-
مشكلة الثلاثة الذين لم يجدوا عملاً بعد التخرج (2)

[align=justify]لقد تفضَّل عددٌ من الأخوة الكرام والأخت المتميزة الكريمة بالتعليق على الموضوع هنا وفي موقعي بعد أن ناقشناه في المرة الأولى. فيمكن للقارئ العودة إلى ما طرحوه ففيه إضافات جيدة، وحلول عمليّة قد تفتح سبيلا أمام الذين أغلقت في وجوههم السبل. وقد أقول هنا كلامًا بعض أفكاره ناقشها من ذكرت من الأخوة والأخوات، ولكن لعل في التكرار ما يفيد.
أولاً: ينبغي على الطّالب أن يأتي إلى الجامعة بصدر منشرح وبسرور غامر فهو أتٍ إلى صرح علميٍّ كبير لن يخرج منه إلا بفائدة عظيمة سواء طال مكوثه فيه أو قصر. فالواجب على الطالب أن لا يرهق نفسه بهموم أخرى لا علاقة لها بهمه الدراسي، ولا يصطنع العقبات التي تثبطه، ولا يسمع لمن يمليها، وأن يسعى في تحسين مستواه بالقراءة والاطلاع دون خوف من الإخفاق، فالإخفاق لا يأتي إلا مع الجمود والتَّرقب له.
إذا فعل الطالب هذا وغيره ممَّا يعين على الرَّفع من مستواه، خرج في نهاية المرحلة الجامعية بمعدل يتدرع به في معركة الخوض عن وظيفة في بلده.
ثانيًا: إذا تخرج المتخرج، وقيل له هذه وظيفة راتبها عشرة آلاف ريال مثلاً، وليس فيها كثير عمل سوى التوقيع في الصباح وبعد الظهر، وهذه وظيفة راتبها نصف راتب الأولى أو أقل ولكنّك ستمارس فيها كثيرًا ممَّا تعلمته، فاليعمد إلى الثَّانية مباشرةً وليفر من الأولى فراره من الأسد. إنَّه إن فعل هذا دخل إلى الحياة من أوسع أبواب مهنته، وإن لم يفعل فستحتفي به الوظيفة الأولى في أول الأمر، ثمّ ما تلبث أن تطرحه على قارعة الطريق ليكون فرجةً للغادين والرَّاحين من النَّاس، وحينها لا ينفع النَّدم.
ثالثًا: إذا قيل للمتخرج هذه دورة يسيرة تحسب لك سواء حضرتها أو لم تحضرها، وفيها شهادة ستترقَّى بها، وهذه دورة ليس لها شهادة ولكنَّها عملية وتخرج منها بفائدة كبيرة في مجالك، فدع عنك ذات الزّخارف واعمد إلى ذات المضمون لتجد نفسك سبقت كلّ من حولك مهما علَّقوا من "نياشين" وكتبوا من سير.
رابعًا: ابحث عن قافلة من هذه القوافل واركب معها، وعظها بمشكلتك فقد تجد من يقترح عليك حلاً عمليًّا؛ فالحلول من فضل الله أكثر من المشاكل في كلِّ الأمور. وقد تكون القافلة هنا شبكية كما فعلت في نادينا هذا.
خامسًا: على صاحب كلّ تخصص أن يعلم أن وجود غيره معه فيه أجدى له ولمن يأتي بعده من ذريته من استحواذه عليه، وإن ذاق حلاوة الاستحواذ لفترة قصيرة، فهو يدلف بنفسه وبتخصصه إلى الهلاك وهو يضحك.
سادسًا: خذ بنصيحة الأخت المتميّزة في الدّعاء، فإذا قمت في الصباح فقل يا الله على بابك، تُفتح لك البواب المغلقة في كلّ اتجاه. وحق لهذه الموعظة أن تكون هي الأولى.
سابعًا: أريد أن استمرّ في الكلام معك، ولكن أخشى أن يضيِّع آخر الكلام أوله، فإلى لقاء آخر قريب بحول الله. [/align]
د. ظافر بن علي القرني
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى