2-4-9 العلاقة بين تحويل المراجع و إسقاط الخرائط:

قد يساور البعض لبسا كبيرا في خطوات تحويل الإحداثيات التي تقيسها علي الطبيعة إلي تلك الموقعة علي الخريطة ، وعلي الجانب الآخر فقد يظن البعض أن أجهزة تقنيات تحديد المواقع (مثل الجي بي أس) ليس بها أي خطأ وأن ما تنتجه من إحداثيات دقيق تماما ! ومن هنا سنحاول أن نلخص – في خطوات مختصرة – ما قمنا بعرضه من أفكار في هذا الفصل (شكل 2-27).

- تتيح لنا تقنيات جيوديسيا الأقمار الصناعية تحديد المواقع علي سطح الأرض ، لكن بالاعتماد علي نموذج رياضي معين يمثل الأرض شكلا و حجما وهو الذي نطلق عليه اسم الاليبسويد.

- كل نوع من الإحداثيات المرصودة يكون منسوبا لاليبسويد محدد ، فمثلا إحداثيات تقنية الجي بي أس تكون منسوبة للمجسم العالمي أو اليبسويد WGS84.

- سواء كانت الإحداثيات من النوع الجغرافي أو الجيوديسي (خط الطول  ودائرة العرض  و الارتفاع الجيوديسي h ) أو الإحداثيات الكارتيزية ( X, Y, Z) فيمكن تحويل أي نوع للآخر (المعادلات 2-2 و 2-5) لكننا مازلنا علي نفس الاليبسويد.

- لكل دولة اليبسويد معتمد قد تم تعديله ليناسبها (أصبح أسمه مرجع وليس اليبسويد) يختلف من دولة لآخري ، وهو المرجع الذي تستخدمه الدولة في إنتاج خرائطها.

- لا يمكن توقيع الإحداثيات المنسوبة لاليبسويد عالمي (مثل إحداثيات الجي بي أس المنسوبة إلي WGS84) مباشرة علي خرائط أي دولة وإلا فأننا نتوقع خطأ في التوقيع قد يصل إلي مئات الأمتار.

- يتم تحويل الإحداثيات من اليبسويد عالمي (مثل WGS84) إلي أي مرجع وطني أو محلي لدولة معينة من خلال معرفة عناصر التحويل السبعة ( (X, Y, Z, Rx, Ry, Rz, s) التي تصف العلاقة الرياضية بين كلا المرجعين ، باستخدام المعادلة 2-8 مثلا.

- تختلف دقة حساب الإحداثيات علي المرجع المحلي باختلاف دقة عناصر التحويل المستخدمة ، وللأعمال المساحية البسيطة يمكن استخدام قيم عناصر التحويل الموجودة في جدول 2-2 ، إلا أنه يجب ملاحظة أنها قيم غير دقيقة تماما و لا تناسب المشروعات الجيوديسية التي تتطلب دقة عالية حيث يجب البحث عن عناصر تحويل أكثر دقة.

- أما لتوقيع الإحداثيات الجيوديسية ثلاثية الأبعاد إلي إحداثيات ثنائية الأبعاد (الإحداثيات علي الخريطة) فسنستخدم أحدي طرق إسقاط الخرائط ، حيث يجب معرفة معاملات الإسقاط (مثلا 5 معاملات لإسقاط ميريكاتور المستعرض: الاحداثي الشرقي الزائف ، الاحداثي الشمالي الزائف ، خط الطول المركزي ، دائرة العرض القياسية ، معامل القياس) لكل طريقة. وحيث أن المرجع الجيوديسي و نظام إسقاط الخرائط يختلف من دولة لأخرى فأن معاملات الإسقاط أيضا ستختلف من خرائط دولة لأخرى.

- أي أننا في النهاية وللوصول إلي الإحداثيات علي الخريطة نحتاج لمعرفة 12 عنصر (وأحيانا أكثر أو أقل): 7 عناصر تحويل الإحداثيات بين المراجع ، 5 عناصر (أو أكثر) لتعريف نظام الإسقاط.

- أخيرا يجب ملاحظة أن الارتفاع المقاس بتقنية الجي بي أس يكون منسوبا لسطح الاليبسويد العالمي WGS84 بينما الارتفاع المستخدم في الخرائط المساحية يكون منسوبا لمستوي متوسط سطح البحر MSL والفرق بينهما يسمي حيود الجيويد ، أي أنه يجب وجود نموذج جيويد Geoid Model لكي نحول ارتفاعات الجي بي أس إلي مناسيب تستخدم في الخرائط الطبوغرافية و التفصيلية وكافة المشروعات الهندسية المدنية (سنتحدث عن الجيويد لاحقا).

__________________________
من كتابي: مدخل الي النظام العالمي لتحديد المواقع ، والذي تم بفضل الله تعالي الانتهاء منه و هو قيد المراجعة النهائية قبل نشره مجانا علي الانترنت لوجه الله تعالي