[align=justify]تفضل الأستاذ الأحمدي بسؤالين جديدين قصيرين، الإجابة عليهما هي من أصعب الإجابات وأطولها. وهذه الصعوبة لا تمنعنا من أن نجتهد، ويجتهد غيرنا في تقديم ما يراه مفيدًا عسى الله أن ينفع به. ولا يزعم أحدٌ أن فيما يقوله الحل النّاجع لمشكلة لا يزيدها كرّ الأعوام إلاَّ تعقيدًا، بكلّ أسف.

يقول الأحمدي: "ألاحظ أن المستوى التحصيلي للطالب الجامعي في تدني مستمر بصفة عامة فالتحصيل العلمي للطلبة الذين تخرجوا قبل عشر سنوات أفضل (بصفة عامة) من خريجي هذه السنة مثلاً . فإن كانت ملاحظتي صائبة - فمن خلال خبرتكم الأكاديمية:

1 - ما هي الأسباب المؤدية لذلك؟
2 - وما هي توجيهاتكم والحلول التي تقترحونها لأبنائكم الطلاب؟

نقول وبالله التوفيق: إن العقل البشري مهيأٌ للعلم تهيئةً عظيمةً من الله جلّ في علاه؛ فهو يوائم العلم والعلم يوائمه ولا ريب في ذلك. فالمشكلة، إذن، تقع منَّا نحن البشر في تصعيب مسائل العلم وتعقيدها، وجعلها أولى عقبات الحياة التي تقابل الإنسان بعد أن يبدأ بمعرفة اسمه. طرأت لي هذه المقدِّمة المهمة جدًّا وأنا أفكر في طريقة أتناول بها أسئلة الأستاذ فهد إذ الخيارات أمامي كثيرة. وما فتح لي هذا الباب منها إلاَّ سؤال طفلٍ صغير قد يكون في المستو ى الثالث أو الرابع الإبتدائي، حيث قال متوسِّمًا في الخير: ما معنى فعل مضارع مرفوع بالضمة؟. قلت: مضارع أظنّها تعني الحاضر الذي قد يمتد إلى المستقبل، وأمَّا الضمة فهي الواو المصغرة التي تكتب على آخر حرفٍ في الكلمة، وأما مرفوع فما أدري؛ ولكن قسها بمجرور وعلامة جره الكسرة، وبمنصوب وعلامة نصبه الفتحة. والظّاهر يا أيها الصغير: أنَّ العلماء المعنيين بهذه العلوم اتفقوا على هذه المصطلحات، فأخذت عنهم، وصارت متداولة مفهومة إلاَّ لي ولك.

سكت المسكين من كثرة الكلام، وكأنَّه يقول الله يعينك على ما أنت فيه؛ ما دمت تعاني فأمري سهلٌ.

ولقد سبق أن تعرَّضت لسؤال أشد من هذا، فقال لي أحد الصغار الذي قد يزيد بعام عن سابقه: "ما الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الرّبوبية؟ قلت: الإله واحد، والرَّب واحد، وله، جلَّ في علاه، أسماء وصفات أخبرنا بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلّم ولا فرق بينهما. قال: لا بينهما فرق. وفتح الكتاب، فقرأت الفرق وفهمته حال قراءته، ونسيته بعد أن أغلقت الكتاب بقليل. قلت للطّفل حاول أن تركّز عساك أن تفهم.

المقصود أنّنا نصعِّب العلم، فنأتي ينتائج أبحاث لعلماء أجلاَّء قضوا فيها وقتًا طويلاً، ثمَّ نقذفها على هؤلاء الصّغار، فتبدأ بهم الإعاقة العلمية، ويدلفون الى الجامعة معاقون وإن رأيتهم أسوياء. للحديث صلة بعون الله.

أ. د. ظافر بن علي القرني

السبت 15/11/1426هـ[/align]


[movek=left]سم سمةً في الأرض تحمد بها واحمد لمن أهدى ولو سمسمة[/movek]