[align=justify]صدر في العدد 13809 من جريدة الرياض يوم السبت 17 ربيع الأول 1427هـ - 15 أبريل 2006م مقال للدكتور ظافر القرني بعنوان "من أجل النمو المعرفي المنشود حرروا الطلاب من «الثابت»" ولكن بدون النماذج في النسخة الالكترونية، ولأهمية الموضوع أحببت أن تطلعوا علية بعد أن قمت بإضافة النماذج من النسخة الورقية.[/align]
أ. د. ظافر بن علي القرني
[align=justify]لكي تكون الأمَّة أمّة معرفة تؤول بها إلى تقنية راشدة مزدهرة، لا بدّ أن تعي الأسس العلميّة التي بنيت التقنيّة الرَّاهنة عليها. إذا لم تع ذلك، كانت، في أفضل الأحوال، أمّة مستخدمة لما ينتجه غيرها؛ وعندئذ يصبح همّها الوحيد هو كيف يمكن متابعة كلّ جديد، من أجل توظيفه التّوظيف المناسب فقط؛ أمَّا فهمه، وإنتاجه، فمسائل مناطة بقوم آخرين، في أماكن أخرى من هذا العالم الفسيح.
يبدو أنَّ الخلل التعليمي لدينا يكمن في عدم فهم بعض ما نتلقاه من معارف، لعدم فهم من يلقيها علينا لها. وحيث أنّ أنواع هذه المعارف أو المفاهيم لا حصر لها، نقتصر هنا على ما يُسمّى بالثابت في العلوم الرياضيّة والهندسيّة. ولن نتطرّق لكلّ ثابت، فالثَّوابت الرّياضية كثيرة جدًّا؛ لكنَّا سنأخذ أظهرها على الإطلاق، وهو «ط» الذي يدخل في حساب مساحة الدائرة ومحيطها، ويدخل في غيرها بطرق مباشرة، وغير مباشرة، ويتعلّمه الطالب قبل مغادرة المرحلة الابتدائية، ولا يخلو منه كتاب رياضي ولا هندسي في كلّ لغات الأرض. وما على من يطّلع على مقالنا هذا، إلاَّ النّظر إلى الثوابت الأخرى في معارفه، من منظورٍ كهذا الّذي نقدّمه هنا، ليكتشف بوادر العجز المعرفي الذي يعاني منه الإنسان في أمّتنا.
لقد قررت منذ أن عدتُ من البعثة، قبل ما يزيد عن عقد من الزّمان، أن أسأل طلاّبي في بداية كلّ مقررٍ جديد هذا السؤال: «إذا كانت: مساحة الدائرة = ط نق2، فما هي ط وكيف عُلمت أو كيف حسِبت؟
وقد كنت أحرص على سؤالهم هذا السؤال ولا أتركه إلاَّ أن أنسى، وقلّما يحدث ذلك. فكانت تأتيني الأوراق مختلفة متباينة، يجمعها كلّها الجهل بالإجابة الصحيحة. فمن الطّلاب من لا يكتب شيئًا في ورقته، ومنهم من يكتب هي ثابت، ومنهم من يقول هي النِّسبة التّقريبيّة، ومنهم من يبتكر مصطلحات جديدة من عنده، ومنهم من يأتي بإجابة فادحة. هذا هو طابع الإجابات في كلّ الأعوام. ولم يجب إجابة صحيحة، على مدى عشر سنوات، إلاَّ طالبان في عامين متباعدين. وعندما سألت كلاًّ منهما كيف عرفها؟ قال أحدهما: قرأتها في كتاب مسابقات ثقافيّة، وقال الآخر: قرأتها في مجلة علميّة. فأقول للطالب منهما: هل تعلمتها قبل ذلك من المدرسة ونسيتها؟ فيجيب بلا.
وإليكم بعض هذه النّماذج المختارة من الإجابات التي لا يتسع المجال لذكر الكثير منها. [/align]
[align=center]النموذج الأول
لم يقل الطالب كيف عُلمت، وإنّما قال: إنَّها تدخل في الانحنائات(يريد الانحناءات) أو في الأقواس. [/align]
[align=center]النموذج الثاني
يقول الطالب هنا: إن ط هو (ولم يقل هي) العدد الطبيعي، وأعطى قيمته، وقال إنَّه يدخل في عدّة حسابات. وقد علم من خلال دراسة كروية الأرض. فالطالب يرى ط خاصّةً بتخصصه وحده، فنظر إليها من خلال كروية الأرض. [/align]
[align=center]النموذج الثَّالث
أخبرنا هذا الطّالب أنها ثابتة، وأعطى قيمتها، وأبحر كصاحبيه السابقين بعيدًا، وزاد عنهما بخطوط الطول وخطوط العرض. [/align]
[align=center]النموذج الرَّابع
أما هذا الطالب فأتحفنا بموضوع جديد في حقله، هو الجاذبية الأرضيّة.
[/align]