[align=justify][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

أولا أود أن أرحب بالمهندس بهاء وأشيد بالمستوي العلمي لمشاركاته في النادي وأكثر الله من أمثاله ، كما أوجه له خالص شكري علي كلماته الرقيقه عن البحث الذي فزت عنه بجائزة أحسن بحث في المساحة في مصر لعام 2006م

ثانيا: أثار م. بهاء نقطة نقاش غاية في الاهمية وهي وجهة نظره - التي أخالفه الرأي فيها - عن وجوب أن تكون الرسائل العلمية في مجال نظم المعلومات الجغرافية ذات عمل تطويري للتقنية ذاتها وليس مجرد استخدام هذه التقنية واستشعرت في كلماته شئ من السخرية وخاصة جملة "هل سمعت عن متخصص يحمل شهادة دكتوراه في الاوتوكاد؟".....

ياسيدي الفاضل كما هو معروف فقد بدأت معظم الدول و الامم النامية أولي خطواتها العلمية بالوصول لدرجة جيدة من استيعاب التقنيات الحديثة و تطبيقها في مجتمعاتها ، وأنا هنا أتحدث عن كافة التقنيات في شتي العلوم التطبيقية ولنتذكر جميعا أن اليابان والصين و دول جنوب شرق اسيا كانت هذه هي أولي خطوات تقدمهم في النصف الاخير من القرن العشرين الميلادي حتي أن بعض هذه الدول اعتمدت مبدأ "سرقة أسرار التكنولوجيا" حتي يصلوا سريعا لفهمها و تطبيقها أولا قبل أن يبدأوا الخطوة الثانية وهي تطوير هذه التقنيات لصالحهم ولننظر جميعا لما وصلوا اليه .... أي أنه ليس عيبا أن تكون بداية الطريق نقل التقنية لمجتمعاتنا وتطبيقها بكافة امكانياتها ثم الانتقال للخطوة الثانية وهي التطوير و الابتكار.... وعذرا اذا ذكرت قصة نعرفها جيدا في مصر عن محاولتنا صناعة سيارة مصرية في أوائل الستينات ووقتها بدأنا الطريق بالخطوة الخطأ وصممنا علي صناعة سيارة مصرية بنسبة 100% دون الاعتماد علي الغير في أي جزء من أجزاء المشروع ، وأذكر أننا بدأنا و الهند والبرازيل نفس الخطوة في نفس الوقت تقريبا..... هل أصبحت لدينا سيارة مصرية؟ وفي المقابل توجد الان العديد من السيارات الهندية و البرازيلية تصدر للعالم بأسره !!! هذا هو مربط الفرس كما يقول المثل المصري .... فلننظر للموضوع من هذه الزاوية ... فلنتعلم التقنيات الحديثة و نجيد استخدامها بكل امكانياتها أولا ثم نبدأ مرحلة التطوير و الابتكار فيها .... بل أننا كلمنا تعمقنا في فهم هذه الادوات الحديثة (ومنها نظم المعلومات الجغرافية) كلما تبلورت لدينا أفكار جديدة للتطوير و الابتكار وسأذكر حكاية مهندس زميل عزيز لي اسمه خالد محمد حسن كان منذ 15 سنة يعد رسالة ماجستير عن الربط بين برنامج الاوتوكاد وبرامج قواعد البيانات بحيث اذا تم تغيير اي عنصر في قاعدة البيانات تغير الهدف المقابل له في الخريطة في برنامج الاوتوكاد (بالطبع لم تكن نظم المعلومات الجغرافية قد بدأت في الانتشار في مصر والعالم العربي في هذا الوقت)... وأذكر أنه في حينه هاجمه الكثيرين من أن هذه ليست رسالة ماجستير وليس بها أي ابتكار علمي جديد بل هي مجرد تحسين في برنامج الاوتوكاد فقط لا غير ... وأثناء اعداده للرسالة في قسم المساحة بكلية الهندسة جامعة عين شمس كان يراسل بعض الجامعات الامريكية للحصول علي منحة دراسية .... وأعجبت الفكرة احدي الجامعات الامريكية وفعلا قدمت له منحه علمية للماجستير و الدكتوراه وأقام بأمريكا بعد الحصول علي الدكتوراه وسمعت أنه الان واحد من مطوري برامج نظم المعلومات الجغرافية المشهورين

رويدا رويدا ياباشمهندس بهاء ... فلنبدأ الطريق من أوله ونتمني أن نري اليوم الذي تنتشر فيه استخدامات و تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في الوطن العربي ونجد حلولا علمية لمشاكلنا الهندسية و الجغرافية و البيئية بتطبيق هذه التقنية باقتدار ، ثم بعد ذلك ستأتي خطوة التطوير و الابتكار وربما جاء اليوم الذي نجد فيه تقنية عربية خالصة نصدرها للعالم أجمع
[/align]