[align=justify]تحية طيبة للإخوة الأعضاء وللقراء جميعًا في هذا الشهر الفضيل.
المشكلة لدينا أن الحياة متعلقة بالوظيفة، وعليها تقوم التخصصات ... فإذا قلّت الوظائف أو انعدمت قلّت الحاجة إلى التخصصات ذات العلاقة أو انعدمت؛ ولهذا فلن يقوم للتقنية قائمة رغم شدّة الضجيج والجلبة التي نسمعها. والمفترض أن يكون هناك مجالات متعدّدة للعمل غير سبيل الوظيفة الحكومية النادرة.
من أجل هذا رأى بعض الزملاء في تخصص المساحة أن يجعل مسارًا من مسارات المدني ليشمل بالاسم فيكون نصيب الخريج من فرص الوظائف أوسع وأرحب؛ ذلك لأنّ فرص المهندس المدني في التوظيف أحسن من غيره لتصوّر نتصوره عن الهندسة غير قويم. وإذا تمَّ هذا وقد لا يتمّ، فسيعزّز التخصص ببرنامج ماجستير يفتح المجال أمام المهندسين الذين لهم رغبة في إتمام دراستهم وتؤهلهم قدراتهم لذلك.
هذا أمر، والأمر الآخر أن الإقبال على التخصص ضعيف، رغم حيويته وأهمّيته؛ وذلك لأنّ تصوّر علماء المجالات الأخرى عنه منقوص فما بالكم بعامة النّاس. لقد بيّنت في موقعي الشخصي أن المتعلّم من الناس ينظر إلى التخصص من خلال المساحة الأرضية فقط، أمّا المساحة الجيوديسية، والتصويرية الجوية، والاستشعار عن بعد، ونظم المعلومات الجغرافية، وعلم صناعة الخرائط فلا مكان لها في تصوره ولا رغبة لديه لفتح مجال للتصور السليم في المنظور القريب.
الحديث ذو شجون؛ ولكن أكتفي بما تقدّم ونسأل الله للجميع التوفيق والسّداد في كلّ أمر.
أ. د. ظافر بن علي القرني
أستاذ علوم هندسة المساحة
جامعة الملك سعود
الرياض
16/9/1427هـ [/align]
رد مع اقتباس