-
مداخلة حول العلم والتقنية والمدني والعسكري
لعل الرؤية واضحة بالنسبة للاستشعار عن بعد ونظام تحديد المواقع من جهة التطبيق العسكري أولاً كونها تقنيات تسهم في السيطرة السريعة الشاملة.... أما نظم المعلومات الجغرافية فهي تقنية مواكبة لصناعة الخرائط وإن لم تظهر بهيئتها هذه إلاَّ في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي. وهي توظف وتستخدم معطيات تقنيات عدة منها تقنية الاستشعار عن بعد ونظام تحديد المواقع، وقد يكون استخدامها المدني أسبق وأظهر من العسكري. ونحن عندما نقول مدني وعسكري لا يعني أن تطوير هذه التقنيات يتم من قبل من ينتمي إلى هذا القطاع دون ذاك؛ لأن إنجاز التقنيات لا يكون هكذا في العالم المتقدّم اليوم؛ فالقطاع العسكري فيها يوظف من يختار من القطاعات الأخرى للمساهمة في تطوير ما يراه نافعًا له بحسب الحاجة القائمة أو القادمة؛ وقد يحجر الاستخدام على جهة ما لدوافع أمنية ثم يتاح لغيرها بعد حين.
أما كونها علومًا أو تقنيات فلا يفرق كثيرًا؛ لأنَّه لا بد لصاحب التقنية من علم لينجز تقنيته، ولا بد لصاحب العلم من تقنية ليُظهر علمه. إنَّما هذه مصطلحات لتيسير الفهم لنا، وليدلف كلّ إلى معينها من مشربه الذي يألفه.
وإذا أردنا أن نمايز بينهما قليلاً، قلنا: قد تكون التقنية أولاً ويكون تداولها حتّى يرسخ لها علم تعرف به، وقد يكون العلم أولاً ويكون تداوله حتى تنبثق منه تقنية يعرف بها. وبما أنني مهندس فإنَّه يجوز لي أن استبدل كلمة هندسة بكلمة تقنية، فما الهندسة إلاَّ تقنية لعلم ما معروف تقربه للنَّاس وتسهل استخدامه.
وعلى هذا، فإذا قال قائل: إن هذه تقنيات تطورت إلى علوم قلنا له صدقت. وإن قال آخر بل هي علوم تطورت إلى تقنيات ما استطعنا أن نكذبه؛ لأن المعرفة لا تجزأ كما ذكرت ذلك في موقعي الشخصي على شبكة الإنترنت... شكرًا وللجميع تحياتي
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى