-
تطوير مصادر البحث العلمي

[align=center]تطوير مصادر البحث العلمي
على الإنترنت[/align]
[align=justify]البحوث العلمية كما يعلم جميع الباحثين تتطلب مراجع علمية يستطيعون من خلالها الباحثين معرفة ما قد كُتب حول موضوع التخصص المراد البحث فيه, ويفتح لهم أفكار جديدة من حيث ما انتهى إليه الآخرون و يستفيدون من العيوب التي قابلت هؤلاء الباحثين في دراستهم وأيضا الإطلاع على الدراسات المستقبلية التي يطرحُها الباحثين في نهاية بحوثهم.
ولم يزدهر البحث العلمي في عصر الإسلام الأول إلا بالاهتمام بالعلم و الترجمة التي من خلالها تقدم البحث العلمي, وقد أُلفت آلاف الكتب باللغة العربية وتُرجمة من وإلى اللغات الأخرى. والبحث العلمي لم يعد قاصرا ً على العلوم الطبيعية فقط بل يستخدم في مواجهة المشكلات الاجتماعية والكوارث وحتى العمليات الإرهابية التي تواجه المجتمع, ويساعد على حلها أو تفاديها.
ولذلك أصبح البحث العلمي هو القاعدة الأساسية لتطور الأمم والرقي بها, وبه نستطيع أن نواكب الركب خصوصا ونحن نعيش في الزمن الرقمي والثورة الكبرى في عالم الحاسب الآلي والإنترنت, ولا يوجد شخص من الجيل الحالي إلا وله علاقة مع الحاسب الآلي, وفي هذا الوقت يجب علينا أن نستغل التقنية الرقمية وتقنية الإنترنت للحصول على المعلومات من شتى أرجاء المعمورة والتي كانت في السابق يصعب الحصول عليها, ولكن الآن أصبح العالم كالقرية الصغيرة والوصول إلى المعلومة المطلوبة سهل وسريع.
وفي الدول المتقدمة نجد أن تقنية الإنترنت تُستخدم للحصول على كم كبير من المعلومات خصوصا في المجالات البحثية. فمجرد أن تضع موضوع معين في محرك البحث وتبحث فأنه يظهر لك آلاف المواقع حول هذا الموضوع منها ما هو مواقع شخصية ويوضع فيها جميع المؤلفات والمقالات العلمية ومنها ما هو على شكل مواقع رسمية لجامعات أو معاهد أو مجلات علمية دولية, وحتى الندوات والمؤتمرات يوجد لها مواقع على الإنترنت, فمثلا لو بحثت عن مبحث علمي في أي محرك بحث (Google, Yahoo, etc.) فأنه يظهر لك مئات الألف من المواقع حول هذا المبحث, وما يلفت الانتباه هو وجود مقالات بأكثر من لغة إلا إن اللغة العربية ليست بينها. وفي المقابل إذا كان الباحث العربي يريد أن ينهل من مصادر البحث وبالتحديد المراجع العربية أو حتى المقالات المترجمة على الإنترنت فأنه يصطدم بعدم توفرها وأن توفرت فهي مجرد مقال لا يفيد في البحث العلمي بينما سيجد جميع البحوث المتوفرة هي في اللغات الأجنبية.
وما أود أن أطرحهُ في هذا المقال هو مشروع يهتم بتوفير مقالات علمية باللغة العربية سواء كانت لغتها الأصلية عربية أو مترجمة ويكون لها مواقع على الإنترنت, وهذا يحتاج إلى مجهودات كبيرة من عدة جهات لتحقيق ذلك. وقد يكون هناك مقترحات كثيرة للإنجاز هذا المشروع ولكن سأحاول هنا طرح مقترح لهذا المشروع وهذا المقترح قابل للتعديل أو الإضافة من قِبل ذوي الاختصاص. ولتحقيق هذا المشروع هناك عدة مراحل يجب تنفيذها وهي على النحو التالي:-
فأول مرحلة هي الاشتراط على جميع الباحثين من الآن وصاعدا ً بأن يُسلم البحث أو الأطروحة أو أي مقال بعد قبوله النهائي وتوثيقه بالشكل الحديث الإلكتروني على قرص مدمج أو مرن بملف ( PDF أدوبي إكروبات (Adobe Acrobat والذي هو معروف على نطاق واسع في عالم الإنترنت.
المرحلة الثانية هي وضع مترجمين وعلماء كل في اختصاصه في جميع العلوم, وتكون مُهمتهم هي ترجمة المقالات التي تنشر في المجلات العلمية المحكمة. فكل المختصين يبدؤون في أخذ مجلات علمية منذ صدورها الأول ويقومون بترجمة مقالاتها إلى اللغة العربية وبالتالي تُزود التخصصات بمقالات يستطيع الباحث العربي أن يعرف ما قد نشر حول اختصاصه وما وصل إليه هذا العلم من تقدم, وبعد ذلك يبدأ الباحث العربي من حيث ما انتهى إليه الآخرون مع المعرفة بما سبق والانطلاق إلى الأمام في هذه العلوم.
والمرحلة الثالثة والأخيرة وضع جميع المقالات العربية وكذلك المترجمة إلى العربية في قسم خاص للبحوث ويكون له موقع على الإنترنت ويحتوي على خلاصة (Abstract) كل بحث وأيضا ً الملف الكامل للمقال أن أراد القارئ قراءته, ويكون له اشتراك رمزي للطلبة وأيضا اشتراك خاص للباحثين ويكون الحصول عليها سهل جدا ً بمجرد البحث في أي محرك بحث على الإنترنت. فالفائدة التي نجنيها من ذلك هو إطلاع أكبر عدد من الباحثين حول البحوث والمقالات التي تنشر حول العالم كل في اختصاصه, وحتما ً سيساعد على إثراء البحوث العربية ويكون لها مكانه عالمية قد تُترجم فيما بعد للغات الأخرى. لذا يجب علينا العمل جديا ً على إيجاد هذا المشروع والذي لا يتحقق إلا بتفهم من الباحثين والمشرفين على البحوث وأيضا ً مساندة الجهات الحكومية ورجال الأعمال و البنوك و الشركات العملاقة بالدعم المادي. ومن ناحية أخرى فهناك مشروع تجريبي يسمى "المشروع التجريبي لأسماء النطاقات العربية" وهو تحت مضلة الجامعة العربية ويهدف هذا المشروع إلى استخدام اللغة العربية في أسماء النطاقات (domain names) على شبكة الإنترنت والذي يشارك به ثمانية دول عربية, وهذا يعتبر بداية جيدة في الطريق إلى مشروع المقالات العربية على الإنترنت وحتما ًسيصادفه بعض المعوقات التي ستحل بإذن الله وهو امتداداً للمشروع التجريبي لدعم استخدام اللغة العربية في أسماء النطاقات على شبكة الإنترنت في دول مجلس التعاون الخليجي والذي تتبناه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
فإن أردنا أن نجعل مشروع المقالات العربية على الإنترنت على مستوى الدول العربية فيجب أن تجتمع جهات من هذه الدول مثل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية- الرياض والمؤسسة العربية للعلوم والتقنية- الشارقة ومدينة مبارك للأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية – مصر و أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا - مصر والمجلس الوطني للبحوث العلمية – لبنان وجميع الجامعات العربية بالإضافة لجهات أخرى ذات العلاقة, وأن يقوم المسؤولين عليها بمناقشة هذا المشروع وبعد ذلك يقومون بوضع أُطر وأساسيات لهذا المشروع على أن توضع آلية معينة في سبيل وضع المقالات في مواقع على الإنترنت وتعرب هذه المقالات لكي يستفيد منها الباحثون العرب خصوصا وأن هناك عقول عربية متفتحة تُعيقها اللغة. ولا ننسى أن المؤسسات المذكورة سابقا ً لدية الكثير من المقالات في علوم مختلفة مثل ( البيئة, التعليم, الطاقة, الهندسة وعلوم الحاسب الآلي وغيرها من العلوم) فيجب استغلالها. وهناك عمل سيكون أساس في إنطلاق هذا المشروع وهو أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لديها مشروع يسمى المدينة العلمية الإلكترونية والذي تمت فيه أرشفة 225680 وثيقة باللغتين العربية والإنجليزية ويمكن الإطلاع من خلال البحث في موقع المدينة وطباعة البحث كاملا ً ولازال هذا المشروع يحتاج لجهد ووقت لكي يصبح على مستوى البحث عربيا ًوعالميا ً وهناك عوائق فنية وإدارية حسب ما ذكره مدير إدارة تقنية المعلومات ورئيس فريق الحكومة الإلكترونية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الأستاذ حمود بن فائز الفائز والذي عزى العوائق الفنية إلى اللغة العربية والتعرف على حروفها ومكائن البحث العربي (Arabic Search Engines) والإجراءات الحكومية المالية. أما المعوقات الإدارية فهي التوظيف والاستمرارية وعدم تفعيل مركز الوثائق لدى الجهات الحكومية والتدريب وثقافة المستفيد وعدم وجود الحوافز المادية والمعنوية.
فالذي نطمح إليه من خلال هذا المقال هو المشاركة الفعالة بالرأي حول هذا المشروع و توحيد الجهود من قِِِبل متخذي القرار لاتخاذ قرار بإنشاء المشروع قريبا ً بأذن الله. وأخيرا ً أسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى.
الرائد دكتور
صالـــح بن عبد المحسن الشمري
الحرس الوطني
E-mail:sshamar@hotmail.com
[/align]
المصدر:http://www.alriyadh.com/2006/01/31/article127014.html
-
خطوات نحو الفلاح
[align=justify]مقال حوى الكثير من المعلومات المفيدة، واقترح خطوات عمليّة جيدة تسير بالبحث العلمي، والتطور التقني في الاتجاه الصحيح. بارك الله فيك وفي جهودك أيها الدكتور الفاضل.
ظافر القرني [/align]
الخميس 3/1/1427هـ
-
مقال رائع
مقال رائع يا د.صالح
نتطلع الى المزيد نفع الله بعلمكم
-
مقالٌ حول الموضوع نفسه
[align=justify]أحببت مشاركتم هذا المقال يبدو أنَّه يصب في وادي إدارة المعلومات ومعرفة مظانها الذي طرحه الدكتور صالح.
إعادة اختراع العجلة أم حلول المصادر المفتوحة
كتبته: هند الخليفة
كثيراً ما كنا نتساءل عند زيارة موقع أحد الجامعات أو المؤتمرات عن سر استخدامهم للبرامج المفتوحة المصدر في مواقعهم ì. والإجابة ببساطة لأنهم لايريدون إعادة اختراع العجلة.
فعلى سبيل المثال معظم الجامعات البريطانية وبعض الجامعات الأوروبية تستخدم برنامج Eprints الذي طور عن طريقة جامعة ساوثهمبتون وذلك لأرشفة الأبحاث المنشورة والقابلة للنشر التي تعمل عليها كل كلية وجعلها قابلة للبحث والوصول عن طريق محركات البحث المشهورة مثل قوقل وقوقل للأبحاث وغيرها. حيث يدعم البرنامج بروتوكول OAI وذلك لجعل جميع قواعد البيانات العلمية في الجامعات مفتوحة لمن أراد الاستفادة منها وخاصة لمن لايملك حسابا في قواعد البيانات المدفوعة مثل ACM وIEEE وغيرها. لأن أغلب الأبحاث الموجودة في قواعد بيانات الجامعات هي نفسها الموجودة في قواعد البيانات المدفوعة بعد أو قبل النشر حتى.
في المقابل عند التنقل بين مواقع الجامعات العربية نجد أن قواعد بيانات الأبحاث في الجامعات لايزال تحت الإنشاء والأفضل حالا من نجد فيها قواعد بيانات للأبحاث ولكن طريقة البحث فيها بدائية (على سبيل المثال يقوم الموقع بسحب جميع المعلومات من القاعدة ووضعها في قائمة منسدلة إبان دخولك على الخدمة) مما يعني ضياع وقتك بالبحث يدويا عن اسم البحث أو الباحث من بين القائمة الموجودة. وقد يكون السبب في بدائية عمل الخدمة هو أن مطور أو مطوري الموقع ليس لديهم الوقت الكافي للعمل على الخدمة نتيجة لوجود أعمال أخرى متراكمة؟!!! ì ولكن بنظرة بسيطة على الموضوع يمكن لهم رفع كفاءة خدمات موقع الجامعة وذلك بالاستعانة بالبرامج المفتوحة المصدر والتي أثبتت كفاءتها وأداءها بشهادة عدد الجامعات التي تستخدم البرنامج ìفلماذا نعيد اختراع العجلة؟
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فلنا أن نعقب على خدمة الاشتراك في المؤتمرات وتسليم الأبحاث ì فمعظم المؤتمرات الدولية تستخدم برامج مفتوحة المصدر مثل برنامج openconf الشهير والمتميز بسهولة تركيبه لأنه يعتمد على لغة PHP وقواعد بيانات MySQL وشمولية وظائفه وبساطة واجهته ..مما جعل من البرنامج المرشح المثالي لمؤتمر الويب العالمي WWW6002 لهذا العام.
لذا نتمنى من جميع جامعاتنا أن تحذو حذو الجامعات العالمية وأن تستخدم البرامج المفتوحة المصدر وتوطنها لخدمة أهدافها وأن توفر المال الذي سيصرف على بناء مثل هذه الخدمات في تطوير قطاعات وخدمات أخرى أكثر حيوية. [/align]
hend@alriyadh-np.com
المرجع : جريدة الرياض الثلاثاء 8/1/1427 هـ
http://www.alriyadh.com/2006/02/07/article128904.html
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى