-
رد: هل تسمح الأنظمة بذكر نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد ضمن عنوان الرسالة
لقد أصاب الدكتور الخزامي كبد الحقيقة تماما. وهذا هو جوهر الموضوع ولبّه. وسوف أكتب مفصلاً في هذا الموضوع قريبا في هذا المنتدى. من أبسط المشاكل المرتبطة بهذا أنني أعمل حالياً على ورقة عمل أقدمها للمؤتمر الوطني الثالث لنظم المعلومات الجغرافية، ومما تتضمنه نسبة الرسائل العلمية المنجزة في الجامعات السعودية والتي استخدمت التقنيات الحديثة من استشعار عن بعد ونظم معلومات جغرافية وغيرها. وكما نعلم فإننا يمكن أن نحصل على عناوين الرسائل العلمية من الجامعات والكليات، ولكن هناك صعوبة في الحصول على ملخصاتها أو على كامل المتن. وفي هذه الحالة فإن أي رسالة علمية استخدمت هذه التقنيات ولم توضع في عنوانها لن تصنف على أنها كذلك في ظل الاعتماد على عنوان الرسالة فقط. لذلك كانت النسبة التي توصلت إليها منخفضة جدا وهو ما يجعلني أتردد في قبول النتيجة. وقد أشار الدكتور علي الغامدي إلى هذا من قبل. أتمنى من جميع الأخوة المساهمة بكتابة عناوين الرسائل العلمية في هذا الموقع والتي أجيزت من أقسام الجغرافيا بالجامعات السعودية دعماً للأخت هند وزميلاتها وزملائها. وسوف أبدأ بنفسي بأن أسجل هنا سرالتي ماجستير أجيزتا مؤخراً من قسم الجغرافيا بجامعة أم القرى:
1- رسالة الطالبة بسمه الرحيلي عن استخدام نظم المعلومات الجغرافية لتقييم الوضع الراهن لمواقع مدارس البنات الحكومية بمدينة مكة المكرمة. بإشراف د. سعد الغامدي. وقد ناقش الرسالة كل من سعادة الأستاذ الدكتور محمد الثمالي وسعادة الأستاذ الدكتور رمزي الزهراني. وكان ذلك عام 1427 هـ.
2- رسالة الطالبة نوير الحربي عن النمذجة الآلية لحوض تصريف وادي ملكان باستخدام نظم المعلومات الجغرافية: دراسة من منظور جيومورفولوجي. تحت إشراف د. سعد الغامدي. وقد ناقشها كل من سعادة الأستاذ الدكتور صالح الشمراني وسمو الأميرة الدكتورة مشاعل آل سعود. وكان هذا في عام 1428 هـ.
وبالمناسبة فإنه يحسب لرسالة الماجستير لدينا في قسم الجغرافيا بجامعة أم القرى (10) ساعات من أصل 44 ساعة. أي ما يعادل 23% فقط من كامل برنامج الماجستير. والبقية (77%) هي مقررات دراسية.
وببالمناسبة فقد ناقش بعض الزملاء هنا أن القضية ربما تتمحور في وضع عبارة "استخدام" في عنوان الرسالة. ليس الأمر كذلك لدينا في قسم الجغرافيا بجامعة أم القرى، فالاتجاه هو منع ذكر الاستشعار عن بعد أو نظم المعلومات بأي صيغة كانت في عناوين الرسائل العلمية بحجة أنها أدوات، بل وشيهها البعض بأنها لا تزيد عن استخدام برنامج أتوكاد.
في دراسة مخاطر السيول مثلاً عن طريق تقنية الاستشعار عن بعد سوف يكون هناك منهجاً متكاملاً مترابطاً تقوم عليه الرسالة جميعها، وليس الأمر مجرد أداة. إن كان الأمر "أداة" فتقنية الاستشعار عن بعد تضم آلاف الأدوات بتعبيرهم هذا. وتعبير "استخدام أو USING" هو في الحقيقة تعبير دقيق يعني وضع التقنية هذه موضع التطبيق. فإن وضع هذا التعبير في مقدمة العنوان فإنه بحث في تطوير أساليب التطبيق من خلال مشكلة محددة. وإن وضع في نهاية العنوان كان أداة رئيسة للتحقق من حالة المشكلة وتشخيص الحلول لها.
وأنا هنا أسأل جميع رواد هذا المنتدى من الذين حصلوا على درجات علمية من جامعات غير عربية: هل كان وضع هذه التقنيات في عناوين رسائلكم محل نقاش على الإطلاق؟ لم يحدث هذا لي، ولا أظنه حدث لأي منكم.
لا يحكم على المقلد من غير المقلد سوى من كان له إسهامات واضحة في التطبيقات المتصلة بهذه التقنيات. وأنت يا دكتور الخزامي أحد من يستطيع الحكم في ذلك، وفاقد الشيء لا يعطيه. وليس الأمر مرتبطاً بالدرجة العلمية أبدا. وبصراحة شديدة أنا لا أخفي إعجابي بالأستاذ فهد الأحمد وأعتقد أنه يستطيع الحكم في هذه الأمور أفضل بكثير ممن يتصدر للفتيا هذه الأيام.
لا أدري - حقيقة - لماذا أصبحت هذه مشكلة لدينا في قسم الجغرافيا بجامعة أم القرى، والعالم من حولنا يسير على نهج آخر. وقد كتبت الأخت مروة رمضان " حيث أن عندنا في مصر لا يرفضون اطلاقا وضع هذه التقنيات في عناوين الرسائل ". وأظن هذا أيضا لا يمثل مشكلة كذلك لدينا هنا في المملكة في أقسام الجغرافيا الأخرى في بقية جامعات المملكة بل وحتى في كليات التربية أو كليات الآداب للبنات.
أنا مع وضع أي من تقنيتي الاستشعار عن بعد أو نظم المعلومات الجغرافية في العنوان إن كانت الرسالة مرتكزة على أحدهما أو كليهما. ودعوا الطلاب والطالبات يتعلمون على الأقل استخداماتها وإمكاناتها ومحاسنها وأوجه القصور فيها، حتى وإن أخطأوا أو قصّروا فسيأتي يوم يكونون مكاننا ونحن نسأل الله العفو والمغفرة.
أطلعت مؤخراً على عنوان رسالة دكتوراه صادرة من جامعة كامبريدج على ما أذكر بعنوان " Mud Flow Modeling Using DTM ". لو حذفنا "‘Using DTM". فماذا يتبقي؟ وهل نظن أن أولئك الأساتذة في قسم الجغرافيا بجامعة كامبريدج على غير علم ؟ نعم البعض ممن لم يؤت نصيباً من الإلمام بهذه التقنيات قد يقول تلك جامعة كامبريدج، فهل أنتم مثلهم؟ أو أن يستغل حجة التقليد التي ذكرها د. الخزامي "وهي لأول مرة أسمعها، وقد نسمع غيرها كثيرا". وأنا أقول من جعل البعض وصياً على العلم؟ .. هكذا بأي مبرر نشطب جهود الآخرين ونئد طموحاتهم العلمية وتطلعاتهم. والأغرب من ذلك أننا حجرنا واسعاً.
اليوم كنت أعرض لطالبات الدراسات العليا بحثاً للدكتور فرحان الجعيدي يتعلق بدمج بيانات أقمار صناعية في تطبيق جيومورفولوجي على منطقة تقع في وسط المملكة العربية السعودية، وكان بعنوان "Merged remotely sensed data for geomorphological investigations in deserts: examples from central saudi arabia". فلو أن طالبة سألت أيحق للدكتور فرحان الإشارة في عنوانه إلى بيانات الاستشعار عن بعد ولا يحق لي وإن كان عملي قائماً بأكمله على ذلك ؟ هل الجواب في هذه الحالة ابتعدوا عن التقليد؟ أو أننا لسنا في مستوى استخدام هذه التقنية؟ أو انتظروا قليلا حتى نصل إلى مصاف البحث العلمي لتلك الدول؟ أم أن لجنة الدراسات العليا لاتجيز ذلك؟ أم ماذا؟
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى