[align=justify]الأخ الكريم شوقي منصور
سعدت كثيراً لقراءة تعليقكم، وأتفق معك في التفرقة بين استخدام نظم المعلومات الجغرافية كأداة في دراسة الجغرافيا أو الجيولوجيا مثلاً وبين دراسة نظم المعلومات الجغرافية كنظام معلوماتي متكامل، وهذا ما أتمنى أن أراه في جامعتنا. لكنني أصر أن النقاش في المفاضلة ما بين علم وأداة يجب تجاوزه لما هو أكثر فائدة حيث أنها مسالة محسومة. كما أنه يجب التحديد المنهجي لما يدرس في اقسام مثل الجغرافيا أو الجيولوجيا من مقررات لنظم المعلومات الجغرافية وما يدرس في قسم نظم المعلومات الجغرافية من مقررات، فلا يعقل أن يتم تحول أقسام من الجغرافيا إلى نظم المعلومات الجغرافية بين عشية وضحاها بجرة قلم، ثم تجد الطلبة في هذه الأقسام لا يزالون يدرسون مقررات في الجغرافيا البشرية والطبيعية، بينما لو سألت الطالب (وفي أحوال كثيرة الأساتذة) ما الفرق بين قواعد البيانات المترابطة Relatioanl Database وقواعد البيانات الموجهة للكائنات Object Oriented Database لا يعرف، وإن سألته عن بروتوكول البريد الإلكتروني المسمى MAP سيعتقد أنك تحدثه عن الخريطة.
سيحتج البعض بأن هناك كثير من الجامعات تدرس مرقرات في الجغرافيا أو في البيئة أو في التخطيط في وتمنح درجات في نظم المعلومات الجغرافية، وأحتج عليهم بأن كثير من الجامعات الأخرى لا تفعل ذلك وتقدم مقررات متعلقة بنظم المعلومات (الجغرافية) فقط، وقبل أن ندخل في جدال أشير أني ذكرت أن هناك مقاربتين لتدريس نظم المعلومات الجغرافية أحدهما هدفها هو تخريج مستخدم لنظم المعلومات الجغرافية متخصص في حقل معين والأخر يستهدف تخريج اختصاصي في نظم المعلومات الجغرافية أنه الرجل الذي يقف في مركز النظام الذي يشير إليه توملينسون.
يجب أن نترقى بأنفسنا نحن الباحثين - وأسمح لي أن أحشر نفسي في زمرة الباحثين - وطلاب العلم للمستوى المناسب، إنه من العار علينا أن تسبقنا أمم مثل الهند وتصبح جامعاتهم حلم أبناءنا ونحن أمة "اقرأ بسم ربك الذي خلق". ليس من العار أو قلة الأدب أو مخالفة القانون أو خدش الأخلاق العامة أن ننتقد نظمنا التعليمية، بل لعله خير لنا أن أن نقوم بهذا قبل أن نفاجئ يوم غد بأمم مثل الجابون ونيبال تسبقنا بدورها[/align]