[align=justify]من الصعب جدًّا أن تقبض على الجغرافي في أي مكان؛ لأنَّه جعل بينه وبين معالم الأرض وأشيائها أُلفةً جعلتها معه ضدّك. فإذا ما قلت هو الآن وراء هذه الشجرة، خرج عليك من وراء الصخرة. وإذا قلت هو وراء الصخرة لا محالة، قال أنا هنا على قمّة الجبل، هل تراني؟. فإذا ما تلمَّست طريقك إليه إلى تلك القمّة، وجدت أشجار الوادي تهتزّ طربًا لهبوطه إليه ولمسها بيديه. فتقول أدعه والأرض ومعالمها فليس من السّهل أن أتي بينه وبينها، وأستظل بظلال اللّغة والشّعر ؛ فيناجيك بالشعر من مكان قريب. مرحا مرحا أيَّها الغامدي النَّشط.

دكتونا الفاضل علي: أفكارك واقتراحاتك هي محل اهتمام الجميع، ومنها نستفيد. إني أصبحت أرى هذا النّادي كسوق عكاظ المعروف في التأريخ الذي كان يكاد يشتعل فرحًا إذا ما سمع بركاب مبدع تدنو منه. فما بالك به حين يحل بين جنباته ويبدأ في الأخذ والعطاء مع المبدعين أمثاله الذين أتوا إليه من كلّ حدب وصوب. لقد أصبح لك أيها المبدع في كلّ ناحية من هذا السوق خيمة لها روادها. وأصبحنا نعلم إنَّك إن غبت عن خيمة من خيامه فأنت في أخرى تشيد بها صروح المعرفة والإبداع... فإلى الأمام وفقك الله وزاد في الجغرافيا من أمثالك.

ظافر بن علي القرني [/align]
الأثنين 7/1/1427هـ