[align=justify]شكرًا للأخت مريم على ما أضافته من معلومات، وسنأتي إلى سؤالها بحول الله في القريب العاجل. وأرجو من الأخ المراسل أن يعذرني في التأخير فما فرغت من الاختبارات إلاَّ أمس مع كثرة الواجبات التي تحاصر المرء في عالم اليوم من كل جانب.

أواصل الإجابة على سؤاله الجيد، فأقول: علم الله أنّني استمتعت بقراءة خطة الدراسة لديكم ورأيتها حيّة متنوّعة تسعى إلى ربط القديم بالحديث، من منطلق إسلامي صحيح يجعلها منفتحةً على كلّ ما يستجد من معارف جغرافية كثيرة. وهي دون ريب خطة مشذّبة مهذّبة مرنة تحاول أن تغطي أكبر قدر ممكن من معارف الجغرافيا الكثيرة المتنوّعة. ودليل مرونتها إحتواؤها على أربعة مقررات اختيارية قد تمكّن الطالب من تعزيز معارفه في تخصص ما بما يختاره من مقررات رافدة حتّى لو كانت من كليّة غير كليّته. لعل هذا أن يكون متاحًا لديكم.

وقد رأيت في الخطة مقررين رياضيات (رياضيات +إحصاء)، ومقرر مساحة، ومقرر في الاستشعار عن بعد، ومقررين في نظم المعلومات الجغرافية، ومقرر في الكمبيوتر (تحليل جغرافي)، ومقرر في علم الخرائط، إلى جانب غيرها من المقررات العلمية الأخرى.

وليست العبرة بكثرة المقررات في تخصص ما وقلتها في آخر، إنّما العبرة بما يقدّم في المقرر منها. أضرب لذلك مثلاً من مقرر المساحة. لو أن في خطة ما ثلاث مقررات للمساحة، يدرس أولاها المساحة بالجنزير والشريط والبوصلة، وثانيها يدرس المساحة بالثيودوليت، وثالثها يدرس المساحة بالميزانية (Levels) على الترتيب. وهناك خطة أخرى فيها مقرر واحد فقط للمساحة يدرس فيه المساحة بالمحطّة المتكاملة (Total Station) وبنظام تحديد المواقع (GPS)، وبالتصوير الجوي،.... لاخترت الخطة ذات المقرر الواحد على تلك صاحبة الثلاثة وإن ظهرت حافلة بالمساحة على ثلاث مستويات (مساحة -1، مساحة-2، مساحة-3). وسبب الاختيار هو أن الخطّة الأولى ميتة في جوانب وضعيفة في أخرى؛ بينما الخطة الثانية حيّة تمثل جزءًا كبيرًا من الواقع المساحي اليوم.

ويقال مثل ذلك عن نظم المعلومات الجغرافية، وعن الرياضيات، وعن الحاسب، وعن علم الخرائط وغيرها.
فليس من السهل في عالمنا العربي تغيير الخطط الدّراسية، غير أنَّه يمكن تغيير محتوى المقرر ولو من قبل الأستاذ إذا رأى عدم جدوى ما بين يديه من معلومات.

شكرًا لك على سؤالك الذي ينم عن وعي بالحاضر، واستشراف جميل لمستقبل واعد.

ظافر بن علي القرني[/align]

الخميس 3/1/1427هـ