-
الأخ فهد تحية وبعد
الموضوع كبير وطويل، لكن من المهم في كل الأحوال وبدون حتى حساب ومن المنطق العلمي والعملي أن نسقط الخريطة أو المرئية ونسجلها على الأرض حسب النموذج الشبه إهليجي المحلي وليس العالمي، ولكل دولة أو إقيم على الكرة الرضية مرجع محلي أفقي وآخر رأسي. وهناك العديد من المراجع المحلية يمكن الرجوع إليها في كتب المساحة الجيوديسية وفي الإنترنت، وتشمل المعاملات وطرق التحويل.
بالنسبة لمقدار الأخطاء فإنها تختلف في المقدار والتوزيع، ولهذا قلت أنها تحتاج إلى دراسة وتنفع كموضوع على مستوى الماجستير وحبذا لو تم تحديد تلك الأخطاء ومحاكاة أثرها على التحليل في نظم المعلومات الجغرافية. لهذا قد تدهش إذا وجدت أن منطقة الدراسة التي ذكرتها قد يوجد بها أخطاء قليلة لا تؤثر، والعكس صحيح. موضوع UTM ليس قضية فهو مسقط، فأنت إذا سجلت خريطتك على المرجع العالمي وعرضته بـ UTM ثم حولت الخريطة هذه على المرجع المحلي ثم قارنت الخريطتين عند اقصى تكبير قد تجد الأخطاء مقداراً وتوزيعاً. وبما أن الخريطتين تقيس بالأمتار لأنها على مسقط UTM فاخطاء بالطبع بالأمتار.
بالنسبة للمرجع الأوربي فهو واضح أنه أوربي وقد تجد وقد لا تجد أخطاء كبيرة، وهذا مثله مثل التحويل من مرجع محلي إلى آخر ومثل التحويل من عالمي إلى محلي أو العكس.
إذاً القضية من البداية هو إستخدام المرجع المحلي أولاً وقبل كل شيء، مع العلم أنك لن تستطيع أن تضمن عدم وجود أخطاء أبداً فالخطأ هنا نسبي، فإفرض أنك سجلت خريطتك على المرجع المحلي ثم أخذت بيانات أخرى في شكل طبقات من جهة موثوقة مسجلة حسب مرجع خريطتك، فقد تتفاجىء بأن هناك أخطاء وهنا يكون أكثر من سبب وسبب في وجود هذه الأخطاء. بالنسبة لنا في نظم المعلومات الجغرافية هو أن نبذل جهدنا في اتباع الحذر بأقصى صحة ودقة ممكنة (لا حظ أن الدقة تختلف عن الصحة) وبعد التسجيل نتأكد معملياً وميدانياً من صحة ودقة خريطتنا أو قاعدة بياناتنا، لأن المصيبة هي تراكم الخطأ أثناء التحليل، ولك أن تتصور مصادر وأنواع وحدة الأخطاء في قواعد البيانات والخرائط. هذا الموضوع لا يعرفه إلا المختصين بالذات في قضايا Data Quality Assessment، مثل المختصين والمهتمين بقضايا الخطأ والغموض في قواعد البيانات ومثل الجهات الإستشارية المعنية بالحكم على صلاحية ونوعية قواعد البيانات ووضع المعايير والمواصفات القياسية لها.
هذا والله أعلم ويسعدني أن تجري هذا الإختبار وتعطينا خبر بذلك.
-
التحويل بين المراجع الجيوديسية
[align=justify]لعلي أضيف بعض المعلومات إلى ما طرح في هذه القضية المهمة.
من المعلوم أن تحويل الإحداثيات على المرجع نفسه لها معادلات ثلاث سهلة الحساب والبرمجة ولا يلزم معها سوى معرفة خصائص المرجع الجيوديسي المستخدم؛ إنما المشكلة تكمن في التحويل بين مرجعين مختلفين كالـ WGS84 والـ NDN للمملكة العربية السعودية. فهنا يلزمنا معاملات ثلاثة مكانية، ومثلها توجيهية بالإضافة إلى المقياس فهي سبعة معمول بها في المساحة العسكرية وفي أرامكو على سبيل المثال. ويمكن أن إجراء دراسات عليها لتحسينها وقد حصل هذا بالفعل، حيث أن أخذ أي معاملات من مكان آخر لا يلائم البلد يُعد حلاً سريعًا غير موفقًا وإن عمل.
أمر آخر مهم هو صعوبة السؤال عندما نقول ما دقة المرجع الفلاني؟ لكن إذا علمنا أن العمل المساحي أو الجغرافي ينطلق من نقاط تحكّم معلومة الدقة (accuracy)، ثم سألنا أنفسنا ما دقة تلك النقاط لهان الأمر قليلاً. فهي أما أن تكون 1st order أو 2nd order أو 3rd order وفي المراجع الجيوديسية من كل هذه حسب دقة المشروع المراد عمله. وفي الكتب الهندسية المساحية جداول تلخص هذه المعيايير أو تقرّب مفهومها للمستخدم على أقل تقدير. ويمكننا تقدير ما يضاف إلى أخطاء هذه النقاط من أخطاء لقياسات تنطلق منها.
وعمومًا، للتساؤلات التي أثارها الأستاذ الأحمدي إجابات وافية في حقل الهندسة المساحية فالمرء بحاجة إلى دراسة مقرر في الجيوديسيا على الأقل، وبحاجة لدراسة مقرر نسميه ضبط الأرصاد (Adjustment Computations) ففيه الوسائل العلمية التي تعين على معرفة دقة عمل ما بنماذج رياضية سليمة.ولا ريب أن أي Data Quality Assessment لا غنى له عن حسابات ضبط الأرصاد وإن اختلفت المسميات. ووجود هذه الوسائل أو الطرق لا يمنع من البحث والإضافة؛ لكن لنبدأ من حيث وقف الآخرون حتى لا نصل –إن وصلنا- إلى نتائج هي في متناول اليد منذ زمن ليس بالقصير.
أرجو أن أكون أضفت ما يفيد وللجميع تحياتي
أ. د. ظافر بن علي القرني
الثلاثاء 17/12/1426هـ [/align]
[movek=right]سم سمة في الأرض تحمد بها واحمد لمن أهدى ولو سمسمة [/movek]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى