النتائج 1 إلى 10 من 73

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    1,754
    أشكر أستاذنا الدكتور ظافر على تلبية الدعوة ونسأل الله له التوفيق والسداد
    وأتمنى من الدكتور ظافر أن يبدي لنا رأيه - وهو محل اهتمامي الشخصي- في موضوع دخول غير المختصين - من أمثالي - في هذه العلوم الحديثة -نسياً - وأقصد علوم الاستشعار عن بعد و علم نظم المعلومات الجغرافية واستفادتهم منها في تخصصاتهم المختلفة كأدوات تسعادهم على إنجاز أعمالهم.

    وما هي نصائحه وتوجيهاته لغير المختصيت في هذا المجال في حال رغبتهم الدخول فيه والاستفادة منه

    وما هو تقييم الدكتور ظافر وملاحظاته -في هذه المرحلة الراهنة- على مشاركات وتجارب غير المختصين في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد من خلال اطلاعه على إنتاجهم العلمي.


    لعل الإجابة على هذ التساؤلات تقودني إلى عدة تساؤلات أخرى سأحرص على أن أقتصر على اثنين منها
  2. #2

    تساؤلات المهندس فهد الأحمدي (1)

    [align=justify]شكرًا للأستاذ فهد الأحمدي على تواصله مع هذا النادي "النواة" وعلى مشاركاته المركّزة المفيدة. ويسعدني أن نتحاور حول التّساؤلات التي ساقها، وأوّلها: "ما رأيك في دخول غير المختصين في العلوم الحديثة نسبيًّا (الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية) واستفادتهم منها في تخصصاتهم المختلفة كأدوات تساعدهم على إنجاز أعمالهم"؟

    الجواب: لا أرى في دخول غير المختص في الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية إليها بأسًا إذا كان يعلم ما يريد، ويعلم كيف يحصل على ما يريد، بل إنَّني أرى الدخول إلى هذه التخصصات من غير المختصين فيها مؤشّر ذكاء وفطنة. ولهذا الرأي أسبابٌ، يكفينا منها هنا واحد نورده. أما ترانا نبحث في تخصصاتنا المتقاربة عن المعلومات المتناثرة في الطبيعة بمختلف أشكالها لنلمَّ بها ، ولنستخدمها في حلول ما ينجم من مشكلات، و في توفير ما يراد لنا توفيره من خدمات متنوَّعة كثيرة. أفليس من الحكمة أن نبحث عن تقنيات تمكننا من جلب هذ المعلومات إلى مكاتبنا لننظر إليها كلها في آن واحد، ونأخذ منها لبعضها، وننقحها، ونعالجها، ونستنتج منها ما نريد؛ فنكون بذلك وفرنا على أنفسنا كثيرًا من الجهد المبذول في الميدان، وكثيرًٍا من المال الذي ينفق في جمع معلومات يمكن الحصول عليها بتقنيات متقدّمة جيدة؟ أعلم أن العاقل لن يجيب بغير: "بلى إن من الحكمة فعل ذلك".

    ويمكنني يا فهد أن أقول بطريقة أخرى: إن المرء إذا أتقن عملاً ما ظهرت له فيه ثغرات فيسعى إلى سدّ هذه الثغرات. وهذه السعي يقوده إلى تخصصات أخرى فلا تثريب عليه، وهو في سعيه مأجور بإذن الله، بل هذا الذي ينبغي عليه عمله، مادام يشعر أنَّه أهلٌ لذلك. ولا يفعل ذلك إلاَّ مبدع. أمَّا أن يحصر نفسه في مجال ضيّق ويرى أن حلول مشاكل النَّاس لا تكون إلاَّ من خلال هذا التخصص الذي حصر نفسه فيه، فهذا جهلٌ عميق.

    إذا صح هذا يبقى تفاوت القدرات في الأخذ من هذه المعارف والتقنيات الجديدة؛ فواحد يوفقه الله إلى الدخول إليها من بابها، ويفلح في استثمار الوقت والمال في إتقان ما يمكنه إتقانه منها، ويبدع فيها إبداع أهلها المتخصصين وربما فاقهم. وواحدٌ يحوم حول الحمى ولمَّا يستطع دخوله بعد. وآخر لم يسمع في هذا الحمى ولا يريد أن يسمع به أصلاً.... وللنَّاس فيما يعشقون مذاهب.


    هذا مدخل يقودنا إلى سؤالك الثاني بحول الله. دم بصحة وعافية ... والسلام عليكم.

    ظافر بن علي القرني

    الأربعاء 12/11/1426هـ[/align]
  3. #3

    تساؤلات الأستاذ فهد الأحمدي (2)

    [align=justify]يقول الأستاذ فهد في سؤاله الثاني: ما هي نصائحك وتوجيهاتك لغير المختصين في هذا المجال في حال رغبتهم الدخول فيه والاستفادة منه ؟

    الجواب: إذا كانت الهواية، وصحت العزيمة فخير ما يبدأ به هو دراسة ما أمكن من مقررات مقدمة في هذين العلمين. ومقرراتها بصفة عامة محدودة، ولا يتهاون في هذا حتّى لو لم يأخذ غير مقرر واحد في كلّ مجال. هذا الأمر من وجهة نظري مهمٌ جدًّا لبناء الأسس العلمية التي تبدأ بعدها نشاطات المتعلِّم في البروز. فتراه لا يترك فرصة علمية مواتية سواء كانت دورة أو ندوة أو مؤتمر أو تدريب دون أن يكون في أول الصفوف. وتراه يحرص على الاطلاع على ما يستجد أو بعض ما يستجد من معلومات في مجاله الجديد، يحرص على أن يتواءم عمله مع علمه الذي يريد أن يشرع فيه، ويحرص على أن يكون من حوله ممَّن يشاركه هذا الهمّ أو يؤيده على هذا التَّوجّه. إذا سعى إلى تحقيق هذه الأهداف بقدر ما يستطيع، أمكنه أن يسهم بكلِّ ما هو مفيد خصوصًا أن لديه روافد علمية أخرى جلبها من تخصصه أو تخصصاته السَّابقة.

    وأود أن أركّز قليلا على أمرين مهمين ممَّا سبق، هما: القراءة، والبيئة. فأحسن ما يكون من القراءة ما يعتمد على الكتب المعتمدة في التخصص. فإذا قلت: عليه أن يدرس مقررًا، فالمقصود أن يدرس كتابًا مختارًا على يد متخصص. ولا ريب أن من مشاكلنا الكبيرة في العلم والتعليم البعد عن الكتب واللجوء إلى غيرها من بدائل يشوبها ما يشوبها من نقص. إن أصل مرض التعليم لدينا - وهو مريضٌ فعلاً- يكمن في عدم معرفتنا قيمة الكتاب، وكيفية التعامل معه.

    أمَّا أثر البيئة المحيطة على المرء فخطيرٌ جدًّا. أما ترانا لا نجد من يجالس أهل الشرع إلاَّ متحدِّثًا، جلّ وقته، في مسائلهم الشّرعية، ولا نجد من يجالس أهل اللّغة إلا متكلّمًا في مسائلهم اللّغوية، ولا من يجالس أهل الجراحة في الطِّب إلاَّ متحدّثًا عن العمليات الجراحية، ولا من يجالس أهل الفن إلاَّ متحدِّثًا عن فنونهم ودنونهم؛ فبالمثل تقاس بقية الهموم الأخرى كافة. فيأخذ المرء من شرع الله ما لا تقوم الحياة إلاّ به، على أقل تقدير، وليركب في سفينة تخصصه، قائلاً: باسم الله مجراها ومرساها.

    للحديث صلة.

    لك وللقراء تحياتي

    ظافر بن علي القرني

    الخميس 13/11/1426هـ[/align]
  4. #4

    تساؤلات الأستاذ فهد الأحمدي (3)

    [align=justify]يقول الأستاذ فهد الأحمدي في سؤاله الثالث: ما هو تقييم الدكتور ظافر وملاحظاته -في هذه المرحلة الراهنة- على مشاركات وتجارب غير المختصين في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد من خلال اطلاعه على إنتاجهم العلمي.


    الجواب: من المعلوم أن نظم المعلومات الجغرافية ما أخذت في النهوض إلاَّ في الثمانينيات الميلادية من القرن المنصرم، ولو قلنا في النّصف الثاني منه لكان الكلام أكثر دقّة. وعلى هذا فكثيرٌ من المتخصصين المجيدين فيها اليوم في العالم كلّه تخرجوا في جامعاتهم قبل هذا التأريخ، أي أنَّهم لم يدرسوها دراسة متخصصة بمفهومنا السّائد، فيمكن أن يُقال لهم: "أنَّهم غير متخصصين"؛ ولكن الواقع يقول غير ذلك. فالمحك الحقيقي هو أمر غير التخصّص وسنأتي له بعد قليل في هذه الأسطر. نعم من النَّاس من دلف إلى نظم المعلومات الجغرافية من قرب، ومنهم من دلف إليها من بعد ... والميدان يسع الجميع والعبرة بما يُقدَّم لا بما يُقال.

    ونظم المعلومات الجغرافية ووقبلها الاستشعار عن بعد كالأخطبوط له في كلّ إتجاه ذراع، فلا يظن من مسك بذراع منه في البحر أن غيره ليس قابضًا على ذراعه الآخر وبقوة. ولا يتفاجأ أحدٌ من القابضين عليه إذا ما تفلَّت منه لخصائص غريبة في تكوينه.

    من هنا نقول إن المرء إذا استطاع أن يترقّى بنفسه في مدارج العلم بطرق منها ما ذُكر في إجابة السؤال السابق، كان من المتخصصين في علمه بقدر ما لديه من معرفة فيه.

    والمعيار الحقيقي هو المقدرة على الإبداع. والإبداع لا يحصر على المتخصصين في مجال ما، حسب مفهومنا للتَّخصّص، بل قد يأتي غير المتخصص بالعجب، ويبقى المتخصّص خامل الذكر. ولو كانت الإبداعات رهينة التخصص ما كنَّا ننعم بكثير من معطيات التّقنية اليوم. ولعلّك توافقني أن من وجدت لدية الرّغبة في حقل من حقول المعرفة، ثمَّ سعى إلى تنمية قدراته فيه ولو بجهد ذاتي، فاق من تخصَّص فيه وهو مدفوعٌ إليه من غيره. والشّواهد على ما تقدَّم من قول كثيرة قد لا يكون من المناسب الاستطراد فيها.

    وإذا كنت يا أخي فهد ترى نفسك من غير المتخصصين في مجال نظم المعلومات الجغرافية وروافدها، فإبداعاتك التي بدأت تدلف إلينا من هنا وهناك لا تؤيد هذا الإحساس؛ فسر على بركة الله في سبيل تقنية هي من أمتع التقنيات التي ابتكرها هذا العقل البشري المذهل الضعيف.


    إلى اللّقاء...

    ظافر بن علي القرني

    الخميس 13/11/1426هـ.[/align]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •