[align=justify]بداية حسبت السؤال عبارة عن مزحة ليس أكثر، لكن مع الوقت تأكدت أن الموضوع جدي، قسم الجغرافيا بجامعة أم القرى ألغي أضافة مصطلحات الأستشعار من بعد ونظم المعلومات الجغرافية إلى عناوين الرسائل. لماذا؟ لم أفهم الأسباب حتى الآن. يزعمون ان الاستشعار من بعد ونظم المعلومات الجغرافية أداة وليس علم، وهذا الموضوع تم مناقشته عشرات المرات، ونحن نوافقهم أنه أداة وليس علم، وكذلك التحليل الأحصائي فهل يتم إلغاء أضافة التحليل الإحصائي إلى عناوين الرسائل عما قريب. لو فعلوا ذلك فأنتظروا أن يتم تدريس الجغرافيا قريباً من كتب بطليموس وأبن حوقل. ثم أنني أستطيع أن أسرد هاهنا قائمة تضم عشرات الجامعات العالمية المرموقة التي تدرس ضمن أقسام الجغرافيا الاستشعار من بعد ونظم المعلومات الجغرافية، ولعلم أصحاب مدرسة الأقصاء أن واحد من أهم البرامج التعليمية للأستشعار من البعد ونظم المعلومات الجغرافية - وهو برنامج IDRISI - هو من انتاج طلاب الدراسات العليا في كلية كلارك للجغرافيا بالولايات المتحدة ورئيس فريق التطوير هو الأستاذ رونالد ايستمان وهو جغرافي وليس مهندس حواسيب ولا مبرمج محترف. وهذه الصورة أسفل تبين محتويات آخر عدد من مجلة Applied Geography العالمية – وهي مجلة يمثل النشر فيها حلم لكل باحث جغرافي جاد – والخط الأحمر يبين ورقتين بحثيتين عن استخدام نظم المعلومات الجغرافية. أي حجة واهية يستخدمها القوم...



ثم تقولون أن الخريجين يقدمون أنفسهم إلى مجال العمل ويدعون أنهم خبراء في الاستشعار من بعد ونظم المعلومات الجغرافية، وهذا لون من ألوان الخداع. أقول لكم أيها السادة أن أصحاب الأعمال الذين تخافون أن يخدعهم طلابكم !! هم أحرص على أموالهم من أي أحد آخر، ولعلكم لا تعرفوا قواعد التوظيف المعمول بها في البلاد العربية، والتي تقريباً تقترب من تلك المعمول بها في الغرب، وهي لا تسمح لكل من يدعي أن ينال مناله، وإلا ففسروا لي ما سر هذا العدد الكبير من الهنود والفلبينيين الذين يعملون في حقل نظم المعلومات الجغرافية في بلاد الخليج العربي إذا كان كل من كتب في رسالته كلمة استشعار من البعد أو نظم معلومات جغرافية يمكنه أن يحصل على وظيفة في هذا الحقل بمنتهى البساطة.
لقد أسست رأيي على ما قرأته من الطلبة، وكنت أتمنى أن أجد أي تعليق من الاساتذة الافاضل من جامعة ام القرى. قبل أن أكتب هذا التعليق حتي يتضح الأمر خصوصاً أن أتهامات الطلاب إن صحت فهي تندرج تحت مسمى خيانة الأمانة العلمية.
وأخيراً إلى إخواني طلاب جامعة أم القرى، لماذا لا يذهب وفد من أتحاد الطلاب لمفاوضة رئيس القسم أو لمقابلة رئيس الجامعة بل ومقابلة وزير التعليم إذا دعى الأمر لمناقشة الوضع، أليست هذه الجامعة أنشئت للطلاب، أم هي أنشئت لتكون مأوى للوطاويط. [/align]