اشتقاق خطوط الكنتور من ملفات الارتفاعات الرقمية

لقد شدتني المشاركات في ذلك الجانب بين كل من أ. د. ظافر القرني أ حمود العنزي والمهندس فهد الأحمدي فأحببت أن أشارك برأي .

أولاً أشكر الأخوة أ. د. ظافر بن علي القرني والمهندس فهد الأحمدي وصاحب المشاركة الأساسية أ. حمود العنزي على هذه المشاركات المفيدة .

ثانياً أنا أشارك أ. د. ظافر على أن هناك مرحلة تسبق المرحلة الأولى في مشاركة أ. حمود وإن كنت على خطأ فصححوني . تلك المرحلة هي وجود مرئية تحمل ظاهرة مستمرة قد تكون ارتفاعات وقد تكون حرارة أو ضغط وقد تكون ممثلة لقيم سطح ظاهرة مستمرة . ثم
يحول ترميز تلك المرئية من ( Raster ) باستخدام Stretch Option إلى سطح مستمر بناء على استخدام اللون المستمر في التدرج . والمقصود ب Stretch Option ) )( أو قياس المدى هو ) إعادة لرسم المرئية بناء على أقل وعلى أكبر القيم على المرئية ما بين المقياس اللوني ( 0-255 ) باللون المتدرج .
ستكون النتيجة هي ما تحمله مشاركة الأستاذ حمود في الخطوة الأولى . وهذا يجيب على تساؤل أ. د. ظافر القرني عندما قال
( هناك ملاحظة سريعة، قد يحتاج إليها المستخدم؟ وهي: كيف كوّن نموذج الارتفاعات الرقمي المدخل للمعالجة؟ أو ما طبيعته؟ )
أما الفاصل الرأسي أو الفاصل الكنتوري فإنني أشارك الأخوين الكريمين أ. د. ظافر والمهندس فهد في أنها المسافة الراسية بين خطوط الكنتور بناء على مرجع أساسي وهو مستوى سطح البحر .

ولي رؤية خاصة قد يوافقني عليها أهل التخصص حيث جرت العادة على استخدام مصطلح ( المسافة الأفقية بين خطوط الكنتور ) وفي نظري أن المسافة الأفقية بين خطوط الكنتور لا وجود لها في الطبيعة . ذلك أن خطوط الكنتور ترسم بواسطة خط يمر ويربط جميع النقاط المتساوية في القيمة بخط مغلق . وكل خط منها يحتل مكان أعلى من أو أقل من سابقه في القيمة والموقع . إذاً المسافة بين خطوط الكنتور هى مسافة رأسية يحددها مقدار الفاصل الراسي المختار ، أما المسافة الأفقية بين خطوط الكنتور فلا وجود لها في الطبيعة .

إذاً من أين أتانا مصطلح المسافة الأفقية بين خطوط الكنتور ؟
أتى ذلك المصطلح من عملية تحويلنا لخطوط الكنتور من الشكل الثلاثي الأبعاد إلى ورقة مسطحة ذات بعدين فتظهر خطوط الكنتور على الخريطة في شكل حلقات متداخلة يعتقد البعض أن هناك مسافة أفقية بينها وهذا غير صحيح والصحيح أنما يسمى بالمسافة الأفقية هو في الواقع الرؤية الرأسية للمسافة بين خطوط الكنتور المختلفة القيم على الخرائط ذات البعدين بناء على مقدار الانحدار في الطبيعة . ذلك أن رسمها يتم بناء على إسقاط عمودي لخطوط الكنتور على خريطة ثنائية الأبعاد فتظهر لنا تلك الخطوط في شكل حلقات متداخلة مغلقة داخل بعض ( قد تكون مغلقة داخل الخريطة المرسومة وقد تكون مغلقة ولكن جزء منها فقط يظهر على الخريطة المرسومة ) .

هذه الخطوط نراها تتقارب في أماكن وتتباعد في أماكن أخرى رغم ثبات الفاصل الراسي بينها وهذا يدل على أن السبب في ذلك التقارب أو التباعد ناتج من مقدار درجة الانحدار بين كل خط كنتوري وآخر حيث نرى مثلاً خطي كنتور الأول بقيمة 100 والثاني بقيمة 200 ولكنها تتقارب في جزء من الخريطة وتتباعد نفسها في جزء آخر وهذا بسبب الانحدار ، ولذلك يفضل أن يكون الفاصل الكنتوري صغير وعدد خطوط الكنتور كثيرة كما ذكر المهندس فهد الأحمدي وذلك لنتمكن من رؤية الانحدار بشكل مناسب أما إذا كبر الفاصل الرأسي فإن رؤية الانحدار تكون ضعيفة

( وبالمناسبة فإن عدد خطوط الكنتور الذي ظهر في الشكل الثالث من مشاركة أ. حمود وفي الشكل الخاص بمشاركة المهندس فهد الأحمدي وعددها 10 تتم بناء على الفاصل الكنتوري ومقدار الفرق بين أقل القيم وأعلاها ولا يستطيع المستخدم تحديدها دون هذه الحيثيات ، فلو جعلنا الفاصل الكنتوري في مشاركة أ. حمود 100 لفرض علينا عدد خمسة من خطوط الكنتور بدلاً من عشرة .

وختاماً ، فإن الرؤية التي تحدثت عنها هنا والخاصة بمفهوم المسافة الأفقية التي تختلف عن رؤية المسافة بشكل رأسي بين خطوط الكنتور بسبب الانحدار ويمكن أن يكون ذلك موضوع جدير بالبحث والدراسة ويسرني أن أقدمه كمقترح للبحث لطالبة الماجستير الأخت المميزة عزيزة الشهري فقد عرضت على أكثر من موضوع مع تمنياتي لها بالتوفيق إن شاء الله .

أ. د. / ناصر بن محمد بن سلمى