لعلي قد أثقلت عليكم يا أخت كوثر، ولكني والله أضن ببلاد الأمير عبد القادر والمجاهد عبد الكريم الخطابي والعالم الرباني عبد الحميد بن باديس والعالم المجدد الطاهر بن عاشور - ولو لم يكن منكم غير هؤلاء لكنتم قطب العرب والمسلمين - أن تكون اللغة العربية فيها غريبة. إنما يغضبني ويستفزني سلوك البعض (وربما البعض الكثير) من أهل المغرب عندنا هنا، عندما يلتقى أثنين أو أكثر منهما في مجلس جميع من فيه عرب ثم تجدهما ينزويان معاً يرطنان بالفرنسية، وهذا للأسف سلوك متكرر بكثرة وخاصة من المثقفين ونراه كثيراً بين الأساتذة الأكاديميين هنا.
أما عن موضوع العلم الحديث نشأ في الغرب، فأنا أوافقك على هذا، لكن هذا كان عهد وأنقضى، الآن الهنود والصينيين وغيرهم ينافسون الغرب، وقد نجحوا لأسباب عدة منها تمسكهم بهويتهم وثقافتهم - على سبيل المناسبة جعل هوشي منه تعليم الطب في فيتنام اللغة الفيتنامية منذ مطلع السبعينات واليوم الأطباء الفيتناميين هم عماد الجامعات والصناعات الطبية والدوائية والخدمات الصحية في شرق أسيا - لذلك إن كنا نريد أن يكون لنا مكان تحت الشمس فلابد من تمسكنا بهويتنا.
أعرف أني قد أطلت، وربما زدت تبرمك، لكن طمعي في رحابة نفسك كبير.
بالمناسبة سامحك الله على أعتقادك في سؤ نيتي لقولي المغرب الفرنسي، ولعلمك أبي حارب مع رجال الثورة الجزائرية حتي يكون هذا البلد أسمه الجزائر العربي لا فرنسا الجنوبية![]()