[align=center]شكرًا للأستاذين الكريمين: فهد الأحمدي وبشير الشمري، وتلبية لرغبتهما أورد بعض المعلومات المختصرة عن الأمسية الثقافية أولاً؛ فأقول:

كنت قد أعددت نفسي على أن معرض الكتاب في القاهرة هو يوم 17/1/1427هـ، وليس يوم 17/1/2006م ، ولذلك كدت أن أعتذر عن الذّهاب لضيق الوقت، ولهموم أخرى كثيرة؛ ولكن شرف تمثيل جامعتي الحبيبة إلى نفسي جعلني أسقط شهرًا كاملاً من الزّمن، وأعيد ترتيب الأولويات بسرعة عاجلة، لتكون المشاركة على قدر الطموح وبمستوى الحدث.

فكتبت على عجل قصيدة عنوانها "مصر" لتكون أولى القصائد التي أحيي بها حضّار الأمسية. وكتبت قصيدة أخرى عنوانها "مكّةُ في الجاهليّة والإسلام" لتكون ثانية القصائد الملقاة هناك؛ لأنَّ مكّة هي حور الفعاليات الثّقافيّة السَّعوديّة في معرض هذا العام.

وألقيت بعد هاتين القصيدتين عشر قصائد بين المتوسّطة والطّويلة من الشعر العمودي وشعر التفعيلة. وقد تجاذب مواضيع القصائد شيء من الحكمة، والنّصيحة، والعتاب، والموساة، والحب الخفيف. وكانت هذه القصائد العشر مختارة من ديواويني حديثة الصدور التي هي: "الإنسان ذلك الشيء، وثمار الإنهاك، وخمولٌ في زمن الازدهار، والوطن البعد الذي لا يقاس". ويسرني هنا أن أورد قصيدة مصر مثالاً لما جاء في تلك الأمسيّة الجميلة.
[/align]

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="solid,1,black" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أتيت بالشعر يا مصر الحضارات=أقيـم في واحـة الإبـداع أبياتي
مـاذا أقـول بأرض النيل معذرةً = إذا تجـاوزت أو أعظمـت غاياتي
فأنـت من أول التـاريخ ملهمةٌ = للشِّـعر للذَّاهـبِ النَّـائي وللآتي
وأنت من أول التاريخ حـاضرةٌ = في الكون والأرض تزهو بالدّلالاتِ
إذا رأت عينـك الآيـات قائمةً = فاقـرأ بعيـنك فـي غير المقالات
اقرأ تجـد سـبل التأريخ عامرةً =رغم المـدى بنواميـسٍ وأصوات
اقرأ تجد صهوات الخيل شامخةً =إذا رأت لمع أسـيـافٍ ورايـات
اقرأ تجد نهضةً عظمى يسـيرها=علمٌ يقـومُ على فـرضٍ وإثبـات
مـن قال أنَّ علوم اليوم طارئةٌ = رمى عقول الورى بالمنطق العاتي
فما قـرأنا كتـابًا في معـارفنا = إلاَّ وردَّ إلى مـصـر البـدايـاتِ
ومـا تجـادل قـومٌ في نديهمُ = إلاَّ تنـادوا إلى نِـيل العـطـاءاتِ
فمصـر أهـلٌ لعمرانٍ وتقـنيةٍ = تقضي على فـقـر إنسـانٍ وآلات
ما أغرق العالم المغبون في رهقٍ = إلاَّ التَّنـصّل مـن فـهم الصِّناعات
إن مـاتت القـوّة الأَوْلى بتنميةٍ = فمـن يقـول بأنَّـا غيـر أمـواتِ
أما تـرانا إذا مـا نـاب نائبةٌ =ضـعنا وصـرنا متـاعًا للملمَّات
تمضي البـغاة بأمـوالٍ وأمتعةٍ = ونحن نلهـو بتضـميد الجـراحات
فلا الجراحات طابت رغم ضجتنا = ولا البـغاة تنـاهت عن شـناعات
يا عالم العرب العـرباء معرفتي = تنـاثرت ولقيـت الويـل من ذاتي
صنعتَ فكري بأوهامٍ غدت أملاً = ما أشرس الوهـم يغتال المروءات
قـم للحيـاة فما قامت بلا عملٍ = ما عاد يُعجـبنا صوت الشَّـعارات
إلى متى لم يعد في الوقت متَّسع = للوقـت فـارفق بأوقـاتي وأقواتي[/poem]

[align=center]أ. د. ظافر بن علي القرني
أستاذ الهندسة المساحية ونظم المعلومات الجغرافية
جامعة الملك سعود، الرياض
26/1/2006م
[/align]