تعليق على تعليق

أولاً أحمد الله سبحانه وتعالى أن الدكتور على قد قبل القسم الأول من مشاركتي وهى أن الخرائط السياحية يمكن أن ترى على خريطة المدن وذلك من خلال مشاركته الموجهة للأخت هناء الحميدي . راجياً قبول إمكانية رؤيتها أيضاً على الخرائط الطبوغرافية .

ثانياً : أنا اختلف مع سعادة الدكتورعلى في كثير من النقاط الواردة في مشاركته الأخيرة الموجهة للأخت هناء الحميدي ومنها : يقول سعادته :
1) فلنفرض أن لدينا خريطة لمدينة معينة بحيث وجدنا فعلاً أن هناك ظواهر عديدة ممثلة وبشكل متوازن في العدد وطريقة الترميز (أي لا يوجد إبراز لظاهرة أو ظواهر على حساب الأخرى)، فهنا نقول أنها خريطة مدن

وأنا أقول:
من المستحيل أن يكون هناك ظواهر عديدة ممثلة بشكل متوازن في العدد وطريقة الترميز فخرائط المدن مثلاً تكثر بها الوحدات السكنية والطرق والخدمات وغيرها من الاستخدامات ولكن هذه الظواهر لا يمكن أن تكون بشكل متوازن في العدد وطريقة الترميز كما تقول .

2) وفي نفس المشاركة يقول سعادة الدكتور علي في رده على الأخت هناء الحميدي
في قضية إبراز الظواهر، فقط أبين مثال واحد، وهو أن الطرق على سبيل المثال في الخريطة العامة كالطبوغرافية مثلاً، نجد أن ترميز الطريق متماثل ومتسق حجما مع مقياس الرسم (خاصة في المقاييس الكبيرة)، في حين نجد هذا الطريق نفسه في الخريطة السياحية أكبر حجماً وبلون بارز مقارنةً بالتمثيل في الخريطة الطبوغرافية.

وأنا أقول :
من المستحيل أن يكون الطريق على الخريطة الطبوغرافية متماثلاً ومتسق حجماً مع مقياس الرسم وربما تقصد طولاً أو مسافة أما حجماً فأنا مختلف معك ذلك أن معظم رموز الخريطة الطبوغرافية عبارة عن تمثيل اسمي وبها نوع من المبالغة في بعض أحجام الرموز وربما يشكل حجم نقطة مسافة كبيرة على الطبيعة إذا أخضعناه للمقياس والكل يعرف ذلك .

3) كما يقول سعادته في نفس المشاركة :
لكن العبرة بتوازن المعلومات؛ فإذا وجدنا توازن في الظواهر عددا وتمثيلاً (ترميزاً) فإننا نقول هذه خريطة مدن، حتى لو استخدمنا هذه الخريطة لأغراض سياحية! لكن مرة أخرى ومن منظور خرائطي منهجي، إذا كان موضوع الخريطة بارز للقاريء مع وجود معلومات أخرى في الخلفية، فهذا واضح أن الخريطة خريطة موضوعية.

وأنا أقول :
مفهوم التوازن في علم الخرائط ليس توازناً في الظواهر عدداً وتمثيلاً كما تقول لكن التوازن ( Balance ) وهو أحد عناصر التمثيل ألخرائطي يعني أن الظواهر الجغرافية على الخريطة بالإضافة إلى أساسياتها لا بد وأن تكون موزعة على جميع أجزاء الخريطة بشكل متوازن حتى لا تكون المعلومات مكدسة في جانب وخالية في الجانب الآخر على الخريطة مما يؤدي إلى صعوبة المقدرة الإدراكية للرموز لدى المستخدم ، ولذلك يستعان بأساسيات الخريطة لعمل ذلك النوع من التوازن . أرجع إلى كتاب Robinson الطبعة الخامسة تحت عنوان ( Graphic Elements Of Map Design )

وختاماً أقول مهما أوتى الإنسان من المعرفة سواء أنا أم أنت أم غيرنا فلا زال جاهلاً بالكثير الكثير والعالم من يقبل تلك الحقيقة لا من يتعالى عليها

والله الهادي إلى سواء السبيل

أ. د. / ناصر بن محمد بن سلمى