعية للمشكلة والإحاطة بجوانب كثيرة من الموضوع لم تخطر على بالي


    تقبل خالص تقديري وامتناني
  10. #40

    برنامج GeoMedia Pro GIS

    [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكر للدكتور القرني تجاوبه وهذا ليس بالغريب على العلماء أمثاله فجزاه الله عنا كل خير
    آمل من سعادتكم أن تبدو رأيكم الكريم في مدى فاعلية وسهولة ومرونة برنامج GeoMedia Pro GIS حيث كانت لي فرصة التدريب عليه مقارنة ببرنامج ArcGIS حيث لاحظت أنه هو المستخدم لدى أعضاء النادي وهل برنامج ArcGIS افضل منه شاكرة ومقدرة تعاونكم والله يرعاكم
    [/align]
صفحة 4 من 8 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •