[align=justify]أتفق مع الاخت عبير الركابي في رأيها أن التخصص في نظم المعلومات الجغرافية يضم داخله فلسفة أنها ليست علما واحدا وانما تشمل عدة علوم معا منها الجغرافية و الهندسية و الرياضية و الاحصائية ، ولذلك فأنا معجب ببرنامج جامعة الامارات العربية المتحدة المبني علي هذه الفلسفة.

لكني أختلف – و الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية – مع مشاركة الاخ شوقي منصور والتي تركز علي وجهة نظره و اقنتاعه أن نظم المعلومات الجغرافية يجب أن تدرس داخل أقسام الجغرافيا فقط !
"A good system for GIS requires a good system for geography firstly without that we can not talk about any progress".
فلا يمكن بحال من الاحوال أن نجد الجغرافيين فقط متخصصين وبتمعن وخبرة كبيرة في جميع أفرع و أساسيات و تطبيقات كل هذه العلوم الرياضية و الاحصائية و الخرائطية و البيئية و المساحية و الهندسية والحاسوبية و البرمجية ! هل هذا يمكن حدوثه حتي في أمريكا و أوروبا؟ ولاذكر لك أخي الكريم جانب من تجربتي الشخصية أثناء دراستي في أمريكا: فقد درست مقرر رياضيات في قسم الرياضيات و مقرر احصاء في قسم الاحصاء و مقرر برمجة في قسم الكمبيوتر حتي أساسيات نظم المعلومات الجغرافية درستها أولا في قسم الجغرافيا ثم درست تطبيقاتها المساحية في قسم الهندسة المساحية. هذه هي الفلسفة أو الطريقة الامريكية في التعليم والتي تعطي التخصص للمتخصصين به بينما التطبيقات تخضع لكل مجال. ومرة أخري فلذلك أعجبني برنامج جامعة الامارات

أيضا في تعليق الاخ شوقي منصور
"The most important issue is GIS applications"
وهي أيضا نقطة خلافية. فعند نقل تقنية حديثة من الخارج لدولنا العربية و الاسلامية ربما نبدأ بتطبيق هذه التقنية لمحولة ايجاد حلول لمشاكلنا الفعلية الواقعية ومحاولة نشر استخدامات هذه التقنية. لكن بعد فترة لا بد أن نبدأ المرحلة الثانية ألا وهي محاولة تطوير هذه التقنية ان أمكننا ذلك وخاصة أن بعض التقنيات الحديثة – ومنها نظم المعلومات الجغرافية – لا تتطلب امكانيات مادية هائلة ربما لا تكون متوفرة (بعكس تقنيات تتطلب مثلا اطلاق أقمار صناعية أو توفر كمبيوترات عالية التقنية). فليس التطبيق فقط هو الهدف الوحيد وأذكر الاخوة أن كلا من المملكة العربية السعودية و مصر قد أطلقتا فعلا أقمار استشعار عن بعد خاصة بهما ، فلو كان الهدف هو تطبيق تقنية الاستشعار عن بعد فقط لاكتفينا بشراء المرئيات الفضائية المتاحة للبيع.

أما رأي أخي الكريم د. وسام عن:
"أعتقد أن الطالب يجب أي يكون من ابطال المارثون حتى يستطيع دراسة المقررات الأساسية الموزعة بين كليات شتى"
ليس هذا هو الواقع و ان كان متعبا بعض الشي ، فمعظم الجامعات الاوروبية و الامريكية بها حافلات مجانية للطلبة للتنقل بسهولة و سرعة بين الاقسام المختلفة داخل حرم الجامعة

كذلك أتفق معك أخي الكريم في أن الدارس الاكاديمي لا يجب أن يقع في فخ البرامج الجاهزة software ربما يكون هذا ممكنا في التطبيقات و الشركات خارج اطار الدراسة الجامعية. ومرة أخري دعوني أذكر مثالا شخصيا ربما سيشاركني به الاستاذ الدكتور ظافر القرني عن الدراسة في جامعة أوهايو: في أول محاضرة من مقرر الكارتوجرافي طلبت منا أستاذه المادة (وكان اسمها علي ما أذكر الدكتورة لي Lee) أن نقوم بعمل برنامج كمبيوتر بلغة الماكينة ذاتها (أعتقد ان لم تخونني الذاكرة Assembly Language) للتعامل مع البلوتر لطبع خريطة بسيطة ، أي دون الحاجة لاستخدام برامج جاهزة مثل الاوتوكاد لعملية الطباعة. وكان الهدف من هذا التمرين كما شرحت لنا بعد ذلك (بعد ذلك هذه كانت 3 أسابيع من العذاب حتي استطعنا الانتهاء من هذا التمرين !) أننا كطلبه جامعيين يمكننا تطوير برامج و العمل دون الحاجة للبرامج الجاهزة التي ننبهر بها ونتخيل أنها لا يمكن الاستغناء عنا. كان هذا درسا عمليا لنا أفادنا كثيرا


[/align]