نشر باحثون من جامعة ماكجيل دراسة تشير إلى أن الاعتماد على نظام تحديد المواقع للانتقال "GPS" قد يكون له أثر سلبي على وظائف المخ، وخاصة في منطقة "قرن آمون" والتي لها دور أساسي في عمليات الذاكرة والملاحة.
ومن المعروف أنه هناك طريقتان رئيسيتان للملاحة: إما من خلال الملاحة المكانية أو عن طريق تحفيز الاستجابة. حيث يستخدم الأسلوب المكاني المعالم والإشارات المرئية لتطوير الخرائط المعرفية التي تمكننا من معرفة أين نحن وكيف نصل إلى حيث نريد الذهاب، أما الطريقة الثانية تعتمد على السفر بشكل متكرر من الطريق الأكثر كفاءة، كما في الأنظمة الموجودة في السيارات والتي يعرفها من يستخدم نظام تحديد المواقع.
وقد ذكرت الدراسة أنه عند إجراء مسح بالرنين المغناطيسي لبعض الأشخاص من مستخدمي نظام تحديد المواقع وغير المستخدمين له تبين أن الذين اعتادوا على التنقل بواسطة الأسلوب المكاني قد لوحظ عندهم زيادة في نشاط وحجم المادة الرمادية في قرن آمون عند المقارنة مع الذين يعتمدون على نظام تحديد المواقع.
ويعتقد أنه لـ "قرن آمون" دور كبير في الذاكرة وعمليات الملاحة مثل القدرة على البحث عن طرق جديدة وتحديد طرق مختصرة، وهي واحدة من أول المناطق في المخ التي تتأثر من مرض الزهايمر، والذي يتسبب في فقدان الذاكرة وصعوبات في تحديد المكان.
وأظهرت دراسة سابقة أجراها باحثون من جامعة لندن أن سائقي سيارات الأجرة في لندن "الذين يقضون بما معدله ثلاث سنوات في تعلم طرق لندن باستخدام الأسلوب المكاني" لديهم حجم أكبر لـ "قرن آمون" مما هو عند بقية الناس.
وقد اقترح أحد الباحثين أنه قد يكون من الحكمة تقييد استخدام نظام تحديد المواقع في المساعدة في العثور على الوجهات الجديدة ثم إيقاف تشغيله في طريق العودة أو عند الذهاب في مكان ما ليس بجديد.
وقد أكد القائمون على هذه الدراسة أنهم لايدعون إلى التخلي عن أجهزة تحديد المواقع، لكنهم ينطلقون من مبدأ أن بناء الخريطة الذهنية بدون استخدام التكنولوجيا قد يساعد في تحسين الذاكرة على المدى الطويل.
