[align=center]
إسرائيل جارتنا ولا وجود لفلسطين*:‬

الوعي الغائب بين الطلبة والأساتذة
[/align]

طارق الطاهر


[align=center][/align]

[align=center]الغاء فلسطين والحجة*: ‬الخريطة ليست مرجعاً*!!‬[/align]


يبدو أن الأمر لم يعد محسوما داخل مصر فيما يتعلق برؤيتنا لإسرائيل،* ‬فمن الواضح أن المثقفين هم الذين مازالوا يرون أن الجارة التي تقع بجانب حدودنا الشرقية هي دولة* (‬فلسطين المحتلة*)‬،* ‬أما أساتذة الجغرافيا داخل الجامعات المصرية فلهم رؤية أخري وهي أن جارتنا من هذه الحدود هي إسرائيل*.‬
* ‬قد يري البعض أن إسرائيل دولة وهناك اعتراف سياسي بها،* ‬بدليل معاهدة كامب ديفيد،* ‬ولكن حتي هؤلاء لم يذهبوا إلي ما ذهب إليه د*. ‬محمد صبري محسوب أستاذ الجغرافيا بآداب القاهرة،* ‬حينما أشار إلي أن جارتنا في الحدود الشرقية هي إسرائيل وغزة كقطاع* ‬غير منسوب لدولة بعينها،* ‬حسب ما ورد في بحثه* ( ‬التكوين الجغرافي للمجتمع المصري*) ‬المنشور ضمن كتاب* ( ‬المجتمع المصري*) ‬تأليف مجموعة من أساتذة كلية الآداب،* ‬حيث جاء في بحثه بالنص*: ( ‬أما حدودنا الشرقية مع دولة إسرائيل وقطاع* ‬غزة،* ‬فتبدأ من رأس طابا علي خليج العقبة حتي الساحل المتوسطي وذلك لمسافة* ‬210* ‬كيلو مترات،* ‬وذلك عبر منطقة صحراوية متشابهة في ظروفها الطبيعية علي جانبي خط الحدود الذي ينطبق في قطاع منه مع خط طول* ‬34* ‬شرقا*).‬
خطورة هذا الكتاب ليس فيما أورده د*. ‬محسوب،* ‬بل في المقدمة الحماسية التي كتبها د*. ‬محمد حمدي إبراهيم بوصفه* ( ‬مراجع الكتاب*)‬،* ‬حيث أكد في مقدمته في عبارات لا تقبل النقاش أن ما ورد في هذا الكتاب هو* ( ‬معلومات دقيقة*)‬،* ‬فهل الدقة هو حذف فلسطين وإستبدالها بإسرائيل من علي الخريطة المنشورة في صفحة* ‬42* ‬تحت عنوان* ( ‬موقع مصر*).‬
الأدهي من ذلك الغرض من هذا الكتاب الذي حدده الدكتور المراجع بقوله*: ( ‬لقد مر علينا حين من الدهر كان الناس جميعا في وطننا يشكون من تدني معرفة طلاب الجامعة بتاريخهم،* ‬وينعون عليهم هذا القصور،* ‬وتصورنا أن وجود مادة دراسية يكون قوامها كتاب مثل هذا،* ‬قد تنبري لسد هذا الفراغ* ‬وعلاج مثل هذا العيب،* ‬وكان دافعا لنا بعد انقضاء سنوات طوال علي تجارب سابقة باءت كلها بالفشل،* ‬لكي نكون مفعمين بالثقة في أنفسنا وفي أجيالنا الصاعدة*).‬
وعن منهج الأساتذة في تأليف هذا الكتاب،* ‬يقول الأستاذ المراجع*: ( ‬كنا نحرص كأساتذة* ‬_* ‬ما وسعتنا الطاقة البشرية*- ‬علي أن نلتزم بالحياد والموضوعية،* ‬دون أن ننساق إلي إعلاء الذات أو جلدها،* ‬لأننا نربأ بأنفسنا أن نكون من الخاسرين الذين يميلون كل الميل مع الذاتية أو مع الهوي،* ‬كذلك لم يفتقر أي منا إلي الشجاعة التي حدت بنا في كثير من الأحيان إلي النقد المتوازن للمثالب والعيوب الموجودة بين ظهرانينا،* ‬والتي لا تخطئها العين،* ‬ولا تغيب عن فطنة الأذكياء،* ‬ولا ينكرها إلا المكابرون*)‬،* ‬معني هذه الفقرة أن هناك وعيا كاملاً* ‬بخطورة الخريطة التي وضعت إسم إسرائيل ومحت إسم فلسطين كدولة*!!‬
أخيرا تبقي ملحوظتان جديرتان بالتسجيل،* ‬الأولي أن هذا الكتاب يضم أبحاثا من تخصصات الجغرافيا والتاريخ وعلم الاجتماع،* ‬في حين أن التخصص الدقيق للمراجع هو أستاذ الدراسات اليونانية واللاتينية،* ‬هل يتفق هذا الأمر مع كتاب علمي موجه لطلبة كلية الآداب في جميع التخصصات،أما الملحوظة الثانية فهي أن هذا الكتاب مقرر علي جميع طلبة الفرقة الأولي بآداب القاهرة،* ‬فلماذا لم ينزعج أي طالب من الخريطة التي تضع إسرائيل بدلا من فلسطين،* ‬ولماذا* ‬_أيضا*- ‬لم ينزعجوا من ذكر أن جارتنا إسرائيل وقطاع* ‬غزة،* ‬هذه الملاحظة تقود إلي موضوع أساسي خاص بطريقة التدريس داخل الجامعات المصرية،* ‬التي تقوم علي التلقين*. ‬


منقول من

أخبار الادب رقم العدد: 872 الأحد 4 ابريل 2010


http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/i...ld=news&id=190