[align=justify]الأخت الكريمة ندى
جزاك الله على دعائك الطيب أما الشرف فهو لي أنني تعرفت من خلال هذا النادي على عشرات الشباب الرائع في ربوع العالم العربي المظلوم الذين يبشروننا أن الأمل لن يغيب عن أمة محمد والقرآن

أخي سيد علي
أشكرك على مشاعرك الطيبة ناحيتي.
في اعتقادي أن أهم معوقات البحث العلمي في العالم العربي – ولن أقول الثالث لأن هناك كثير من بلاد العالم الثالث التي تلاحق التقدم العلمي للكبار ملاحقة لحوح مثل الهند وماليزيا والبرازيل – هو غياب الوعي العلمي عن المجتمعات العربية وهو ما يظهر في عدة صور.
منها غياب وعي الباحثين بدورهم ناحية مجتمعهم حيث يغدون أشبه بموظفين الدوائر الحكومية البيروقراطية لا يمثل البحث العلمي لديهم إلا وظيفة يحتاجونها للترقي في السلم الجامعي ومن ثم الحصول على زيادة في المرتب وتحسين للوضع الاجتماعي وهذا ينعكس في الممارسة اليومية للعمل الأكاديمي لمثل هذه العناصر وللأسف يظهر في سلوكيات شائنة أبسطها الترفع عن الطلبة ومعاملتهم باستعلاء وليس أخرها السرقات العلمية التي تروع السامعين من آن لآخر منذرة بانحطاط الخلق العلمي، على حين كان أسلافنا في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية يجعلون من حديث رسول الله "العلماء ورثة الأنبياء" منهجاً لحياتهم.
ومنها ما يظهر في صورة تخلي الدولة عن دورها كممول أساسي للبحث العلمي، فعلى حين أن إسرائيل تقوم بتخصيص نحو 8% من دخلها القومي للبحث العلمي، وتخصص الصين نحو 15% من دخلها القومي للبحث العلمي، فإن الدول العربية بطولها وعرضها لا تخصص إلا نحو نصف في المائة – تصور نصف في المائة – للبحث العلمي (والأرقام منقولة عن محاضرة للدكتور راغب السرجاني).
حتى الدعم الأدبي للبحث العلمي فهو غائب تماماً فمن ناحية يتم تجاوز نتائج أبحاث استمرت عشرات السنوات قام بها المع عقول العرب لأن هناك قرار فوقي بأداء عمل معين رغم أن هذه البحوث تثبت عدم جدوى هذا العمل، وطبعاً القرارات الفوقية أهم من أي بحث علمي فأصحابها هم من يعرفون كل شئ ويفهمون كل شئ وليذهب العلماء والمهندسين إلى الجحيم غير مأسوف عليهم. ومن الناحية الأخرى أنظر إلى التكريم والحفاوة التي يحظى بها أي لاعب كرة درجة في فريق درجة خمسة وعشرين أو أي مغنية غرابية الصوت – مع الاعتذار للسادة الغربان – وأنظر إلى التكريم الذي يحصل عليه أي عالم. لقد كان الاتحاد السوفييتي السابق يخصص جائزة ذات لقب رنان للعلماء أصحاب الإنجازات المميزة تحمل أسم "بطل الشعب السوفييتي" بينما كان الأطفال الأمريكيين في مطلع السبعينات يعتبرون رائدي الفضاء جون جلين ونيل أرمسترونج أبطالهم ونماذج مستقبلهم، أما العالم كارل ساجان فقد ظل نجم تلفيزيوني لسنوات عديدة وحظى برنامجه Cosmos بأعلى نسبة مشاهدة في تاريخ البرامج التليفزيونية وهو برنامج علمي شعبي يتناول موضوعات في الفيزياء الكونية.
أما في حقل الاستشعار من بعد على وجه الخصوص فأعتقد أن العوائق الأساسية تتمثل في غياب الوعي حول ما يمكن أن يقدمه الاستشعار من البعد، فعلى حين يعتقد البعض أن الاستشعار من البعد يمكن أن يحل جميع المشاكل التي نتعرض لها حتى ليصلح بين الرجل والآخر إذا اختصما، والبعض لا يعتقد بأن له ثمة أي قيمة، وبين هذا وهذا تضيع القيمة الحقيقية للاستشعار من بعد كأداة ذات قدرات محددة ووظائف معينة. من جانب آخر يقف العرف في الاستشعار من البعد موقف المشارك المتحفظ في تطويره، حيث نعتمد بصورة أساسية على استيراد جميع مكونات الاستشعار من البعد بدأ من الخورازميات الرياضية – فنادراً ما يعلم عربي على تطوير مثل هذه الخوارزميات – مرورا ببرامج التحليل المستوردة كلية انتهاء بالأقمار الصناعية ومجساتها حتى تلك الدول التي نفخ الله في صورتها فقررت أن تكون أكثر فاعلية في مجال الأقمار الصناعية مثل مصر والجزائر ذهبت إلى دولة أخرى لتصنع وتطلق أقمارها الصناعية على حين قامت إسرائيل بتصنيع مجس القمر الصناعي كوريا سات وبتصنيع سلسلة أقمارها الصناعية EROS بالكامل. مثل هذا الدور لابد من تجاوزه لدور أكثر فاعلية، ولعل المبادرات الفردية تمثل حافز لمثل هذا التطوير.[/align]