-
بمناسبة الملتقى الوطني الأول لنظم المعلومات الجغرافية
لا يهذب العلم والتقنية شيءٌ كالمؤتمرات العلمية المتخصصة. ولقد بنت الأمم المتقدّمة تقنيّا تقنيتها أو قل حضارتها على الأفكار المتمخّضة من مؤتمراتها وندواتها الدّورية التي يقبل إليها المتخصصون من كل صوب بشغف ظاهر. وقد بلغوا من التَّفنن في الإعداد لتلك المؤتمرات المتخصصة ما بلغوا لدرجة قد لا يلحق بهم غيرهم من أممٍ عرفتها قبلهم. فتجدهم يختارون الوقت المناسب لها، ولا يتكلَّفون في حفل الافتتاح، ولا ينسون التّرفيه أثناء المؤتمر أمّا بزيارة أماكن تراثية جميلة، أو ممارسة نوع من الرياضة التي تناسب الجميع، ويحبذون المجيء إلى تلك المؤتمرات كلٌّ بأهله؛ فالرّجل في رحلة عمل وهم في رحلة تنزُّه. وزد على ذلك ما شئت من فنون النّظام التي لا تكفي هذه الصفحة لعرضها مختصرة بله مناقشتها.
طرت لي هذه الأفكار ونحن على مقربة من الملتقى الوطني الأول لنظم المعلومات الجغرافية الذي سيقام في مدينة الخبر الواقعة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية في الفترة من 19-21 شوال 1426هـ (الموافق 21-23/11/2005م).
ومن مميزات نظم المعلومات الجغرافية أنَّها تجمع الفرقاء تحت سقف واحد، ولا يضيرها أن يعرّفها كلّ واحدٍ منهم بتعريف ينطلق من وعيه ومعرفته الخاصة، وربما سفَّه تعاريف الآخرين وسخر منها. نعم إن هذا المجال من المعرفة يُعد من المعارف القليلة في عالم اليوم التي لا يستنكر على أي شخص حضورها، والمجادلة في شؤونها، أيًّا كان تخصصه. وهذه نعمة من الله ما عرفها أبناء جيلنا إلى بعد أن مات أكثرهم.
أحضر هذا المؤتمر ببحث عملت فيه طويلاً، وخرجت منه بكتاب مسجل في مشروع مموّل من مركز الأبحاث بكلية الهندسة، جامعة الملك سعود تحت الرقم 426/46، وعنوان البحث هو :
The missing resolution in Geographic Information Systems -GIS
يحكي البحث طرفًا يسيرًا من المشروع المتكامل الذي آمل أن يُخرج كتابه قريبًا.
وإني لأنتهز هذه الفرصة، فأدعو كلّ مهتم - من هذا الموقع المتسامي بأفكار زوّاره ومرتاديه - أن يأتي إلى هذا اللّقاء العلمي ليلمس بنفسه الفائدة التي لا يمكنه تصورها وهو غائب. ولو لم يكن من فوائد هذه اللّقاءات العلمية إلاَّ أن تعرف بعض المهتمّين الذين يشاركونك متاعك لكفى...
أقول باختصار شديد: إن الإنسان لا تُعرف مكانته حتى يتكلَّم، ولن يتكلّم ما لم يُتح لنفسه فرصةً فيما يسنح من لقاءات ومؤتمرات وندوات؛ وهي قليلة مهما كثرت فما زلنا قبل بداية الطريق بمسافة.
للجميع تحياتي
ظافر بن علي القرني
منقول من:www.dr-algarni.net
الأثنين 12/10/1426
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى