صفحة 4 من 7 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 73

العرض المتطور

  1. #1

    مرفوع بالضمة

    [align=justify]تفضل الأستاذ الأحمدي بسؤالين جديدين قصيرين، الإجابة عليهما هي من أصعب الإجابات وأطولها. وهذه الصعوبة لا تمنعنا من أن نجتهد، ويجتهد غيرنا في تقديم ما يراه مفيدًا عسى الله أن ينفع به. ولا يزعم أحدٌ أن فيما يقوله الحل النّاجع لمشكلة لا يزيدها كرّ الأعوام إلاَّ تعقيدًا، بكلّ أسف.

    يقول الأحمدي: "ألاحظ أن المستوى التحصيلي للطالب الجامعي في تدني مستمر بصفة عامة فالتحصيل العلمي للطلبة الذين تخرجوا قبل عشر سنوات أفضل (بصفة عامة) من خريجي هذه السنة مثلاً . فإن كانت ملاحظتي صائبة - فمن خلال خبرتكم الأكاديمية:

    1 - ما هي الأسباب المؤدية لذلك؟
    2 - وما هي توجيهاتكم والحلول التي تقترحونها لأبنائكم الطلاب؟

    نقول وبالله التوفيق: إن العقل البشري مهيأٌ للعلم تهيئةً عظيمةً من الله جلّ في علاه؛ فهو يوائم العلم والعلم يوائمه ولا ريب في ذلك. فالمشكلة، إذن، تقع منَّا نحن البشر في تصعيب مسائل العلم وتعقيدها، وجعلها أولى عقبات الحياة التي تقابل الإنسان بعد أن يبدأ بمعرفة اسمه. طرأت لي هذه المقدِّمة المهمة جدًّا وأنا أفكر في طريقة أتناول بها أسئلة الأستاذ فهد إذ الخيارات أمامي كثيرة. وما فتح لي هذا الباب منها إلاَّ سؤال طفلٍ صغير قد يكون في المستو ى الثالث أو الرابع الإبتدائي، حيث قال متوسِّمًا في الخير: ما معنى فعل مضارع مرفوع بالضمة؟. قلت: مضارع أظنّها تعني الحاضر الذي قد يمتد إلى المستقبل، وأمَّا الضمة فهي الواو المصغرة التي تكتب على آخر حرفٍ في الكلمة، وأما مرفوع فما أدري؛ ولكن قسها بمجرور وعلامة جره الكسرة، وبمنصوب وعلامة نصبه الفتحة. والظّاهر يا أيها الصغير: أنَّ العلماء المعنيين بهذه العلوم اتفقوا على هذه المصطلحات، فأخذت عنهم، وصارت متداولة مفهومة إلاَّ لي ولك.

    سكت المسكين من كثرة الكلام، وكأنَّه يقول الله يعينك على ما أنت فيه؛ ما دمت تعاني فأمري سهلٌ.

    ولقد سبق أن تعرَّضت لسؤال أشد من هذا، فقال لي أحد الصغار الذي قد يزيد بعام عن سابقه: "ما الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الرّبوبية؟ قلت: الإله واحد، والرَّب واحد، وله، جلَّ في علاه، أسماء وصفات أخبرنا بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلّم ولا فرق بينهما. قال: لا بينهما فرق. وفتح الكتاب، فقرأت الفرق وفهمته حال قراءته، ونسيته بعد أن أغلقت الكتاب بقليل. قلت للطّفل حاول أن تركّز عساك أن تفهم.

    المقصود أنّنا نصعِّب العلم، فنأتي ينتائج أبحاث لعلماء أجلاَّء قضوا فيها وقتًا طويلاً، ثمَّ نقذفها على هؤلاء الصّغار، فتبدأ بهم الإعاقة العلمية، ويدلفون الى الجامعة معاقون وإن رأيتهم أسوياء. للحديث صلة بعون الله.

    أ. د. ظافر بن علي القرني

    السبت 15/11/1426هـ[/align]


    [movek=left]سم سمةً في الأرض تحمد بها واحمد لمن أهدى ولو سمسمة[/movek]
  2. #2

    مرفوع بالضّمّة (2)

    [align=justify]هذه دلائل من الكتب التي نسمّيها أدبية. فإذا مأتينا إلى الكتب العلمية، زاد الأمر سوءًا؛ ولي في ذلك وقفات قد لا يكون هذا هو مكانها المناسب. وعلى هذا فكثيرٌ من معلومات الكتب المدرسية ما هي إلاَّ فوادح أولى تفدح عقل الطّالب قبل أن يشتدّ عوده. وإذا تبعثرت أفكاره وهو صغيرٌ فلا تأمّل منه أن يناسقها بشكلٍ جيد بعد أن يكبر لأنَّ العمر أقصر من أن يأذن له بذلك، ولأنَّ المهام تزيد أمامه فلا تمهله ليعود إلى ماضيه فيصححه. وكلنا يعلم أن الكتاب المدرسي هو أهم مقومات المنهج في التعليم. وإذا كان الخلل فيه كامنًا، رغم الاهتمام به، فمن باب أولى أن يطول كمون الخطأ في غيره من الوسائل التعليمية التي لا تحظى بمثل ما يحظى به من الاهتمام والمتابعة.

    هذا هو المنهج العبء رغم ما يزخر به من الجمال.

    أما المقوم الثّاني من مقومات التّعليم - من غير ترتيب - فهو الطالب. والطالب حاله غريب بين الماضي والحاضر. لقد كان في الماضي قابعًا تحت طائلة عنف الأستاذ في أغلب مدارسنا، وفي الحاضر استطاع أن يُدخل الأستاذ معه تحت هذه الطائلة؛ فهما يدوران في فلكها معًا. وهذا أمرٌ طبيعي كان لا بد من حدوثه؛ فلا يمكن أن يُمتهن الطّالب ولو بالإهمال لسنواتٍ طويلة، ثمّ لا يمتدّ هذا الإهمال إلى من حوله ولو بعد حين. أقول باختصار شديد: لم تكن العلاقة بين الطّالب ومدرسه سويَّة لا في الماضي ولا في الحاضر، ولعل علماء النَّفس الشرعيين أقدر على التَّدخل في هذه العلاقة وسبر أغوارها، والخروج لنا بوسيلة تجعلنا في حالةٍ وسط بين النّقيضين.

    ولو نظر نا في حياة أطفالنا من حولنا، لرأيناهم يعيشون حياة أطفال العالم كلِّها بتناقضاتها الكثيرة وهم لم يبرحوا بلدهم. فالطُّفل ينشأ وهو محاطٌ بألعاب جُلبت من جميع أقطار الأرض لا تفيده في شيء؛ أكثرها يعلمه العنف، والكلام البذيء، والسّخرية من النّاس، وهدر حقوقهم، والعبث بمقدراتهم. فكيف بالله نرجو من جيل هذه هي حياته أن يكون قابلاً للتّعلّم والتّعليم بعد سنواتٍ قليلة. ...... للحديث بقية.

    أ. د. ظافر بن علي القرني

    الأثنين 17/11/14268هـ[/align]
    [movek=left]

    سم سمةً في الأرض تُحمد بها واحمد لمن أهدى ولو سمسمة
    [/movek]
  3. #3

    مرفوع بالضمة (3)

    [align=justify]تكلمنا فيما مضى عن ركنين مهمين من أركان التّعليم هما الكتاب والطّالب. وقلنا في الثّاني منها، ما معناه، أن حياة الطالب مع مدرسته حياة يشوبها ما يشوبها من جهل، فالمدرسة أصبحت له ولمعلمه بمثابة السجن إن لم تكن أشد. والظّاهر أن الطّالب لا يعرف ما له وما عليه من حقوق، وربما جهل ذلك المعلم قبله.

    ونحن نطرح هنا رؤية عامة لا تلتفت إلى الاستثناءات القليلة، إذ أن هناك من المعلمين من هو على قدر عالٍ من المسؤولية، وهناك من الطّلاب الذي تتمنّى أن كلّ طلاّب المدارس مثله.

    والآن نواصل الحديث مركزين على الركن الثالث من أركان التعليم ألا وهو المعلم. لقد أصبحنا اليوم في وضع نتبادل فيه الاتهامات دون طرح الحلول النّاجعة؛ فترى أهل التعليم العام يحاولون أن يلقوا باللأئمة على الجامعات لضعف المعلمين، والجامعات بدورها تقول هذه بضاعتكم رُدت إليكم. ودون الخوض في هذا الجانب فهو لا يجدي، نقول إن المعلّم لا يرى في حياته ما يجعله يُحسّن من مستواه، فهو إن بذل وأعطى كان كمن لا يبذل ولا يعطي سواء بسواء. فما الفرق بين المعلم الذي يستطيع أن يقرأ بلغةٍ سليمة، والمعلم الذي لا يستطيع قراءة سطر من كتاب ولو بلغةٍ مكسّرة؟ وما الفرق بين المعلّم الذي يعرف يكتب، والذي لا يعرف؟ بل ما الفرق بين المعلّم الذي يستطيع أن يربّي والذي لا يستطيع ولا يريد أن يستطيع؟ وما الفرق بين المعلّم الذي يسعى لتطوير نفسه والذي لا يسعى؟ لا ريب أنَّهم إخوان في الله وفي المدرسة؛ ..... وهذا سحق للعملية التّعليميّة والتربوية ومحق لها لن تقوم بعده، مهما بُذلت الحلول التّجميلية التي لا تعالج القضية من أصلها.

    إذن لا بد أن تكون مكافأة النَّاس بحسب ما يبذلون بقدر المستطاع، وأقصد بالمكافأة الرَّاتب. وما يقال عن المدارس يقال عن غيرها من القطاعات الوظيفية الأخرى بما في ذلك الجامعات. بهذا يكون التّنافس الذي يقود إلى العطاء وإلى الرّقي بالأمة، وبغيره يبدو أننا نضرب في مهامه ليس بها أيات بينات يهتدي بها العابرون.

    تحياتي للجميع ، وما زال الحديث متّصلاا. [/align]



    أ. د. ظافر بن علي القرني

    الثلاثاء 18/11/1426هـ


    [movek=left]سِم سِمةً في الأرض تُحمد بها واحمد لمن أهدى ولو سِمسمةْ [/movek]
  4. #4

    مرفوع بالضّمّة (4)

    [align=justify]تكلمنا، من منظورٍ معين، عن مقومات التّعليم الثلاثة: الطالب والمدرّس والمنهج. وقصرنا النّقاش في المنهج على الكتاب لأنّه أهم مقوماته، ولم نتطرق للمنزل عند الحديث عن الطالب، ولا للمدرسة عند الحديث عن المدرس لكيلا يطول بنا المقام في هذا الموضوع المهم. ولا ريب أن كلاً منَّا يرى ما يعيشه منزله من بعثرة علمية، وما يعيشه مجتمعه منها؛ والسؤال الكبير الذي لا يخفى على متبصّر هو: "هل يعيش الطالب في بيئة صحية في منزله ومدرسته ومجتمعه؟" ونقصد بالبيئة الصّحية: البيئة الاجتماعية و البيئية الثقافية والبيئة النفسية ..... وغيرها. لعل الوقت أن يسعفنا فنناقش هذه في موقع آخر بإذن الله.


    أمّا إجابة السؤال الثاني الذي ينصب حول ما نقترحه لإصلاح الوضع، فلعل الكلمات الماضية حوت ما يمكن أن يعتبر مدخلاً لحلول جذرية ضرورية. فالمناهج يجب أن تراعي مستويات المتعلِّم وقدراته، وأن تكون منطلقةً من بيئته التي يعيشها. والطالب لا بد أن يعرف والداه كيف يربيانه تربية قويمة وذلك بالسؤال عن مقومات التربية القويمة في عصر أصبحت المعلومات متاحة حتّى للأمّي من النَّاس. والمعلِّم لا بد أن يسعى إلى تربية نفسه بعد أن رشد وأن يجعل نصب عينيه عقاب الله الشديد لمن خان الأمانة.

    ولنعلم إن الأمور إذا خلت من خوف الله ضاعت وتدهور المجتمع مهما سعى وبذل.

    وأختم هذه الكلمات القليلة بمقالة أظنها للجاحظ، حيث سئل لماذا تكتبون للنّاس ما لا يفهم ؟ قال: لأنّا نعمل لغير وجه الله.

    آثرت أن أبدأ بالطالب من صفوفه الأولى فسرعان ما ينتقل التلميذ من الصّف الأول الإبتدائي، إلى الصف الأول الجامعي خصوصًا في عصرنا هذا. وسأعود في المقالة الخامسة فأطرح بعض المقترحات التي قد تفيد الجامعة والطالب الجامعي والأستاذ في تحسين حال التعليم العالي والله تعالى أعلم.

    أ. د. ظافر بن علي القرني

    الأربعاء 19/11/1426هـ[/align]
  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    1,754
    أشكرك دكتور ظافر على تجاوبك وإجاباتك الشافية الكافية التي تعكس عمق التفكير ومتانة الخبرة الأكاديمية والنظرة المعاصرة والواقعية للمشكلة والإحاطة بجوانب كثيرة من الموضوع لم تخطر على بالي


    تقبل خالص تقديري وامتناني
  6. #6

    برنامج GeoMedia Pro GIS

    [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكر للدكتور القرني تجاوبه وهذا ليس بالغريب على العلماء أمثاله فجزاه الله عنا كل خير
    آمل من سعادتكم أن تبدو رأيكم الكريم في مدى فاعلية وسهولة ومرونة برنامج GeoMedia Pro GIS حيث كانت لي فرصة التدريب عليه مقارنة ببرنامج ArcGIS حيث لاحظت أنه هو المستخدم لدى أعضاء النادي وهل برنامج ArcGIS افضل منه شاكرة ومقدرة تعاونكم والله يرعاكم
    [/align]
  7. #7

    Geomedia Pro GIS & ArcGIS

    [align=justify]شكرًا للأخت هنادي على سؤالها المهم، وسأجعل الإجابة عليه في وقفات مختصرة ليسهل الوقوف عليها بحول الله.


    الوقفة الأولى: إنه ليس في تقنيات مجالنا ما يمكن أن يقال عنه سهل باطلاق أو صعب باطلاق؛ إذ السهولة والصعوبة تأتي من قبل المستخدم نفسه؛ فما يراه شخص سهلاً، قد يراه آخر صعبًا، والعكس يصح كذلك. وما يقال عن اليسر والصعوبة في التقنيات يقال عن قضية التفاضل بينها. ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.

    الوقفة الثانية: إننا نريد أن نكون من مبدعي التقنية لا من مستخدميها فقط، فبقاؤنا في مصاف المستخدمين يجلب لنا المشقّة والعنت. وإمكانية أن نكون من مبدعيها ليس با لأمر الصعب فنحن "جيل البرمجة" وميلاد الحاسب الشخصي حديث جدًا لمن لا يعلم ذلك. لأنَّنا إن لم نصبح من مبدعيها بقينا ضحية الدعاية والإعلان القائمين على مهارة اصطياد الزبون بأي وسيلة كانت بشرط أن لا تثير حنقه، وما ضرّ لو علم في مقبل الأيام أنَّه اصطيد بوسيلةٍ غير نزيهة.

    الوقفة الثّالثة: إنه من خلال اطلاعي اليسير وإلمامي بجوانب من تقنيات نظم المعلومات الجغرافية فإن الشركات المعنية بتطوير تقنياتها على دراية بمكامن الصعوبات فيها، ولذلك يجهد كلٌ في محاولة الوصول إلى الحلول المثلى لهذه الصعوبات أو المشكلات، وإن اختلفت عناوين تلك الحلول من شركة لأخرى، وهذا جانبٌ تطرقت له في كتابي: "العلم والتقنية: رؤية هندسية مغايرة للمألوف" الذي آمل أن أصدره قريبًا. أقول هذا لأنَّه في الوقت الذي نرى فيه "انترقراف" تطرح برامجها ذات الانفتاح الكبير على المعلومات باختلاف مصادرها وباختلاف برامجها، من خلال تقنية GIS Geomedia Pro، نرى "إزري" تلوّح بحلولٍ مماثلة في تقنية ArcGISالأخيرة من خلال ما يُسمّى Interoperability. فالهم واحد، كون القضية المعالجة واحدة، وإن اختلفت أساليب تناوله والتعامل معه.

    الوقفة الرَّابعة: إن المشكلة تبقى في معايير الاختيار بين هذه التقنيات من قبل المستخدمين؛ وهل الأفضل التنويع أو التوحيد؟ وما جدوى كل اتجاه من هذين الاتجاهين؟ وغير ذلك من الأسئلة المهمة ... ...

    أقول قد يكون التنويع هو الأمثل في الجوانب الدراسية (التعليمية والبحثية) لتكون الفائدة الشاملة والاختيار الأمثل لأنسب الحلول للمسألة المراد حلها، ولغير ذلك من الأغراض التي لا تخفى. أما في الجانب الانتاجي فقد يكون لتوحد التقنيات ما يبرره من حيث تضافر الجهود، وتسهيل سريان المعلومات بين المهتمين، وعدم جعل اختلاف نوع التقنية ذريعة لعدم التعاون والترافد بين المعنيين، وليكثر سواد المتعاملين بهذ النوع من التقنية فيصبح لهم كلمة مسموعة, وغير ذلك كثير..... وهنا يأتي سؤال معقول: هل على الأخت هنادي أن تتحوّل إلى تقنية ArcGIS لأنَّه السائد في مثل نادينا هذا؟ ليس عليها ذلك الآن، ولها بعد الانتهاء من مرحلة البحث والدراسة أن تقدّر المسألة بقدرها....

    الوقفة الخامسة: إن برامج التقنيات تتدانى وتتقارب بشكل ملحوظ، فمن عرف واحدة منها أصبح من السهل عليه تناوش الآخرى واستخدامها دون كبير مشقَّة. وسيكون التداني في المستقبل أكبر وأعظم ... وهذا جانب حاولت تناوله في الكتاب المذكور آنفًا إن يسر الله خروجه.

    الوقفة السادسة: لست بذي خبرة جيدة في برامج الانترقراف وإن كنت اطلعت عليها وحضرت بعض ما قُدِّم فيها من محاضرات ولقاءات، وقرأت عنها في أبحاث قليلة استخدمت تلك التقنيات؛ ولعل الأخت هنادي -إن اسعفها الوقت - أن تجعل بين يدي هذه النادي بعض ما تعرفه عنها، فربما وجدت من يميل إلى ما مالت إليه وتصبح في فريق متنامٍ متضافر.

    هذا بعض ما تجمّع لي من أفكار تتناثر أحيانًا فلا أصيد منها إلا القليل.

    تحياتي ودعائي للجميع بعيد سعيد.

    ظافر بن علي القرني
    يوم عيد الحج لـ 1426هـ [/align]


    [movek=right]سم سمة في الأرض تحمد بها واحمد لمن أهدى ولو سمسمة [/movek]
  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    1,754
    د. ظافر وفقه الله -بحكم عملكم كعضو هيئة تدريس بقسم الهندسة المساحية- هل تعتقد أن هذا القسم ساعد في تحسين صورة مفهوم علم المساحة بين طلبة الجامعة بخاصة وبين العامة بعامة أم أنه لا تزال النظرة محدودة وقاصرة وغير واضحة لدى الكثيرين.

    وشكراً لكم لإتاحة الفرصة لاستفساراتنا
  9. #9
    [align=center]تحية طيبة
    ألف شكر للدكتور القرني على إجابته الشافية والوافية وآسفة على تأخري بالرد والسبب كما يعلم الجميع إرتباطات العيد وكل عام وانتم بخير
    وبإذن الله سأعمل بإقتراح سعادة الدكتور وسأساهم بخبرتي البسيطة والمتواضعة جدا جدا في هذا المجال علها تفيد
    ودمتم بخير[/align]
  10. #10

    دور برنامج الهندسة المساحية في تغيير الصورة المعهودة

    [align=justify]يقول سؤال الأستاذ الكريم فهد الأحمدي: بحكم عملكم كعضو هيئة تدريس بقسم الهندسة المساحية- هل تعتقد أن هذا القسم ساعد في تحسين صورة مفهوم علم المساحة بين طلبة الجامعة بخاصة وبين العامة بعامة أم أنه لا تزال النظرة محدودة وقاصرة وغير واضحة لدى الكثيرين?

    استطيع أن أقول باختصار شديد أن برنامج الهندسة المساحية الذي أنشئ منذ عام 1408هـ في القسم المدني بجامعة الملك سعود ساعد كثيرًا في تحسين صورة مفهوم علم المساحة بين الطلبة وغيرهم من عامة النَّاس؛ وإن النظرة لم تزل محدودة وقاصرة وغير واضحة وستبقى كذلك لدى الكثيرين إلى أن يشاء الله غير ذلك. وهذا تضاد مفهوم عندنا، ولا ينطبق عليه قول أبي العلاء: "تناقضٌ ما لنا إلاّ السكوت له" ولذلك نقول: إنَّه إذا رُسمت صورة ما عن شيء ما في "التّأريخ" فإنّ "الجغرافيا" لا تستطيع تغيير تلك الصورة بيسر ولو جهدت. فعلى الرّغم من كون الهندسة المساحية علمًا في كلّ علم وتقنية في كلّ تقنية، وكون عينٌ منها على الأرض وعين في السّماء -كما سبق وإن أشرت في موقعي- فإنَّها تعاني من تصوّر النَّاس لها بأنَّها الشريط الذي يسحب على الأرصفة، أو ميزان التسوية الذي يقف وراءه عامل في هيئة رثّة، معتمرًا كوفية صفراء فاقع لونها لا تسر النّاظرين. هذا هو التَّصور الذي يحمله المثقّف من النَّاس وقد يأتيك غيره بأسوأ منه. فكيف يستطيع قسم صغير في زاوية من الأرض أن يغيّر هذه الصورة الممتدّة من الولايات المتّحدة الأمريكية إليها مرورًا بكلّ أقطار الأرض دون استثناء.

    ألم تر أنّ كثيرًا من الأقسام المساحية في العالم عمدت إلى تغيير اسمها من مساحة إلى جيوماتك أو جيوماتكس (Geomatics) هروبًا من هذا التَّصور المنقوص. وإذا كان هذا التغيير ممكنًا في عالم لغته الإنجليزية أو ما ماثلها من لغات أوروبية، فإن نقله أو ترجمته إلى العربية أو استحداث مثله فيها يظلّ أمرًا صعبًا. فنحن إن نقلناه كما هو أصبح غير مفهوم للنَّاس، وربما وجدتنا نعود للقديم ولسان حلنا يقول: "حنانيك بعض الشّر أهون من بعض"؛ وإن ترجمناه صعبت ترجمته فهو مركّب من ثلاث تقنيات أو أكثر؛ وإن حاولنا أن نأتي بغيره كنَّا كمن يحاول أن يترجمه.

    وقد كان يمكن لتخصص المساحة أن يأخذ صورة جيدة في أذهان النَّاس فهو جدير بها لأسباب منها كونه معروفًا من زمن بعيد بهذا الاسم ، وللعرب فيه، كما لغيرهم، إبداعات جميلة رائعة، وذا صلةٍ وثيقة بكل التّخصصات المعروفة في عالم اليوم؛ ولكن ما ندري كيف رُكّبت هذه الصّورة المشوّهة في عقول المثقفين من النَّاس وكيف نُقلت إلى العامة منهم، فكان ما كان من معاناة، والله المستعان.

    أمَّا هل أسهم "القسم" في تحسين الصورة فلا ريب في ذلك، والدّليل ما نراه من نشاطات لخريجيه في كثيرٍ من القطاعات، وما نلمسه من سعي كثير من أصحاب التخصصات الأخرى للاستفادة من علومه وتقنياته ومعلوماته لأسباب وضَّحت بعضها في موقعي بشيء من التفصيل. ورغم كلّ هذا، فسيظل المفهوم قاصرًا كما هو، لقلّة المتأثرين وإن كثروا، قياسًا بالكثرة الغالبة ذات التصورات القديمة الرّاسخة في عقولهم رسوخ الجبال.


    شكرًا لسؤالك المهم، ولك وللقراء تحياتي

    ظافر بن علي القرني

    السبت 14/12/1426هـ[/align]


    [movek=right]سِم سمةً في الأرض تُحمد بها واحمد لمن أهدى ولو سمسمةْ[/movek]
صفحة 4 من 7 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •