-
رد: اللقاء المفتوح الرابع مع الدكتور وسام محمد
[align=justify]أخي عبد الله الصقري
لعلني كان من الأفضل أن أقول حرية العقل، فكثيراً ما يعاني طالب العلم في بلادي – ولعلك قد لاحظت ذلك في بعض مشاركات الأخوة من مواطني – من استبداد الاساتذة، فلا يسمح له بإبداء رأي ناهيك عن مناقشة رأي أستاذه، وبالرغم من أنه في كثير من الأحيان لم أتعرض لهذا الوضع المؤلم حيث أنني والحمد لله حظيت باستاذ فريد من طرازه – حفظه الله وبارك الله في عمره وصحته – كان واسع الصدر للنقاش والحوار حتى أنه لم يكن يتردد أن يتراجع عن رأيه أن تبين له صواب رأي مجادله، وأذكر أن أول بحث قمت بنشره أوردته له حتى يقوم بوضع أسماء المشاركين كما يشاء، ومن التقاليد المعمول بها في مصر أن يوضع اسم الاستاذ الدكتور على رأس كاتبي البحث بغض النظر عن حجم مشاركته فيه، إلا أنني فوجئت أنه يقوم بوضع اسمي في بداية البحث وهو يقول لي هذا عملك وأنت تستحق أن ينسب إليك. كان حقاً مدرسة علمية وأخلاقية.
إلا أنني تعرضت لمدرسة أخلاقية أخرى همها أثبات استاذيتها بقهر أرواح طلابها، وكثيراً ما كان الصدام مع أتباع هذه المدرسة ينتهي نهايات مؤلمة ومحزنة لي ولإخواني.
تسألني عن الحرية والإبداع
عندما تتوفر الحرية قد يكون بإستطاعتك الحصول على تمويل لمشروعك العلمي مهما كان مبادراً أو مغامراً إن أستتطعت أن تقنع الممولين بأهمية وجدوى مشروعك حتى أما في عصور الظلام فلابد أن تكون تحمل من القات نصف طن ومن العمر مائة عام ومن العلاقات ما يكفل لك أن توقف حرب داحس والغبراء حتى تحصل على تمويل لمشروع علمي، وغالباً ما يكون المشروع مقترح من جهة التمويل والتي تبحث عن فريق عمل ينفذها.
أحكم بنفسك أي من المناخين تستطيع أن تعمل فيه وتحقق إنجاز أكبر.
دعني أخبرك قصة صغيرة ليسهل لك الحكم، كان لي صديق في جامعة مصرية كبرى حصل على الماجيستير في تخصص الفيزياء الحيوية ثم شرع في إعداد مقترحات دراسة الدكتوراة، فأراد ان يقوم بها في موضوع هام وجديد أظن أنه كان وصلات عصبية كهربية للمصابين بالشلل أو شئ من هذا القبيل لكن أساتذته سخروا منه وأحدهم تهكم عليه وقال "لما تكون في أمريكا أبقى أعمل اللي أنت عايزه" وطلبوا منه الالتزام بنوعية الأبحاث التي يعيدون ويزيدون فيها منذ عهد المهلهل سيد ربيعة، ثم أكرمه الله وحصل على فرصة لدراسةالدكتوراة في بولندا – ليس في أمريكا – فرحب الاساتذة البولنديين بموضوع دراسته ونظموا له مجموعة من الاجتماعات مع ممثلي عدد من الشركات الطبية ليحصلوا له على التمويل، وفي النهاية تقدمت شركتين تتنافسان على ما سوف تقدمه من تمويل ومعامل ومميزات اضافية للباحث، وقد وقع أختياره على أحدهما وهي شركة عالمية ضخمة في هذا المجال وبعد إنهاء رسالة الدكتوراة فضل أن ينتقل للعمل في نفس الشركة في مقرها في سويسرا رئيس لفريق باحثين.
أحكم بنفسك الآن..[/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى