حياك الله أخي الصقري

ليس لي تجربة مع التدخين بالطّريقة المعروفة ولكنَّها كانت بطريقة أسوأ دفعتني لها حداثة السِّن وحبّ تقليد الكبار فيما يعملون. فكان أحد جيراننا في القرية يأخذ منا ورق الرسم الشفاف ويقسمه إلى قطع صغيرة ثمَّ يملأ الواحدة منها بالتبغ المسحوق ويدخنها أمامنا.... فقلدته لكن بورق من دفتر "أبو عشرين" وورق الشجر ولحائه؛ فكادت تكون القاضية.

لم يكن لدي أي نية أن أكتب هذه التَّجربة؛ ولكن بعد أن فرغت من كتابة قصيدة طلبها مني الدكتورين الفاضلين مسفر الدقل ويوسف سراج من كلية الزراعة بجامعة الملك سعود بحكم عملهما في اللّجنة الثقافية والاجتماعية وجدت أن لدي معلومات كثيرة عن هذه الأفة سواء في القرية أو المدينة أو الغربة (أمريكا)... فكتبتها بكل صدق.

لم أضم تلك القصيدة في الكتاب لأني كتبت أخرى تحكي القصة بشكل أفضل في مئة وعشرين بيتًا وهي مبثوثة بحسب المواضيع في ذلك الكتاب. وقد نفذت طبعته الأولى وصدرت الطبعة الثانية بحمد الله.

ومن أبيات تلك القصيدة:

اسـأل سـؤالك موقنًا بـجوابه مـا دمّر الإنسـانَ كالدخان
يـأتـي عليـه بكل داءٍ قـاتلٍ بعد الخـمول وفتـرة الغثيان
كتليّف الكبد الخطير ولوثة الـأعصـاب والجلطات والسرطان
وتلوّث الدّم واخـتلال الهضم في أحشائه وتصلّب الشّريان
وتلوّث الرئتين والبلعوم والشـ ـفتين والعيـنين والأســنان

........ إلى آخرها....

أما القصيدة الأولى فمنها قولي:

قالو المعسل لا تدري بنكهته قلنا مع السّل سرٌّ فيه مختصر

تحياتي لك أيها الفاضل


د. ظافر القرني