نجح برنامج البيانات المكانية لإمارة أبوظبي أن يصبح مجتمع ممارسات يضم أكثر من 40 جهة معنية سواء من الحكومة المحلية أو الاتحادية، فضلاً عن الشركات والهيئات الأكاديمية، فبعد إنجاز مرحلتي البناء الأولى والثانية اللتين تعتبران الأساس والنظام الرئيس، بدأ مركز البيانات المكانية العمل تحت راية مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات في المرحلة الثالثة، وهي الابتكار والإدارة التكييفية للعمليات المستدامة .
تتناول التطورات المهمة هذا العام مخططات نظم المعلومات الجغرافية وبناء القدرات، وتقييم النضج الجغرافي، والتعليم المكاني، والتنسيق للبرامج الاستراتيجية الرئيسة لدى الجهات المشاركة، بما يتماشى مع الخطة الاستراتيجية لبرنامج البيانات المكانية لإمارة أبوظبي2010-،2014 ورؤية حكومة أبوظبي لعام 2030 وأجندتها السياسية .
وبدأ البرنامج في خطوة لدعم مجتمع البيانات المكانية بالتحضير لدعم تطوير مخططات نظم المعلومات الجغرافية لدى الجهات المعنية الأعضاء، وسيلحق ذلك برنامج شامل للنضج الجغرافي، يضع إطار عمل لقياس وتقييم التقدم مع مرور الوقت، لتمكين تنمية المجتمع الإلكتروني المستدام، ولتحقيق هذا الغرض سيتم حشد مجموعة من الخبراء في هذا المجال مع الجمعيات الدولية المتخصصة في البنية التحتية للبيانات المكانية، وسيعملون معاً، بمشاركة مجتمع البيانات المكانية، لوضع برنامج أولي لإدارة الأداء، وما سيتركه من تأثير على جهود تنمية المجتمع بما فيها مخططات نظم المعلومات الجغرافية، والنضج الجغرافي والأنشطة الدائمة لتصبح إطار عمل تنظيمياً وإدارياً قوياً يساعد في تسريع عملية بناء القدرات في المجتمع على مستويات عدة، منها على سبيل المثال البيانات والمعايير والتطبيقات والأتمتة والأمور القانونية الجغرافية والقواعد والاتفاقيات .
وتعتبر بيانات خريطة الأساس هي البيانات الأساسية في برنامج البيانات المكانية لإمارة أبوظبي، ولا غنى عن البيانات الطبوغرافية والصور في أي نظام معلومات جغرافية أو مبادرة بنية تحتية للبيانات المكانية، وتمثل 80% من خدمات الخرائط وتكامل البيانات المقدمة من برنامج البيانات المكانية لإمارة أبوظبي الخريطة الأساسية للجهات الأعضاء، وتتطلب العديد من المشاريع المقترحة والجارية في الإمارة أحدث بيانات لخريطة الأساس لدعم عملياتها، وقد كان مشروع إعداد خريطة الأساس أول مشروع في أبوظبي ساهم فيه مجتمع البيانات المكانية لإمارة أبوظبي بالكامل بصورة كبيرة، ولذلك فإن مشروع خريطة الأساس الجديد في بلدية أبوظبي يمثل مرحلة لمجتمع البيانات المكانية للإمارة، وكان المشروع قد انطلق في ربع السنة الأول من عام ،2010 وسيستمر حتى يوليو/تموز 2011 .
وكانت بلدية أبوظبي قد أنجزت مؤخراً نحو 85% من أعمال التصوير الجوي لجزيرة أبوظبي ومنطقة شاطئ الراحة ومنطقة المصفح وجزيرة ياس، وهي الآن بصدد إنجاز مراحل تنفيذ أعمال مشروع إستكمال خارطة الأساس، وتغطية جميع المناطق الحضرية التابعة للحدود الإدارية لكل من بلديتي مدينة أبوظبي والمنطقة الغربية بمساحة تبلغ 5 .18 ألف كلم مربع تقريباً، بعد إنجازها مرحلة التخطيط والتصميم وتنظيم خطة تنفيذ أعمال المشروع منذ شهر يناير مطلع العام الحالي، للمساهمة في بناء وتحديث خريطة الأساس وتوسعة النطاق الجغرافي لقاعدة البيانات المكانية، سعياً لتوفير قاعدة بيانات متكاملة وبنية معلوماتية تحتية لتسهيل اتخاذ القرارات التخطيطية في تطوير مدينة أبوظبي، تماشياً مع الخطة الاستراتيجية التطويرية 2030 لإمارة أبوظبي . ويتم في المرحلة التالية جمع البيانات والمعلومات من الصور الجوية، ودعمها بمسح ميداني لضمان مصداقية وتكاملية هذه البيانات مع أرض الواقع، وذلك لإدخالها في قاعدة بيانات نظم المعلومات الجغرافية في بلدية مدينة أبوظبي بعد مرورها بعدة مراحل من التدقيق والمراجعة، للتأكد من صلاحية اعتمادها للاستخدام من قبل الجهات المعنية، وذلك بتطبيق أفضل الممارسات والمعايير العالمية في التدقيق على هذه البيانات .
